إعلام عبري: تصريحات المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بشأن حماس أثارت غضب نتنياهو    مدرب إسبانيا يصف مواجهة إيطاليا اليوم ب "النهائي المبكر"    طقس أول أيام الصيف.. تحذير شديد اللهجة للمواطنين من درجات الحرارة «خلوا بالكم»    تحقيق أممى: الجيش الإسرائيلي ضمن «الأكثر إجرامًا» فى العالم    سنتكوم تعلن تدمير مسيّرتين ووحدة قيادة تابعة للحوثيين في اليمن    «نرجس ونورهان» تودعان تشجيع «الأهلى» على الطريق السريع    نصر الله: لدينا ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما بعد ما بعد حيفا    «الهجرة» تتابع أوضاع المفقودين وعودة جثامين الحجاج    الآلاف في رحاب «السيد البدوى» احتفالًا بعيد الأضحى    سعر البطيخ والبرقوق والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 20 يونيو 2024    تقارير: «الشناوي» على رادار الوحدة السعودي    ارتفاع عدد ضحايا الانهيارات الأرضية إلى 10 أشخاص في بنجلاديش    حرب الاتهامات تشتعل بين مندوبي السودان والإمارات في مجلس الأمن (فيديو)    مصرع 16 وإصابة 42 فى حوادث طرق ب 9 محافظات    العطلة الطويلة جذبت الكثيرين إلى المصايف| أين قضى المصريون الإجازة؟    تصل إلى 200 ألف جنيه.. أسعار تذاكر حفل عمرو دياب في الساحل الشمالي في يونيو    هيئة الداوء تحذر من 4 أدوية وتأمر بسحبها من الأسواق    أسرع مرض «قاتل» للإنسان.. كيف تحمي نفسك من بكتيريا آكلة اللحم؟    إيقاف قيد نادي مودرن فيوتشر.. تعرف على التفاصيل    وفاة عروسة أثناء حفل زفافها بالمنيا    yemen exam.. رابط الاستعلام عن نتائج الصف التاسع اليمن 2024    بوتين: روسيا ستواصل تعزيز العلاقات وتطوير التعاون مع فيتنام    التخزين الخامس خلال أيام.. خبير يفجر مفاجأة بشأن سد النهضة    بعد بيان الأبيض.. اتحاد الكرة يبحث عن حكم أجنبي لإدارة قمة الأهلي والزمالك    تشييع جثامين أم وبناتها الثلاث ضحايا حادث انقلاب سيارة في ترعة بالشرقية    الركود يسيطر على سوق الذهب وإغلاق المحال حتى الإثنين المقبل    هل يسمع الموتى من يزورهم أو يسلِّم عليهم؟ دار الإفتاء تجيب    «آخرساعة» في سوق المدبح القديم بالسيدة زينب| «حلويات المدبح»    «المالية»: حوافز ضريبية وجمركية واستثمارية لتشجيع الإنتاج المحلي والتصدير    بعنوان «قلبي يحبك يا دنيا».. إلهام شاهين تُعلن عن فيلم جديد مع ليلي علوي وهالة صدقي    "تاتو" هيفاء وهبي وميرهان حسين تستعرض جمالها.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    حمدي الميرغني يوجه رسالة ل علي ربيع بعد حضوره مسرحية "ميمو"    تامر حسني يشعل حفله بكفر الشيخ رابع أيام عيد الأضحى (صور)    تحت سمع وبصر النيابة العامة…تعذيب وصعق بالكهرباء في سجن برج العرب    بعد نجاح زراعته في مصر.. هل الكاسافا هو البطاطا؟ الزراعة تجيب    قمة أوروبية.. جدول مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    المركزي الكندي يدرس الانتظار حتى يوليو لخفض معدل الفائدة    هجوم سيبراني على شركة سي دي كي جلوبال مزود البرمجيات لتجار السيارات في أنحاء أمريكا    تطورات جديدة| صدام في اتحاد الكرة بشأن مباراة القمة    وزير الرياضة ينعي مشجع نادي الزمالك    حظك اليوم| برج الحمل الخميس 20 يونيو.. «وجه تركيزك على التفاصيل»    وفاة الناقد الأدبي محمود عبدالوهاب    فرقة أعز الناس.. سارة جمال تغني "ألف ليلة وليلة" في "معكم منى الشاذلي"    معظم الحجاج المتوفين خلال موسم حج هذا العام من المخالفين    تفاصيل جريمة قتل اب لأبنته فى المنيا    كندا تبدأ بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية    مشروبات صحية يجب تناولها عقب لحوم العيد (فيديو)    تعرف علي المبادرات التي أطلقتها الدولة المصرية لتدريب الشباب وتأهيلهم وتمكينهم    إحالة مديرى مستشفى "ساقلتة" و"أخميم" للتحقيق لتغيبهما عن العمل فى العيد    بخطوات سهلة.. طريقة عمل كفتة داود باشا    بعد انتهاء أعمال الحج.. علي جمعة يكشف عن آداب زيارة مقام النبي والمسجد النبوي    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج بكالوريوس الطب والجراحة (الشعبة الفرنسية) جامعة الإسكندرية    إجازات شهر يوليو 2024.. تصل إلى 11 يومًا    هل ينتهي الغياب المتكرر دون إذن إلى فصل الموظف من العمل؟    مايا مرسي تستقبل رئيس الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي    ما هي علامات قبول الحج؟.. عالم أزهري يجيب    علي جمعة ينصح: أكثروا في أيام التشريق من الذكر بهذه الكلمات العشر    ما هي الأشهر الحرم وسبب تسميتها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة 29..مبارك وعمر سليمان والطريق إلى التوريث.. فكر جمال فى تأسيس حزب المستقبل.. وخاف الشريف والشاذلى فأقنعا مبارك بأن يأتى الوريث للحزب
نشر في اليوم السابع يوم 20 - 07 - 2014

اقتربت الألفية الجديدة وأنهى مبارك ثلاث فترات رئاسية، وبدا طامعا فى الرابعة والخامسة بلا توقف، وبالرغم من الأحداث التى شهدتها مصر والعالم، لم يفكر مبارك فى الإجابة على أسئلة السياسة فى الداخل والخارج، ولا فكر فى الإقدام على تغيير جذرى. تعرض مبارك لمحاولة اغتيال فاشلة فى بورسعيد، وبعد عشرين يوما كانت الحكومة والحزب الوطنى يزفان مبارك فى استفتاء لفترة رئاسية رابعة، وجرى الاستفتاء وسط تحفظ ورفض من كل الأحزاب والقوى السياسية، التى كانت فى الحقيقة بلا وزن.
تخلص مبارك من الجنزورى، وكلف الدكتور عاطف عبيد برئاسة الحكومة، وكان التكليف يطلب تنفيذ المشروعات القومية الكبرى، وتعميق مفهوم «دولة المؤسسات» والعدالة الاجتماعية، وتحسين أداء الاقتصاد وزيادة التصدير وتشجيع القطاع الخاص، وهو خطاب لم يختلف كثيراً عن خطابات سابقة لتكليف رؤساء وزارات، وقال مبارك: ويقيننا أنكم سوف تديرون عمل المجلس بروح الفريق الواحد، وتحرصون على توفير عنصر التجانس والتنسيق بين الوزارات وأجهزة الدولة ومؤسساتها.. بحيث لا يحدث تعارض فى السياسات أو تضارب فى القرارات.. كان مبارك يشير إلى حكومة الجنزورى التى شهدت أكبر صراع انعكس على صفحات الجرائد، وهو صراع كان مبارك يتفرج عليه بلا تدخل.
فى 26 سبتمبر 1999 تم إنهاء الاستفتاء على مبارك رئيسا لفترة رئاسية رابعة، بالرغم من أن أحزاب المعارضة التقليدية كلها «الوفد والتجمع والناصرى والعمل» أعلنت رفضها الاستفتاء أو التجديد لمبارك، لكن الاستفتاء تم بسرعة من قبل الحزب الوطنى وكانت حكومة الجنزورى مشغولة بصراعاتها الداخلية، وتجهيزات كهنة فرعون مستمرة، لأنهم اعتبروا أن مبارك يحق له الترشح مدى الحياة، على عكس تصريحاته التى أعلنها بعد مجيئه وإعلان أنه يكفى فترتان. وبدا مبارك مقتنعا بأنه عبقرى، وأنه لا يرى بديلا له، وفى نفس الوقت بدت إشارات أخرى باتجاه الابن جمال الذى بدأ يظهر فى الأجواء السياسية.
فى 6 سبتمبر عام 1999، كانت مدينة بورسعيد استعدت أمنياً لزيارة الرئيس مبارك، وشددت أجهزة الأمن الإجراءات، وتم القبض على المشتبه بهم، وسحب السيارات من جانب الطريق الذى سيمر فيه موكب مبارك، واحتشدت أعداد من أهالى بورسعيد فى شارع 23 يوليو لتحية حسنى مبارك، على أمل أن تؤدى هذه الزيارة إلى إنقاذ بورسعيد من الحالة الاقتصادية المتردية التى وصلت إليها.
وما إن ظهرت سيارة حسنى مبارك حتى اندفع المواطن البورسعيدى السيد حسين سليمان وشهرته «أبوالعربى» نحوها، بعد أن شق طريقه بين اثنين من الجنود الذين كانوا يقفون أمام الجماهير طوال طريق الموكب، وكان كل منهما يمسك بطرف حبل ليمنع الناس من اعتراض طريق الموكب، لكن «أبوالعربى» وصل إلى الباب وكان مبارك أخرج يده من الشباك، تعثر أبوالعربى فى الحبل ووقع، وبادر فيها رجال الحراسة بإطلاق النار عليه فقتلوه فى الحال. التحقيقات لم تصل إلى نتائج تشير إلى أن أبوالعربى كان مجرماً أو له نشاط سياسى من أى نوع، وقال أهله إنه كان يحمل شكوى أراد تقديمها للرئيس، ولم يكن يحمل مطواة ولا زجاجة ماء نار، وإنما هو مواطن اندفع بتلقائية نحو سيارة الرئيس، وتسرع الحرس بقتله.
أذاعت بعض القنوات الفضائية أن قائد الحراسة المرافق للرئيس أصيب، وأن بذلة مبارك تلطخت بالدماء وتم بسرعة إحضار بذلة أخرى، وتطوع كمال الشاذلى بالتخلى عن «كرافتته» وأعطاها لحسنى مبارك.
اللواء شفيق البنا الذى كان ضمن فريق مبارك الرئاسى وأحد مسؤولى الحراسة يروى فى حديثه لصوت الأمة: بخصوص واقعة بورسعيد، كانت عندنا معلومات أن أحداً سيحاول قتل مبارك وأنه شقيق السائق الخاص لعمر عبدالرحمن المحبوس فى أمريكا، واللواء عمر سليمان أرسل لمباحث أمن الدولة كل التفاصيل، وحدد ستة أشخاص كان من ضمنهم السيد العربى وعجزت «أمن الدولة» عن العثور عليهم، واختار الجانى أضعف نقطة فى الموكب، وهى نقطة فى الدوران، لأن سيارة الرئيس كانت محاطة بسيارات من الأمام والخلف واليمين واليسار وتتعرى لحظة الدوران، ويقول البنا: «مبارك كان فاتح الشباك وأخرج يده منه ليلوح للجماهير، فقفز الجانى على السيارة، فضربه حسن محمود أحد الحراس بالرصاص إلا أن الرئيس أصيب فى صدره بالسكين، وذهب إلى المؤتمر وهو «غرقان فى دمه» كما أن حامد شعراوى الذى كان يجلس بجوار السائق أصيب بيده عندما حاول حماية مبارك عندما أدخل الجانى يده للسيارة والسكينة قطعت عصب يده، وتم إرساله لسويسرا وأصيب بعجز فى أصبعين بيده. وينقل البنا عن مبارك قوله: «يلعن أبوالشعب كله تحت رجلى.. أنا حافكر فى حياتى وأعيش لنفسى».
دفعت مدينة بورسعيد ثمن محاولة الاغتيال التى نُسبت إلى «أبوالعربى»، وبينما أحالت وزارة الداخلية 14 ضابطاً إلى المحاكمة التأديبية بتهم الإهمال والتقصير، فإن قضية «أبوالعربى» ظلت غامضة، لأنها تمت بمطواة قرن غزال وسط كل هذه الحراسة.
ويقول البنا: «إن هذا الحادث كان نقطة تحول فى حياة مبارك ولعب حسين سالم دورا، بدأ مبارك ينتقل للإقامة بشكل شبه دائم فى شرم الشيخ، لدرجة أن سالم بنى مسجداً خلال أيام ليصلى فيه العيد، كما أنشأ قاعة السلام لعقد الاجتماعات، وكان مبارك اختار شرم الشيخ بسبب إمكانية تأمينها بسهولة من كل الجهات، وتم توظيف حادث محاولة الاغتيال الفاشلة للتمهيد للاستفتاء لفترة رئاسة رابعة، وبعدها انتخابات 2000 والتى كانت تأكيداً على أن مبارك لم يعد يهتم بالاعتراضات ولا بالجمهور، وكانت الصحافة القومية عام 1997، بل وربما قبلها فى أعقاب محاولة الاغتيال فى أديس أبابا.
وكان عاطف عبيد هو سادس رئيس وزراء مع حسنى مبارك تولى وزارات التنمية الإدارية والتخطيط وقطاع الأعمال فى حكومات صدقى والجنزورى، جاء ببرنامج اقتصادى، خال من السياسة، وفى 18 ديسمبر 1999، ألقى أول بيان لحكومته، بعنوان «معالم الطريق لإقامة مجتمع رعاية محدودى الدخل، وتحقيق النهضة الكبرى من خلال التنمية الشاملة والمتواصلة والعادلة»، ملأه بالوعود الإنشائية، المتضاربة، وعد بمزيد من الدعم والخدمات للفقراء ومحدودى الدخل، وتأكيد تكافؤ الفرص، وتقديم مزيد من الأموال، والجهود، والانضباط، والجدية فى التعليم والصحة، وسرعة العدالة، وملاحقة المفسدين، ومساندة الشرفاء، وكفالة غير القادرين. وبدا معجباً بشعار «الحكومة كفيل من لا كفيل له، معاش لمن لا معاش ولا عائل له»، ووعد بقروض ميسرة للطلاب وعمال اليومية، والأجراء، وصغار الحرفيين، و650 ألف فرصة عمل ومائة ألف شقة سنويا، واستمرار الدعم وزيادة الصادرات وعدم تخفيض قيمة سعر صرف الجنيه ولم ينس أن يعلن إيقاف مشروع توشكى الذى كانت حكومة الجنزورى بدأته فى زفة كبرى.
كان بيان عبيد إنشائيا وعبيد من محترفى إطلاق الأرقام والوعود، وبدا وهو يحاول أن يبدو شعبياً على حساب معتقداته، فأغرق فى تقديم الوعود، التى تتناقض أغلبها مع نظريته فى اقتصاد السوق، ووعوده تناقض سياسته المعلنة فى الخصخصة واقتصاد السوق، وأولى الخطوات التى شككت فى سياسات عبيد الاجتماعية أنه تخلص بسرعة من وزير التموين الدكتور أحمد جويلى الذى كان وزيراً يحظى بدرجة من الشعبية بعد أن اتخذ خلال توليه وزارة التموين منذ أيام عاطف صدقى قرارات كانت لها أثر مهم فى ضبط الأسواق وحماية المستهلك وكان أهمها القرار 113 الذى أجبر المستوردين على وضع منشأ السلع وتاريخ الصلاحية، وكسب ثقة الشعب وضبط السوق وحارب الغلاء والغش، زادت شعبيته للدرجة التى رشحه فيها الناس لرئاسة الوزراء فوجئ الجميع بخروجه فى أول تعديل وزارى مع عاطف عبيد، بسبب خلافات على حقوق الجمهور، منذ كان عبيد وزيراً لقطاع الأعمال، ورفض التدخل عندما منع رئيس الشركة القابضة لإنتاج السكر والصناعات التكاملية منح وزارة التموين حصتها من السكر، واتفق مع رجال الأعمال على أن يشتروا السكر ويصدروه للخارج بصرف النظر عن حاجة المستهلك المحلى، وتدخل جويلى وصادر السكر من الشركات وطرحه فى السوق، كما كان عاطف عبيد يريد بيع المجمعات الاستهلاكية لكن جويلى طلب نقل تبعيتها له كوزير للتموين وأجرها لشركات تجارة الجملة وساهمت فى خفض الأسعار، لكن عاطف عبيد حاربها وتسبب فى هروب أصحابها للخارج بعد تعثرهم للبنوك.
تخلص عاطف عبيد من أحمد جويلى فى أول تشكيل وزارى، وتزامن هذا مع خطة يوسف والى وكمال الشاذلى وصفوت الشريف لإسقاط جويلى فى الانتخابات التالية وتم اختيار الدكتور حسن خضر أحد رجال يوسف والى فى بنك التنمية والائتمان الزراعى وزيراً للتموين، فى حين بدأ نجم يوسف بطرس غالى فى الصعود كوزير للاقتصاد.
كان تولى عاطف عبيد رئاسة الوزراء بعد كمال الجنزورى صدمة للرأى العام، وكان عبيد معروفا أنه رجل البيع والتصفية للقطاع العام، وأحضر عبيد تلميذه مختار خطاب وزيراً لقطاع الأعمال، الذى اعترف بعد ذلك أن الخصخصة كانت مغامرة فاسدة لم توفر للدولة شيئا بالرغم من تصفية الشركات. الصحف استقبلت عاطف عبيد بدهشة والكثير من الجدل لما كان يدور حوله ودوره فى تصفية وبيع الشركات العامة ب«تراب الفلوس» وكلام عن عمولات وفساد يحصل عليها مسؤولون كبار داخل الحكومة والنظام، وكان مبارك صامتاً أمام هذا لأنه كان مشغولاً بتقوية نظامه الأمنى، ودخل بجانبه ابنه الأصغر جمال مبارك على الخط.
وجاءت انتخابات مجلس الشعب فى عام 2000 لتؤكد اتجاه مبارك لطريق بلا تغيير حقيقى، فى الانتخابات استبعد الحزب الوطنى عدداً كبيراً من قياداته ومرشحيه السابقين، لكن هؤلاء وبعضهم رجال أعمال خاضوا الانتخابات مستقلين وفازوا بالمال والعائلة على مبادئ الحزب الوطنى وخسر الكثير من المرشحين الأساسيين، فى أول انتخابات يتجلى فيها دور المال وظاهرة شراء الأصوات، لم يحقق الحزب الوطنى سوى 40% والباقى للمستقلين المستبعدين من الحزب الوطنى، ودعاهم الحزب وحقق الأغلبية بضم المستقلين، وارتفع عدد رجال الأعمال إلى 77 فى برلمان 2000 مقابل 37 فى عام 1995.
العنف وشراء الأصوات فى انتخابات التوريث
كانت انتخابات 2000 بداية صعود رجال أعمال تحالفوا بشكل مباشر مع الحزب الوطنى، وتزامن هذا مع إشارات بدأت خفيفة للدفع بجمال مبارك إلى واجهة الحياة السياسية، لتبدأ مرحلة زواج السلطة بالمال، والأفكار الإصلاحية بالرهان على الوريث، فى وقت كانت كل الطرق لتعيين نائب لمبارك، تغلق، لتظهر إشارات جمال مبارك، ومرحلة سياسية تشابك فيها الكثير من الخيوط، وكان المجهول فيها أكثر من المعلن.
شهدت الانتخابات عنفاً غير مسبوق سقط قتلى وجرحى فى الكثير من الدوائر، وبقى الدكتور أحمد فتحى سرور رئيساً لمجلس الشعب، ومعه نفس الوكلاء وطاقم الحكم. وانضم المستقلون ليكمل الحزب الوطنى أغلبيته القادرة على حسم كل القضايا، لم يكن تمثيل المعارضة يذكر فى مواجهة أغلبية ميكانيكية قادرة على حسم التشريعات والقضايا بسهولة.
مبارك تجاهل كل الشائعات والأحاديث والأنباء عن سعى جمال مبارك لوراثة السلطة، وكانت حراسة جمال مبارك قد وصلت إلى حراسة رئاسية.
دخلت مصر الألفية الجديدة، ومبارك عامه العشرين فى الحكم، ويرى أنه مستقر وراسخ بالرغم من الأمواج المتلاطمة حوله، وكلما رأى انهيار نظام أو هزيمة نظام من حوله يصر على أنه ونظامه فى الطريق السليم. تساقطت أنظمة وتفككت إمبراطوريات وانتهت الحرب الباردة بخروج الاتحاد السوفيتى من المعادلة وتفككه نهاية الحرب الباردة التى خلقت العدو البديل لدى الأمريكان الذين خرجوا من أفغانستان وتجاهلوا عشرات الآلاف من المقاتلين مسلحين ومدربين ولديهم عقيدة الجهاد، تولت طالبان الحكم ووجد عشرات الآلاف من المجاهدين أنفسهم بلا عمل.
11 سبتمبر 2001 أفاق العالم على الطائرات تضرب برجى مركز التجارة فى نيويورك لتكون أحداث 11 سبتمبر مقدمة لتحولات فى جغرافيا العالم وتاريخه، متزامنة مع صعود اليمين الأمريكى ورئاسة جورج دبليو بوش الابن إلى الرئاسة والحديث عن صدام الحضارات ونهاية التاريخ، وطبول حرب تدق من أفغانستان باتجاه العراق، كل هذا منح مبارك يقينا أنه ملهم وثابت وسط أنواء البحر وموجاته.
فى الجامعات 1992 ظهرت أسرة طلابية تحمل اسم أسرة حورس، كانت بلا برنامج قالت إنها مستقلة تنوى مواجهة التطرف قدمت حفلات ورحلات، وبدت بلا هدف بل إنها أساءت لنفسها ولغيرها، واتضح أن الأسرة على علاقة بالحزب الوطنى وأجهزة الأمن. تراجعت حورس منتصف التسعينيات، وعادت لتظهر فى شكل جمعية المستقبل، كان مقدرا لها أن تكون حزباً سياسياً يقوده جمال مبارك، ولكن الحرس القديم فى الحزب الوطنى استشعر خطراً من أن أغلب أعضاء الحزب الوطنى سيتركونه لينضموا إلى حزب ابن الرئيس كما فعلوا من قبل مع حزب مصر، قيادات الحزب الوطنى المخضرمون سعوا إلى دمج فكرة الحزب مع الجمعية وجذب جمال ورجاله إلى الحزب، وتم عام 2000 اختراع لجنة السياسات وأمانة السياسات، التى كانت خليطا من حزب العمال البريطانى والأحزاب الشيوعية والاتحاد
الاشتراكى، وكان وراء إنشاء لجنة السياسات أسماء مثل على الدين هلال وأسامة الباز اللذان تردد اسمهما وقتها أنهما يقومان بتثقيف ملكى لجمال مبارك، وكانت صيغة لجنة السياسات تعتبر نجاة للحرس القديم الذين تصوروا أن الحزب الجديد يمكن أن يهدد وجودهم.
تم الإعلان عن تشكيل لجنة السياسات، التى ضمت أسماء من اتجاهات مختلفة بل ومتعارضة من اليسار واليمين، جمعت حسام بدراوى مع أسامة الغزالى حرب وعبدالمنعم سعيد مع محمد كمال مع على الدين هلال مع مصطفى الفقى وعصام شرف مع مفيد شهاب، وعبدالمنعم سعيد وهالة مصطفى وعدد من اتجاه داخل مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وبالطبع مع جمال مبارك ورجال أعمال مثل محمد أبوالعينين وأحمد عز وهشام طلعت مصطفى وشقيقه طارق، وغيرهم.. وعدد من أساتذة الجامعات والخبراء بلا تمييز. وبدا أن الحرس القديم استراح لفكرة أن يبقى ابن الرئيس فى حزب والده حتى يمكن أن تبقى لهم القدرة على السيطرة أو ينتظرون جولة تسفر عن شكل أو تحرك جديد.
كان الحرس القديم فى الحزب الوطنى، وقطاع من البيروقراطية العتيدة، يبدى ممانعة فى السر لتصعيد جمال إلى السلطة، واستشعروا خوفاً من أن تتهدد مكاسبهم ومواقعهم السياسية ونفوذهم، لكن بعضهم دفعوا بأبنائهم فى طريق الحزب الوطنى وجمال مبارك، بالرغم من استمرارهم فى حالة الترقب والحذر، ومن هؤلاء كان كمال الشاذلى السياسى العتيد، الذى واصل صعوده فى عالم السياسة منذ التنظيم الواحد فى الاتحاد الاشتراكى، والتصق بحزب مصر ثم الحزب الوطنى وصعد من مبارك، ووصل إلى منصب أمين تنظيم الحزب الوطنى.
تم عقد مؤتمر للحزب الوطنى 2002 تم فيه اختيار صفوت الشريف أمينا عاما واختراع أمانة السياسات ليتولاها جمال مبارك ويومها قال صفوت الشريف، الأمين العام، إن أمانة السياسات برئاسة جمال مبارك هى القلب النابض للحزب الوطنى.
يومها مبكرا كان الحديث يجرى عن صراعات الحرس القديم والجديد، وكان الحرس القديم ممثلاً فى يوسف والى وصفوت الشريف وكمال الشاذلى، وتم وضع أحمد عز أمينا للعضوية تمهيداً لتوليه أمانة التنظيم مكان الشاذلى، كان الصراع يبتعد بالطبع عن مكانة الرجل الأول الذى هو الرئيس بينما يدور فى هوامش الصفين الثانى والثالث، كان رجال الأعمال بدأوا فى الظهور وكانت مكاسب رجال الأعمال تتحدد بدرجة كبيرة من خلال مساهماتهم فى الإنفاق على الحزب وأماناته ولجنة السياسات وسفرياتها.
فى 30 نوفمبر 2001 سارعت مجلة المصور إلى جمال مبارك وأجرت معه حواراً قدمته بأنه محاولة للتعرف عن قرب على صورة شاب مصرى، تمكن بقدراته وحماسه وانشغاله المخلص بالعمل العام من أن يجذب انتباه المصريين، وأن يكون موضع احترام وتقدير أوساط عديدة من المثقفين والمعنيين بشؤون العمل العام، معتمداً على جهده وفكره بصرف النظر عن كونه ابن الرئيس، طرح عليه فريق المجلة بقيادة مكرم محمد أحمد أسئلة عن عمله
وخبراته ورحلته من الغياب إلى الحضور، وبداً جمال يحكى قصته التى لم تكن مختلفة عن أى قصة أخرى لكن تم تقديمه على أنه شاب بلا شبيه. قال إنه تخصص فى الاقتصاد: «تخرجت فى الجامعة وبدأت العمل فى مجال البنوك، عملت لفترة فى مصر وأتيحت لى فرصة العمل فى الخارج «لندن» حوالى خمس سنوات.. أثناء وجودى فى الخارج كنت على اتصال دائم بمصر وكان جزءاً من عملى تغطية البلاد منها مصر وبعض دول الشرق الأوسط، وعندما عدت إلى مصر عام 95/ 96 كان أول ما فعلته هو أن التحقت كعضو بأحد الجمعيات الخاصة بالدراسات الاقتصادية مع زملاء كثيرين من القطاع الخاص، كانت لنا كجمعية وجهة نظر فى هذه المشروعات، وكان وما زال لهذه الجمعية تعاون وثيق مع الدولة وتقدم هذه الخدمة للمجتمع، كان يقدم جمعية المستقبل، وقال جمال إن اهتمامه بالعمل العام أحد مكونات شخصيته، لكن دخولى الأمانة العامة للحزب الوطنى بشكل رسمى منذ عامين كان بمثابة البداية المباشرة لممارسة العمل العام فيما يخص الجانب الحزبى والسياسى تحديداً، ونفى أن يكون مستشاراً للرئيس مبارك والده وقال إن الرئيس «يستمع إلى كما يستمع إلى كثيرين سواء رسميين أو غير رسميين».
وسألوه فى المصور «لماذا هو عازف عن تولى منصب تنفيذى وهل هذا خجل أم كسوف قال: «القناعة عندى أن البعد عن المنصب التنفيذى أفضل بالنسبة لى». كانت بداية تدشين جمال كسياسى يستعد لموقع مهم.
شهدت حكومة عاطف عبيد ظهور وزارة الاتصالات والمعلومات لأول مرة، وتولاها الدكتور أحمد نظيف الذى كان الناس يسمعون باسمه لأول مرة، كان قادماً من عالم التكنوقراط، فى قطاع كان يجتاح العالم ويصعد بنمو هندسى، بدأ استخدام الإنترنت فى مصر فى عام 1992، وبعدها بأربع سنوات 1996 ظهر التليفون المحمول، فى عام 1999 كان نظيف هو أول وزير لوزارة ناشئة هى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. قبل توليه لمنصب رئيس الوزراء، المثير أن التطور فى عالم المعلومات والاتصالات، وانتقال مصر إلى جزء من القرية الصغيرة، لم يرافقه تطور فى البنية السياسية والحكومية، التى ظلت ضمن سجن
البيروقراطية، فضلا على الفقر الاجتماعى، والانفصام بين التطور التكنولوجى والثراء فى جانب واحد، لم يكن أحمد نظيف قادماً من عالم السياسة، وإنما من عالم التكنولوجيا والتقنيات، دخل عالم السياسة فى وقت مفصلى، نهاية القرن العشرين، كانت السلطة فى مصر تتشكل باتجاهات أخرى غير تلك التى اعتادت السير فيها طوال نصف قرن.
دخل مبارك فترته الرئاسية الرابعة، لم يعين نائبا طوال 18 عاماً، تعرض خلالها لمحاولات اغتيال وصدمات، كان مبارك يستخدم بصعوبة المسؤولية السياسية للرئيس، ومقتضيات الحكم. بدأت أصوات خافتة من داخل نخبة الحكم تردد اسم جمال مبارك وريثاً لوالده فى الرئاسة، وهو الأمر الذى تصاعد بعد ذلك داخل البلاد بل إنه تسرب وساهم طوال أكثر من عشر سنوات فى الكثير من الخلط والتداخل، والحديث عن التوريث عطل دولاب السياسة فى نظام أصابته الشيخوخة، وإن كان ما يزال يحتفظ بجهاز أمنى وبيروقراطى معقد كان قادراً على السيطرة، بعد سنوات حقق فيها انتصارات على الجماعات الإرهابية فى الصعيد وباقى أنحاء مصر.
كانت معركة الدولة مع الجماعات الدينية المسلحة قد استمرت منذ نهاية الثمانينيات حتى ما بعد منتصف التسعينيات، وكان المتوقع أن تعود الدولة لتبدأ عملية سياسية لترميم العملية السياسية الميتة، لكن الحزب الوطنى ونظام مبارك بدا غير راغب فى تجديد المشاركة السياسية، كانت الساحة خالية من أحزاب المعارضة، وكانت المعارضة الحزبية التقليدية غرقت هى الأخرى فى صراعات حول المناصب، ولم يبق غير جماعة الإخوان التى أظهرت الوجه الدينى المعتدل، وقدمت نفسها بوصفها البديل السياسى المقبول.
وكانت هناك ثلاث دوائر، الأولى الحرس القديم مثل كمال الشاذلى وصفوت الشريف وزكريا عزمى وفتحى سرور ومفيد شهاب. والثانية بدأت مع منتصف التسعينيات وما بعدها، على أيدى الحرس الجديد وهم الطامحون الجدد من رجال الأعمال والأكاديميين الذين اكتشفوا أن الحزب الوطنى هو السبيل الوحيد للصعود السياسى بل وأيضاً المالى، ومثل أحمد عز الحليف الأول لجمال مبارك، الذى ظهر فى نهاية التسعينيات وصعد بدءاً من برلمان 2000 مستند إلى المال، وبدأ يصعد داخل الحزب بدفع من مجموعة جمال مبارك وحوله كان عدد من الإعلاميين وأساتذة الجامعات. كانت فكرة التوريث بالرغم من نفيها تبدو أقرب إلى التحقق فى ظل غياب للمعلومات، وميوعة الردود التى تصدر من الرئيس مبارك وابنه.
أما الدائرة الثالثة بجانب الحرس القديم والجديد، فقد كانت المؤسسة العسكرية التى كان موقفها من التوريث يجمع بين الصمت والرفض الصامت، لم تكن تحمل حقا للحديث فى السياسة، أو ممارستها، لكن بعض المصادر من داخل المؤسسة العسكرية كانت تسرب الرفض بشكل غير مباشر للصحف أو الجهات الإعلامية، وكان هناك ضمن هذه الدائرة غموضا يحمله جهاز المخابرات وشخصية اللواء عمر سليمان. الذى كان يقوم بأدوار علنية ويحمل الكثير من الملفات السياسية والإقليمية.
كان اسم عمر سليمان يبدو فى حيز مختلف فلم يكن مصنفاً ضمن الحرس القديم بالرغم من أنه ينتمى إليه عمريا، ولا الحرس الجديد، مع أنه كان أحد صناع السياسة، كان عمر سليمان أحد الأسماء المتوقعة والمطروحة لخلافة حسنى مبارك، منذ نهاية التسعينيات، ضمن حلقات ضيقة للنخبة، بعد أن أصبح اسمه يتردد، وكان ظهوره علنيا فى أعقاب محاولة اغتيال مبارك فى أديس أبابا عام 1995، لكنه ظهر قبل ذلك بسنوات وفى خلفية المشهد السياسى، وكان له ولجهاز المخابرات دور فى مواجهة الجماعات المسلحة الإرهابية، ولم تكن بعضها أو أغلبها بعيدة عن أجهزة الاستخبارات فى العالم، خاصة تلك الشبكات التى تأسست للجهاد ضد الاحتلال السوفيتى لأفغانستان، واقتربت وتقاطعت مع المخابرات الأمريكية، ولم تكن بعيدة عن أجهزة الاستخبارات العربية والمصرية، التى تعاونت مع الأمريكان فى دعم التنظيمات الجهادية فى مواجهة الغزو السوفيتى لأفغانستان.
كان جهاز المخابرات على علم بملفات الجماعات التى سافرت متطوعة من دول عربية وإسلامية وانضمت للمجاهدين الأفغان وكان قطاع ممن فى محطات السفر عملاء لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والسعودية والمصرية، التى كانت كان أحد أطرافها حسنى مبارك نائب السادات، وكان المكلف بإدارة ملف الجهاد الأفغانى سياسياً، بينما وزير الدفاع عبدالحليم أبوغزالة مكلفا بالجانب العسكرى.
وجهاز المخابرات العامة هو الجهاز الرئيسى فى الدولة المسؤول عن الحصول على المعلومات السياسية والاقتصادية والعسكرية من جميع الجهات خارج الدولة، ويقوم بتجميعها وتحليلها وعمل التقديرات لرفعها للقيادة السياسية المتمثلة فى رئيس الدولة، وله نشاط فى تجميع المعلومات ضمن أنشطة مكافحة الجاسوسية، ويقوم أيضاً بنشاطات سياسية غايتها تأمين مصالح الدولة وتحسين علاقتها بجميع الدول، ويتعاون جهاز المخابرات مع الأجهزة الأمنية، وزارتى الدفاع والداخلية، فى مسائل حماية الأجانب والنشاط المتعلق بالأمن القومى، الذى يتم داخل الدولة وحماية المعلومات السرية للدولة.
عمر محمود سليمان من مواليد محافظة قنا عام 1936، التحق بالكلية الحربية وعمره 19 عاماً، تخرج فيها عام 1955 وتولى وظائف قيادية بسلاح المشاة بالقوات المسلحة، من قائد فصيلة حتى قائد فرقة، وكان ممن أرسلهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى الاتحاد السوفيتى لاستكمال دراسته العسكرية فى أكاديمية فرونز العسكرية بموسكو، وهى نفس الأكاديمية التى درس فيها حسنى مبارك، كما أن سليمان درس العلوم السياسية فى جامعتى عين شمس والقاهرة، وتدرج فى الوظائف العسكرية ووصل إلى منصب مدير المخابرات الحربية من يوليو 1989، وأثناء حرب الخليج الثانية التى عرفت بحرب تحرير الكويت عام 1991، لعب جهاز المخابرات الحربية دوراً مهماً فيها، لكونها كانت فترة معقدة، شملت الاتصالات فيها بين أطراف الحرب، العراق والأردن والفلسطينيين، والمملكة العربية السعودية، فضلاً على الأمريكان والعراق.
وفى مارس 1991 صدر قرار جمهورى بتعيين عمر سليمان رئيساً لجهاز المخابرات العامة، ليصبح طوال 20 عاما هو الرجل الأقوى فى نظام مبارك، والذى استمر طوال هذه المدة، من دون أن يثير قلق مبارك، ربما لأنه كان أحد أهم شركاء حماية النظام، سواء من التهديدات الخارجية، أو الداخلية من الجماعات الإرهابية المسلحة، بعض المصادر اعتبرت نقطة البداية الحقيقية لعلاقة سليمان مع مبارك عام 1995، مع محاولة اغتيال مبارك فى أديس أبابا، حيث أصر عمر سليمان على اصطحاب السيارة المصفحة معه فى الرحلة، رغم اعتراض الخارجية وتأكيدها على أن هذه الخطوة يمكن أن تثير غضب الجانب الإثيوبى، لكن سليمان أصر، وكان يجلس بجوار مبارك فى الكرسى الخلفى أثناء انهمار الرصاص، حيث أمر السائق بالعودة إلى المطار، ومن ثم إلى القاهرة.
ويرى هؤلاء أن أهمية سليمان زادت لدى مبارك، حيث شارك بعدها فى العديد من الملفات الأمنية المهمة، وأهمها ملف الجماعات المسلحة، وتحقيق نجاح كبير فى الحد منها بل توقفها تماماً.. وكان عمر سليمان من القلائل المحيطين بمبارك الذين تمتعوا بتقديره وتقدير الأوساط العربية والأجنبية وخصوصاً الأمريكية، ووصفته نيويورك تايمز بأن أصابعه فى كل شىء، ويتمتع بعلاقة قوية مع الرئيس، لم يصل إليها قبله أحد، ومجهول نسبياً مقارنة بالآخرين، ورغم ظهوره فى الإعلام يظل غامضا فى عالم السياسة.
تصاعدت المطالبات بضرورة تعيين نائب للرئيس فى ظل وجود معطيات تحبذ ذلك، من أهمها النفى الواضح من مبارك لأية فرصة لتوريث الحكم، مما جعل التفكير يتجه إلى المؤسسة العسكرية التى كانت طرفاً فاعلاً وقوياً حتى ولو لم يكن ظاهراً، انحصرت الآراء فى شخص عمر سليمان بعد خروج أبوغزالة.
img src="http://img.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/mobark1972014/2.jpg"
◄ مبارك الفرعون الأخير .. الحلقة الأولى:كيف تصرف مبارك فى اليوم التالى للتنحى؟..طلب الاتصال بالنائب والمشير.. وانقبض من مشهد الأفراح فى الشوارع.. وتذكر شاوشيسكو وصدام وقال بلدنا مش كده
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثانية:قال لأوباما: أنت لا تعرف وبعدها سأل نفسه:من يكون هذا الشعب ولماذا ثار ضدى؟..عندما سقط الإخوان اعتبره تحقيقا للنبوءة..وأصيب بأزمة بعد تأكده أنه متهم
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثالثة.. رحلة أجداد مبارك من البحيرة إلى المنوفية.. قصة صاحب الكرامات..عبد العزيز باشا فهمى توسط لتوظيف والده حاجبا.. وأدخل مبارك الكلية الحربية
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الرابعة..قصة مبارك وعبد الناصر..دخل مبارك الكلية الحربية عام 1947 بوساطة المحامى الشهير عبدالعزيز باشا فهمى وبعد عامين دخل الطيران
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الخامسة..مبارك وسوزان الطريق للسلطة..ليلى والدة سوزان البريطانية رفضت خطبة حسنى لابنتها ثلاث مرات بسبب فرق السن والمستوى الاجتماعى
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة السادسة.. قصة أسر العقيد حسنى مبارك فى المغرب.. السادات قال لمبارك بعد عودته من الاتحاد السوفيتى: أنت طلعت عُقر.. وهيكل أشار لمشاركته فى اغتيال زعيم المهدية
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة السابعة.. المخابرات الأمريكية كانت تحتفظ بفيديو عن مبارك وزوجته سوزان وقال باحث أمريكى زوجته الإنجليزية سبب اختياره .. كيف فضل السادات مبارك
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثامنة.. مبارك وأبوغزالة.. أسرار الحرب الخفية والإطاحة بالمشير.. خطط مبارك للتخلص من المشير بعد ظهور اسمه مرشحا للرئاسة فى أول اجتماع بعد اغتيال السادات
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة التاسعة.. مبارك يطيح بأبوغزالة بضربة قاضية..صفقة مبارك وحسين سالم لتصدير 10 آلاف حمار للمشاركة فى الحرب بأفغانستان ضد السوفيت
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة العاشرة.. مبارك خطط للإطاحة بمنافسه منصور حسن وقال له: ماتبقاش تلعب معايا تانى..تقرير المخابرات الإيطالية عن مبارك أثار غضب السادات فقال: حسنى بيلعب
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 11..مبارك وأشرف مروان..عندما هدد مروان: مبارك لا يمكنه منعى من دخول مصر.. أنا ..مبارك تقدم جنازة أشرف مروان وحرص على تبرئته من تهمة الجاسوسية
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 12.. لماذا أصر مبارك على سجن الفريق الشاذلى؟..مبارك غير صور حرب أكتوبر بالفوتوشوب ووضع نفسه مكان الشاذلى.. وابنة الفريق اتهمته بالتزوير
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 13.. مبارك واغتيال أنور السادات..مبارك قال: علاء أصيب بفقدان وعى أمام التليفزيون وجمال أخذوه من أمامى بالمنصة بعد إطلاق الرصاص
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 14.. مبارك وأبوباشا ومعركة عيد الأضحى فى أسيوط..عقب اقتحام مديرية أمن أسيوط وقتل 106 أفتى عمر عبدالرحمن لعناصر التنظيم بصوم 60 يوماً كفارة لعدم مشورته/
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 15..كيف أقنع فؤاد محيى الدين مبارك برئاسة الحزب الوطنى.. ظهر فى صورة الرئيس المتواضع.. يرتدى ملابس سفارى صناعة مصرية وأمر بعدم نشر التهانى فى الصحف
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة 16 ..الرئيس الأسبق يستسلم لمؤامرات فؤاد محيى الدين.. عندما قال مبارك ليحيى الجمل: «أول مرة أعرف إن الشيوعيين بيصلوا»
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 17.. أسرار حرب مبارك..القصة الكاملة للإطاحة بوزير الداخلية أبوباشا من أجل الحزب الوطنى..مبارك «شخط» فى وزير الداخلية: سامى أخويا مش هيدخل مجلس الشعب
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة18..مبارك وأسرار مطبخ صفوت الشريف وكمال الشاذلى ..الشريف كان يقدم لمبارك تقريرا يوميا بخطوط سير الوزراء وعلاقاتهم العامة والخاصة
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة19.. مبارك وعلى لطفى حكومة سكرتارية..مبارك أرسل أسامة الباز لرئيس الحكومة يقول له: الرئيس عاوز يعرف جدول أعمال الاجتماع.. ليحدد ما تناقشونه
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 20.. مبارك والإخوان والسعد والريان.. شعار «الإسلام هو الحل» مع شركات توظيف الأموال.. مغامرات السياسة والاقتصاد
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 21.. مبارك.. وأسرار الإطاحة بوزير الداخلية أحمد رشدى..هل راح أحمد رشدى ضحية مواجهة المخدرات وصراعات الكبار حول مبارك
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 22.. مبارك وعاطف صدقى وشتائم زكى بدر..دخل الدكتور أسامة الباز ليوقع من الرئيس خطاب تكليف الجنزورى فشطب اسمه وكتب عاطف صدقى
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 23.. مبارك ولغز اغتيال رفعت المحجوب..اغتيال الدكتور المحجوب تم بدرجة عالية من الاحتراف.. وكان لدى القتلة معلومات دقيقة بتحركاته
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة24.. مبارك وصدام ولوسى آرتين.. د. مصطفى الفقى: قضية لوسى آرتين مؤامرة للإطاحة بالمشير أبوغزالة.. وخرجت من الرئاسة قبل التسجيلات
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة25..مبارك وفتحى سرور واللعب مع الفساد..مبارك أطاح بعبدالحليم موسى من الداخلية بحجة إجراء حوار مع الجماعة الإسلامية بالسجن رغم علمه المسبق
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة 26..مبارك وأسرار الاغتيال فى أديس أبابا..8 محاولات اغتيال وخطف تعرض لها مبارك.. أخطرها تلغيم مطار «برانى» ونسف كوبرى «الفردوس»
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة 27.. مبارك وعمر سليمان والبحث عن الرجل الثانى.. جهاز المخابرات لعب دوراً مهماً فى مكافحة الإرهاب وأصبح عمر سليمان فى مقدمة الصفوف والمرشح لخلافة مبارك
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" .. الحلقة 28..مبارك والجنزورى..الجنزورى جاء ونصف وزراء الحكومة يكرهونه ودخل فى مواجهات مع زكريا عزمى ويوسف بطرس وصفوت الشريف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.