ما نسمعه عما يسمى ب"داعش" من أفعال وحكايات تثير الدهشة والألم لما وصل به حال بلاد الوطن العربى فى بلاد الشام والعراق.. ميليشيات مسلحة تثير الهلع والقتل البشع باسم الدين الإسلامى وتتعمد تشويه صورته وروحه السمحة التى تدعو إلى التعايش وتكفل للجميع حرية الاعتقاد، وتحرم إجبار الآخرين على ترك عقيدتهم أو إدخالهم فى الإسلام عنوة، وخالفوا أمر الله سبحانه وتعالى فى قوله: (لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ)، (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ). ما نتابعه من أخبار ممن أخضعوا الدين لأهوائهم وتفسيراته يجعلنا فى حيرة ومنها ما أفاد به المرصد السورى لحقوق الإنسان بأن الدولة الإسلامية "داعش سابقًا" فى ريف دور الزور الغربى قررت عدم لبس المرأة الأحذية ذات الكعب العالي.. ووزعت منشورًا جاء فيه حرصًا على أعراض المسلمين، يمنع منعًا باتًا الكشف عن عيون الأخوات المنتقبات.. وحض المنشور على عدم لبس العباءة المفتوحة التى تكشف ما تحتها من الثياب الملونة، وعدم لبس العباءة المزينة بالخرز والبرق وما سواه، والحرص على أن تكون العباءة فضفاضة، والحرص على لبس الدرع المغطى لمفاتن المرأة، وطالب المنشور بعدم إظهار الملافع الملونة تحت النقاب وقال المنشور: "كل من يخالف هذا الأمر سيخضع للتحذير الشديد، وقد أعذر من أنذر". كما دعا فتيات العراق إلى ما يعرف ب«جهاد النكاح»، وهدد بإيقاع عقوبات صارمة لكل من يتخلف عن تقديم ابنته لجهاد النكاح، وأن كل من ترفض ستعاقب بالرجم حتى الموت، عبر مكبرات الصوت فى المساجد، وفى مدينة الباب بسوريا فتحوا مكتب للفتيات العازبات والأرامل الراغبات بالزواج من مقاتلى التنظيم، وافتتح مكتب نسوى بالقرب من مبنى السرايا فى المدينة؛ لاستقبالهن، وتداولت صفحات التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، تقريرًا إخباريًا لقناة تليفزيونية بالصور والفيديو يرصد طلب تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، من أهالى الموصل تقديم بناتهم لما يعرف ب«جهاد النكاح»، وتزويجهن من عناصر التنظيم، وحذر التنظيم، الأهالى من عدم تسليم بناتهن، وأعلنت منع الفتيات الخروج من بيوتهن إلا للظروف القصوى ومع محرم، كما فرض ارتداء النقاب على النساء، مشددًا على أن العقاب بانتظار المخالفات. الواضح أن فكر "داعش" هو فكر تكفيرى منحرف عن الإسلام، وليس لأحد أن يولى نفسه خليفة على المؤمنين، ويستبيح دماءهم ويسلط سيوفه عليهم وهؤلاء يعتنقون أفكارًا متخلفة بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام وما تعلمه البشر من القرآن الكريم.. والمنتمين لفكر "داعش" يعانون من جهل بالدين ومفاهيمه ويعانون من خلل نفسى يؤدى إلى التركيز على الهفوات فى معاملة البشر بعضهم ببعض وإشعال الفتن والحروب الطائفية وتصب أفعالهم فى صالح أعداء الإسلام، لقد اخضعوا الدين لأهوائهم وتفسيراته، أفعال تشوه صورة الإسلام وتسيئ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الذى قال «من آذى ذميا فقد آذاني»، و«من ظلم معاهدا أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس فأنا خصيمه يوم القيامة»، فدماء غير المسلمين وأموالهم وأعراضهم حرام كحرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم سواءً بسواء. والأخلاق هى عنوان الشعوب وقد حثت عليها جميع الأديان وهى أساس الحضارة ووسيلة للمعاملة بين الناس ..وللأخلاق دور كبير فى تغير الواقع الحالى إلى العادات السيئة، لذلك قال الرسول " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. حدد الرسول الكريم الغاية من بعثته أنه يريد أن يتمم مكارم الأخلاق فى نفوس أمته والناس أجمعين ويريد للبشرية أن تتعامل بقانون الخلق الحسن الذى ليس فوقه قانون. اللهم أجرنا من الفتن ما ظهر منها و ما بطن، ربى لا حول و لا قوة إلا بك.. فأسألك بحولك و قوتك أن تنجنا من شرور و فتن هذا الزمان و أن تصرفنا عن الفتن و أهلها.