عندما نتأمل فى شخصية يسوع نحتار ونسأل من أى جهة ننظر إليه؟ ونقول إنه هو ابن الله، هو المخلص، هو الصديق، هو نبى، هو رئيس كهنة، هو ملك، هو إله كامل، وهو إنسان كامل، وهو إله وإنسان معاًَ. فشخصيته غريبة وعجيبة، معقدة ومبسطة هو يسوع المحب، ويسوع المصلى، ويسوع المعلم، ويسوع المبشر، وأيضاً يسوع الرجل الشخص الانضباطى. نجده شخصاً يتقيد بالبرنامج الإلهى المعد مسبقاً يسلك ويتكلم بحسب الخطة الإلهية، حتى إنه قال فى يوحنا (8 : 26) "إن لى أشياء كثيرة أتكلم وأحكم بها من نحوكم، لكن ما سمعته منه هذا أقوله للعالم"، وعندما طلب منه فى عرس قانا الجليل أن يفعل شيئاً، فقال لم تأتِ ساعتى بعد، فهو رجل انضباطى يتصرف وفقاً لتوقيت معين وبحسب برنامج محدد، فعندما طلب منه أن ينزل إلى أورشليم ويظهر نفسه للعالم، قال "إن وقتى لم يحضر بعد وأما وقتكم ففى كل حين حاضر" (يوحنا 7 : 6) أى أنتم بلا برنامج وما يخطر ببالكم تفعلون فساعة تشاءون تنزلون وساعة تشاءون تصعدون أما أنا فمقيد ببرنامج وبوقت. ونحن ينبغى لنا أن نكون انضباطيين وقتاً ومواعيداً وكلاماًً وتصرفاً فنتكلم فى حين ونصمت فى حين. أيضا أنه شخص يتميز بأخلاق رفيعة، حاول النقاد نقده فانكسرت أقلامهم ولم يستطع أحد أن يجد فيه علة واحدة، قلب المقاييس والأعراف، والتقاليد القائمة، رسم قياسات جديدة للأخلاق الرفيعة، فحق له أن يكون مقياس الأخلاق النبيلة والمزايا السامية والصفات المتميزة. تميز بالحلم فلم يكن يثور أو يغضب تحمل أنواع الانتقادات جميعها، إذ قيل فيه "سامرى وبك شيطان"، "هذا الإنسان ليس من الله"، "هذا ينقض السبت"، أنه مضل "وأخيراً دقوا المسامير فى يديه ورجليه، أما هو فتوسل بكل محبة وحنان "يا أبتاه أغفر لهم (لو 23 : 34 ). إنه اهتم بالآخرين لدرجة أنه نسى نفسه، وضحى وبذل وأعطى - ضحى بوقته وراحته عندما جلس لكى يستريح على البئر وجاءته الخدمة وخدم. يسوع كان حكيماً – استطاع أن يخلص الزانية من الرجم مع أن الناموس والقائمين عليه والمجتمع جميعهم حكموا عليها بالرجم، ولكن لكونه شخصاً حكيماً استخدم النعمة والرحمة واستطاع أن يخلصها أيضاً وخلص نفسه من الأسئلة المحرجة عندما سأل "من منكم بلا خطية فليرجمها أولاً بحجر". وتأملنا أيضا فى حكمته عندما سألوه "أيجوز أن تعطى الجزية لقيصر أم لا" ( متى 22 : 17 ) فكر فى نفسه، إذا قال نعم يقولون إنك مثل العشارين متآمر علينا، وإذا قال لا يقولون إنك ثائر ومتآمر على قيصر، فأجاب "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (متى 22 : 21) فاندهشوا من هذه الحكمة. فعندما نتأمل وندرس شخصية يسوع نأخذ الكثير النافع لنا، وأيضا فى علاقتنا مع الآخرين، لذا أطالب لا تكون ذكرى الميلاد ذكرى عابرة بل نمنحه المجال ليولد فى حياتنا فيهبنا سلوكيات صالحة لنطبقها فى حياتنا ومعاملاتنا وعلاقتنا مع الآخرين لكى نكون نافعين فى مجتمع صحيح صالح. وبهذه المناسبة أقدم التهانى لكل الشعب المصرى مسلمين ومسيحيين ونحن نصلى أن يحفظ الرب بلادنا مصر ورئيسها وشعبها وكل ما فيها، وكل عام وانتم بخير. رئيس الطائفة المعمدانية الكتابية الأولى