امتنع الكاتب بلال فضل عن إبداء رأيه بشأن فكرة تغيير العلم، لأنه لم يسمع من قبل عن هذه الفكرة كما قال. فى حين عبّر الكاتب الساخر عمر طاهر عن رأيه بالقول:" العلم بيعبر بالضبط عن عيشتنا، فاللون الأسود يرمز لعيشتنا السودا، والناس مخها أبيض من التلفزيون، والأحمر يعنى الأهلى أصبح فوق الجميع، أما النسر فهو ختم الدولة، كده العلم أصبح "مسجل"، لكن فكرة إننا نغير العلم بلون أخضر فهو لون لا يرمز لشىء، ولا يجوز أن نرمز لبلد على أن مساحتها خضراء وهى لا تمثل أكثر من 5% من مساحات أراضى مصر، ولكن الأولى أن يكون لونه أصفر فمساحتنا الصحراوية تفوق 90%. وأضاف: نفسى أقول للناس إللى بتفكر فى كده أنهم باريت ما يتشطروش على العلم، لكن يتشرطوا على البردعة. ويعلق الكاتب الصحفى صلاح عيسى على الدعوات لتغيير العلم بالقول "هذه الجروبات أو الحملات وليدة مشاعر سلبية نحو العرب والعروبة، وهذه المشاعر هى التى دفعت هؤلاء الشباب إلى التفكير فى مثل هذه الأفكار لتغيير العلم الحالى فهو قائم منذ أكثر من 50 عاما منذ توقيع مصر لاتفاقية الوحدة المصرية السورية عام 58 ودخلت عليه تعديلات بعد انفضاض هذه الوحدة وعقد الوحدة الثلاثية، وتحولت إلى نجمتين خضراوتين فى المستطيل الأبيض، ثم تحول لنجمتين ثم وضع نسر صلاح الدين وارتبط العلم الحالى بالعديد من المناسبات الخطيرة، وأنا أعتبر من الجيل الذى يحتفظ بمشاعر للعلم المصرى القائم منذ 1923 حتى عام 58 المكون من قطعة قماش خضراء وهلال وثلاث نجوم وتربينا فى المدارس على أن الأخضر يرمز لبقاع الأرض الخضراء ونجومها هى علو سماها الصافية، ولكن لا أعتقد أن العلم الحالى نشأت عليه أجيال، كما أنه شبيه بالعديد من أعلام دول عربية أخرى. ثم استكمل حديثه قائلا: لا أظن أن المطلب سهل، لأنه حدثت من قبل مطالبات بالفعل بتغييره، كما أننى لا أرى إن له مبرر، فالعلم قيمته الأساسية تكمن فى خلفيه أذهان الشباب، فما يحدث هو محاولات لإثبات فرعونية مصر لا عروبتها، و من جانب آخر فمن يدعو لتغيير العلم يلفت انتباه السياسيين أن عليهم الاهتمام بشؤون البلد الداخلية، وعدم الالتفات إلى أى شأن عربى. ومن جانبها أبدت الكاتبة الصحفية فريدة النقاش إعجابها بالفكرة فهى تحمل كثيرا من الخيال، فالفكرة بها إعادة تفكير فى مشروع سبق أن طرح من قبل، ولكنها الآن خطوة من أجيال جديدة من الشباب المصرى ولكن تعوقه فكرة أساسية، وهى أننا لا نستطيع اختزال الهوية المصرية فى أيقونة معينة فالهوية هى سبيكة تفاعلت فيها عناصر كثيرة، هى المآذن والقلاع ودخلت فيها مجموعة كبيرة من العادات والتقاليد، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، فإن ذلك من الممكن أن يعيق اندماجنا مع العرب، باعتبار أن انتماء مصر العربى ظاهرة موضوعية وليس اختيارا ذاتيا نقبله أو نرفضه، فهى علاقة موضوعية فى تآلف فى الأرض والتاريخ واللغة، فإذا وضعنا الأهرام يأتى إلى الذهن إحياء اللغة المصرية القديمة وهى إحدى اللغات التى اندثرت. وأكملت: موضوع الهوية موضوع مرتبك به عناصر كثيرة غير التاريخ والثقافة الفرعونية، وفكرة تغيير العلم ترددت كثيرا فى مختلف الأوساط الفكرية بهدف عودة مصر لأصولها الفرعونية، والعودة فى حد ذاتها فكرة رجعية، فليس هناك تاريخ يعود للوراء، فضلا عن إمكانية القول من البعض إننا بذلك نستبعد علاقتنا العربية والتضامن العربى، فهى فكرة انعزالية.