دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ، السياسيين اللبنانيين للتوافق على انتخاب رئيس دون انتظار التأثيرات الخارجية ، أونتائج المفاوضات بين السعودية وإيران التى لم تبدأ بعد أصلا على حد ذكره . وقال نصرالله فى كلمته خلال حفل تأبين اليوم الجمعة " لا تنتظروا العلاقات الإيرانية السعودية ولا المفاوضات بين هذين البلدين، أولا لأنه لا موعد لهذه المفاوضات ، ثانيا لأنه ليس معلوما إذا كانت ستحدث قريبا، ثالثا إذا حدث موعد من غير المعلوم عما سيتفاوضوا ". وأضاف قائلا "ثم من قال إن الملف اللبنانى سيكون موضوع تفاوض إيرانى سعودي فالسعوديون يقولون إنهم لا يتدخلون فى الانتخابات ، كما أن إيران لا تفرض شيئا على حلفائها ولا أصدقائها وبالتالى كل الدول التى كانت تساعد فى الماضى اليوم هى منشغلة، وأدعو إلى جهد داخلى لانجاز هذا الاستحقاق ". وشدد نصر الله على رفض حزبه لموضوع المثالثة -أى تقسيم السلطة بين السنة والشيعة والمسيحيين بدلا من التقسيم الحالى بين المسلمين والمسيحيين-..مؤكدا أن هذا الاتهام لا أساس له، قائلا "أنت تدعون أين دليلكم؟ أجلبوا واحدا من الثنائى الشيعة -حزب الله وحركة أمل- ، أو أى من ناسهم ونخبهم قال إننا نريد مثالثة فى لبنان ". وأضاف نصر الله "نحن خارج المثالثة ولم نفكر فى هذا الأمر ولم نطالب به ولا نسعى إليه ، وأن أول من طرح المثالثة هم الفرنسيون فوفد منهم زار إيران وطرح أن اتفاق الطائف لم يعد صالحا وما رأيكم باتفاق جديد على أساس المثالثة؟ طبعا الإيرانيون رفضوا وقالوا لنا هذا الأمر وأكدنا لهم رفضنا لهم ". وتابع "إذا كنت ترون أننا نمنع انتخابات الرئاسة لأننا نريد المثالثة، فإذا أردتم اقبلوا بإجراء الانتخابات وبالشخصية الأقوى، لكن معروف من يمنع الأقوى من الوصول "-فى إشارة إلى حليفه العماد ميشال عون الذى يعد صاحب أكبر كتلة مسيحية فى البرلمان-. وفيما يتعلق بالشأن السورى .. اعتبر نصر الله أن الانتخابات إعلان سياسى وشعبى بفشل الحرب على سوريا، وقال "من يريد حلا سياسيا فى سوريا لا يستطيع تجاهل الانتخابات الرئاسية التى تدل على أن أى حل لا يستند إلى جنيف 1 أو جنيف 2، ليس صحيحا أن الحل يستند إلى استقالة الرئيس السورى بشار الأسد، وهذا الأمر لم يعد واردا بعدما أعاد الشعب انتخاب الأسد، الانتخابات تقول لكل المعارضة والدول الإقليمية والعالمية إن الحل السياسى فى سوريا يبدأ وينتهى مع الأسد " - على حد قوله -. ورأى أن الحل السياسى يقوم على مقدمتين أساسيتين الأولى الأخذ بنتائج الانتخابات وثانيا وقف دعم الجماعات التكفيرية بما يساعد على وقف القتال والحرب ..مؤكدا أنه لا يكفى أن تقوم بعض الدول العربية أو الإقليمية بوضع هذه الجماعات على لائحة الإرهاب لأن هناك دول فى المنطقة وضعت أوقد تضع هذه الجماعات على لائحة الإرهاب لكنها لا زالت تقدم الدعم لها. وناشد نصر الله ، كل الجماعات المقاتلة فى سوريا قائلا "من خلال الوقائع الميدانية والسياسية أنه لا أفق لقتالكم سوى المزيد من سفك الدماء وتدمير البلاد، لا أفقا للحرب العسكرية فى سوريا، الحفاظ على ما تبقى ومن تبقى فى سوريا من أهلها وشعبها المقاوم ومن عمرانها وحقولها وصناعتها، يتوقف على أن يذهب الجميع إلى المصالحة والحوار ووقف نزيف الدم والقتال المتواصل الذى لم يعد يخدم أى أهداف داخلية سورية ". وأضاف نصر الله " لقد ضغطوا على الشعب السورى فى الداخل والخارج، ونعرف أن العديد من الدول منعت السوريين من الانتخاب على أراضيها ".. وتساءل لماذا لم تسمحوا بذلك؟". وذكر "أن الضغط الذى حدث على الشعب السورى مسبقا من خلال وصف الانتخابات بأنها مهزلة ولن نعترف بها، هذه ضغوط ، وكل الذين رفضوا الانتخابات بسوريا ووصفوها قبل أن تجرى بأنها مهزلة وغير شرعية ولا تعبر عن الإرادة الشعبية هم يصادرون الإرادة السورية الشعبية " على حد قوله . وقال "إن الغرب هدد وتوعد إنه إذا أجريت انتخابات سنفعل كذا وكذا، لكن هذه التهديدات والضغوط أيضا، ونعرف أن ضغوطا مورست على القيادة السورية لعدم اجراء انتخابات، لكن الموقف السورى كان حاسما لإجراء الانتخابات ". ووصف حسن نصر الله ، الإقبال الشعبى على الانتخابات السورية بأنه " يعتبر انجازا وانتصارا لسوريا وشعبها" .. مشيرا إلى أنه فى الماضى بذلت أمريكا والغرب وغيرهما جهودا لمنع إجراء انتخابات فى سوريا. وتابع" قالوا إن الذين انتخبوا بالسفارة السورية فى لبنان هم عناصر فى حزب الله، وهذا سخيف، ووزارة الداخلية اللبنانية بيدكم فعودوا وشاهدوا الصور"-فى إشارة إلى وزير الداخلية نهاد المشنوق الذى ينتمى إلى تيار المستقبل- . وفى تعليقه على قرار وزير الداخلية اللبنانى نهاد المشنوق بنزع صفة اللاجئ عن السورى الذى يدخل بلاده ..قال نصر الله: يستطيعون فى لبنان نزع صفة نازح عن السورى ولكن لا يستطيعون إزالة عنه صفة أنه ناخب سورى ". وأضاف" السوريون هم الذين يصنعون بلدهم ويعيدون إصلاح نظامهم السياسى، وقالت الملايين إن المعركة ليست بين النظام والشعب، لو كانت كذلك لوجدنا فقط بضعة آلاف تتوجه إلى صناديق الانتخاب، وعند توجه الملايين فهذا يعنى أن القيادة تتمتع بحاضنة شعبية كبيرة جدا على حد وصفه" . وتابع قائلا " الملايين شاركوا فى الانتخابات وهذا أمر لا يمكن لاحد أن ينكره، الشعب السورى فى هذه الانتخابات ثبت وحدة سوريا، فكل الذين كانوا يخططون لتقسيم البلاد جاءت الانتخابات لتثبت أن سوريا واحدة، والشعب ثبت بقاء الدولة وأنها قادرة على إدارة انتخابات، وأكد الشعب إرادة الصمود عند السوريين وعدم اليأس وعدم التخلى عن مستقبله لتصنعه دول العالم ". وأضاف" نبارك للشعب السورى هذا الانجاز وللأسد هذه الثقة المتجددة بقيادته، أقول للبنانيين لا تقلقوا إذا انتصرت سوريا بل أقلقوا إذا هزمت ، انتصرها سوريا سيكون مباركا عليها وعلى المنطقة ".