قال الشيخ عكرمة صبرى، إمام وخطيب المسجد الأقصى "لليوم السابع" إن خلاف حركتى فتح وحماس كان له تأثير سلبى على القدس بشكل كبير تسبب فى استنفاذ قواهما، بالإضافة إلى الانشغال عن القضية الفلسطينية تماما مما سمح لليهود بتنفيذ كافة مخططاتهم. وأكد أنه لم يسع للصلح بينهما، لأنه لم يكلف بذلك من أى طرف، بالإضافة إلى أننا غير قادرين على الوصول إلى غزة، مؤكدا أن الخلاف بين حماس وفتح حرام شرعاً، لأن الإسلام يدعو إلى الوحدة، وطالبنا اشتراكهما فى القضايا ذات القواسم المشتركة وأهمها حماية القدس من التهويد ومقاومة الاحتلال، ولكنهم انشغلا بخلافاتهما. ما الهدف من الزيارة المطولة للقاهرة بعد منعك من الخطابة فى المسجد الأقصى؟ زيارتى للقاهرة جاءت بناء على دعوة من اتحاد البرلمانيين العرب لعقد جلسة موسعة حول عمليات تهويد القدس وعمليات التغيير الديموغرافى التى تستهدف السماح للمتطرفين اليهود بالصلاة فى حرم المسجد الأقصى، دون اعتراض من أحد وبدعم من الشرطة الإسرائيلية، وقد أجريت سلسلة من اللقاءات مع د. فتحى سرور رئيس مجلس الشعب، ود. سيد طنطاوى شيخ الأزهر، والبابا شنودة، وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، ومساعد وزير الخارجية للشئون العربية، لعرض الممارسات الإجرامية لإسرائيل فى المدينة المقدسة على مؤسسات صنع القرار فى مصر للحيلولة دون إتمام مخطط اليهود الذى ينتهى فى مارس المقبل بتدمير المسجد الأقصى. البعض ردد أنك ستلتقى مرشد الإخوان فى القترة القادمة ما حقيقة ذلك؟ هذه شائعة وليست حقيقة، وكل ما يهمنى أن تكون الزيارة خالية من الاستفزاز لكافة الأطراف. هل أثر تطبيع الدول العربية مع إسرائيل سلبياً على القدس؟ بالطبع كان له تأثير سلبى على القضية الفلسطينية وعلى القدس، وأحدث نوعاً من الصمت العربى كما أدى إلى تمادى إسرائيل فى مخططاتها التى تهدف إلى تهويد القدس بإغراقها باليهود بحلول 2020، على أن تصبح نسبة المسلمين أقل من 12% واليهود أكثر من 88 % من جملة سكان القدسالغربية، أما شأن القدسالشرقية فمازال المسلمون يمثلون الأغلبية العظمى. هل حدث تدخل من بعض الحكومات الأوروبية لمنع هذه المخططات؟ نعم حدث من السويد بعض التدخلات، ولكنها تراجعت بسبب الضغط الإسرائيلى والأمريكى بينما كان موقف فرنسا وإيطاليا سلبياً، لكن ما حدث وضع القدس وقضيتها موضع اهتمام العالم، وجعل العالم يرفض الاعتراف بالقرار الإسرائيلى بضم القدسالشرقية للغربية. هل تتعرض لمضايقات من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلى؟ يوميا فدائماً توجه لى تهم التحريض، وبالتالى يتم مساءلتى بطريقة غير قانونية من قبل المخابرات الإسرائيلية فى القدس، ولم يصدروا أى أوامر اعتقال بالنسبة لى حتى الآن، ولكن مؤخراً أصدرو أمرا عسكريا بمنع دخولى الأقصى لمدة 6 شهور بدأ من نصف نوفمبر الماضى، وأنا أعتقد أن العام الماضى من أشد الأعوام احتلالية منذ 67، لأنهم يريدون الأقصى بأى طريقة. هل تم توثيق الجرائم والمذابح التى يرتكبها الإسرائيليون بحق الشعب الفلسطينى؟ بالتأكد هنا العديد من المؤسسات الشعبية التى فعلت ذلك، وتستمر إلى الآن، لكنها لم تعرض على المحاكم الدولية، لأن إمكانياتنا بسيطة ومتواضعة ونتمنى تدخل العديد من الدول العربية لضرورة وضع هذه الأمور فى الاعتبار، واتخاذ كافة الإجراءات التى تهدف إلى ذلك، حيث إن الأجانب مثل جالاوى وشافيز أحرجوا العرب بمحاولتهم توفير مواد الإغاثة، ونشر قضية القدسالمحتلة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التى يبثها الإعلام الصهيونى لدول العالم حول القضية. هل هناك دول عربية بعينها كنتم تريدون أن تقدم للقدس دورا أكبر؟ لا يوجد دور للدول العربية على الإطلاق، ولو كان لها دور لما حدث للقدس والمسجد الأقصى كل هذه الانتهاكات والفظائع الدامية يوميا. هل الانقسام الفلسطينى بين فتح وحماس أثر سلباً على القضية الفلسطينية؟ نعم كان له تأثير سلبى على القضية بشكل كبير، فأدى إلى استنفاذ قواهما، بالإضافة إلى الانشغال عن القضية تماما، مما سمح لليهود تنفيذ كافة مخططاتهم ولم أسع للصلح بينهما، لأنى لم أكلف بذلك من أى طرف والشىء، الآخر أننا غير قادرين على الوصول إلى غزة والخلاف بين حماس وفتح حرام شرعاً، لأن الإسلام يدعو إلى الوحدة، وطالبنا اشتراكهما فى القضايا ذات القواسم المشتركة، وهى حماية القدس من التهويد ومقاومة الاحتلال، ولكنهما انشغلا بخلافاتهما. وما تقييمك لما يحدث من عمليات لبناء الجدار العازل بين مصر وغزة؟ لا أريد الحديث عن هذا الأمر تماماً. لمعلوماتك.. فى عام 1963 حصل الشيخ عكرمة صبرى على الدكتوراه من جامعة الأزهر متتلمذاً على يد الشيخ محمد حسين الذهبى.