رفعت الأحزاب المدنية حالة الطوارئ القصوى استعدادا للانتخابات البرلمانية بعد إقرار قانون الانتخابات، حيث يشهد اليوم على مدار الساعات القادمة العديد من الاجتماعات الداخلية بالأحزاب والمشتركة فيما بينها للوقوف على موقف موحد تجاه قانون الانتخابات وحسم شكل التحالفات الانتخابية، والتنسيق على الدفع بأى من المرشحين على مستوى محافظات الجمهورية. ودعا عمرو موسى لاجتماع عاجل مساء اليوم السبت بين الأحزاب للتنسيق فيما بينهم حول التحالف الانتخابى الذى دعا لتشكيله والاستقرار على اسمه النهائى وسيضم الاجتماع كلا من المصريين الأحرار والتجمع والمؤتمر والمصرى الديمقراطى وتمرد وغيرهم. فيما يواصل أحزاب الكرامة والتيار الشعبى والدستور والعدل والتحالف الشعبى اجتماعاتهم الداخلية لحسم الموقف من قانون الانتخابات التى لازالت متمسكة برفضه فى صيغته النهائية ومطالبتها بضرورة تعديله، ودراسة موقفها تجاه ما إذا كانت ستشارك أم ستقاطع الانتخابات البرلمانية القادمة بالصيغة الحالية وشكل التحالف الانتخابى التى ستدخل من خلاله. بدروه عبر عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين، عن سعادته ببداية التفاهم المشترك بين الأحزاب السياسية وذلك للتنسيق خلال المرحلة المقبلة. وقال إن اجتماع اليوم بين الأحزاب مفتوح لكافة القوى السياسية، للتنسيق المشترك وبحث سبل التعاون خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأوضح أن الهدف من اللقاء هو التواصل والتنسيق والتفاهم بين الأحزاب لمعرفة مخاطر المرحلة الحالية وما يتطلبه ذلك من شراكة وطنية جامعة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. وكشف موسى، عن أن كافة الأحزاب مدعوة لهذا اللقاء وذلك لحين الوصول لصيغة نهائية للائتلاف المزمع إنشاؤه. فيما قال اللواء مراد موافى مدير المخابرات العامة الأسبق، إن هناك اجتماعا للأحزاب سيحضره وعدد من رؤساء الأحزاب وممثلين للقوى السياسية بالإضافة لعمرو موسى واللواء أحمد جمال الدين. وأضاف موافى فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أن معظم الأحزاب وافقت فى الاندماج فى كيان موحد، وذلك لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة وذلك دعما للدولة المصرية ومستقبلها. وأشار موافى إلى أنه يسمع أحاديث إعلامية كثيرة حول توليه الحكومة وهو مالم يتطرق إليه حتى الآن، مؤكدا أنه يسعى لبناء تحالف يضم القوى الوطنية وسينافس على كافة المقاعد والدوائر الانتخابية بهدف مساندة رئيس الجمهورية فى خطته للارتقاء بالمجتمع المصرى. وأوضح أنه سيحاول بكافة السبل الوصول إلى طريقة يتم التنسيق بها بين الأحزاب، ومحاولة لم الشمل للوصول إلى قائمة موحدة أو شكل نهائى يمكن فيه تمثيل كافة الأطياف المصرية. وجدد موافى تأكيده بأنه لا يسعى لمنصب أو سلطة، وأنه هدفه فقط "مصلحة مصر العليا". من جانبها أكدت الدكتورة هالة شكر الله رئيس حزب الدستور، أن الحزب لم يتلق دعوة للمشاركة فى الاجتماع الذى سيتم عقده مساء اليوم ودعا له عمرو موسى، مشيرا إلى أن الحزب يجرى اتصالات مع مجموعة من الأحزاب بشأن حسم الموقف تجاه قانون الانتخابات، لافتا أن الصيغة النهائية التى تم إقرارها لقانون الانتخابات غير مرضية. وأشارت فى تصريحات ل"اليوم السابع" إلى أن الحزب لم يحسم موقفه تجاه التحالف الانتخابى الذى سينضم إليه، مؤكدا أن كل الخيارات والاحتمالات واردة، مشددا على أن هناك معايير لانضمام الحزب لتحالف باستثناء رموز الفساد فى عهد مبارك أو شخصيات متورطة فى العنف تابعة لجماعة الإخوان، خاصة وأن الحزب يسعى لتحالف يكون فى مصلحة الوطن. وأضافت أن اجتماع الهيئة العليا للحزب الذى سينعقد عصر اليوم سيبحث الموقف من قانون الانتخابات والمشهد السياسى الراهن. فيما أعلن طلعت فهمى أمين عام حزب التحالف الشعبى، أن الحزب سيلتقى ظهر اليوم السبت قيادات من حزب العدل لمناقشة الموقف ما بعد إصدار قانون الانتخابات وما إذا كانت ستشارك الأحزاب المدنية أم ستتجه للمقاطعة، لافتا أن الحزب يعتبر أن التعديلات التى طرأت على القانون شكلية وغير كافية. وأضاف أن الحزب يرفض الانضمام لتحالف عمرو موسى نظرا لضمه أحزابا تابعة لنظام مبارك، إلا إذا طرحت صيغة أخرى فى شكل قائمة قومية موحدة بين كل الأحزاب المدنية وأيضا سيكون ذلك محل نقاش. فيما أكد محمد سامى رئيس حزب الكرامة، أن الحزب سيعقد اجتماعا للمكتب السياسى الاثنين القادم لبحث الموقف من قانون الانتخابات، لافتا أن ذلك الاجتماع سيكون بحضور حمدين صباحى والذى يعد أول ظهور رسمى له بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية، موضحا أن الحزب منضم بالأساس لتحالف مبدئى مع التيار الشعبى والدستور والتحالف الاشتراكى والعدل. وأشار سامى، إلى أن الحزب يتحاور مع الجميع بشأن الوصول لموقف من قانون الانتخابات، مؤكدا أنه من المستبعد قبول الحزب للانضمام للتحالف انتخابى الذى يشكله عمرو موسى نظرا لضمه شخصيات محسوبة على نظام مبارك.
