"مرجعيات الشعر الحديث" عنوان الجلسة التى أقامها مؤتمر أدباء مصر مساء أمس، السبت، التى تناولت الأصول التاريخية والاجتماعية للشعر العربى الحديث. واستضافت الجلسة الشاعر رفعت سلام الذى تناول فى كلمته "مرجعيات قصيدة النثر المصرية والعربية"، وتحدث عن مشكلة قصيدة النثر من حيث افتقارها إلى المتابعة النقدية الدءوبة والدراسات الأكاديمية المطولة، وهى فى ذلك تفتقد الاحتضان الذى لقيته قصيدة التفعيلة، بخلاف المتابعات الهزيلة لقصيدة النثر المعاصر، مؤكدا أن هذا الغياب النقدى والبحثى عن مرجعية قصيدة النثر يمثل لها أكبر معضلة. وأوضح سلام أن هناك عدة موجات فى نطاق تيار قصيدة النثر، أولى هذه الموجات هى التى بدأت مع أواخر الخمسينات حول مجلة الشعر، والموجه الثانية فى السبعينات على يد الشعراء المصريين وغيرهم، وكانت هذه الحركة تهدف إلى تحرير القصيدة من التقاليد الكلاسيكية والمحرمات السائدة، وفتحت هذه الحركة الباب واسعاً للحركات اللاحقة فى الثمانينات وما بعدها، موضحا أن هناك فرقا بين الشعر المنثور والنثر الشعرى. أما د. محمد عبد السلام إبراهيم فقد سلط الضوء على "مرجعية الشعر العامى"، مؤكداً أن حضور الشعر العامى فى الساحة الإبداعية بوفرة يقتضى البحث عن جذور هذا النمط من الكتابة فى نماذجه التاريخية السالفة التى كانت تسمى الزجل، إلى جانب أطياف الإبداع العامى الشعرى الماثلة فى المواويل والأغانى الشعبية والسير الشعبية وغير ذلك. وأكد "عبد السلام" أن أبناء الشعب هم صناع هذه الإبداعات العامة، لذلك فإن الآداب الشعبية تكون دائماً لصيقة بالبيئة المحلية ومعبرة بصدق عن معالم التكوين الحضارى، وهذا ظاهر بوضوح فى الأدب الشعبى المصرى، وظل التطور يلاحق الأدب العامى المصرى حتى وصل إلى الإبداعات الشعرية الحديثة الماثلة فى أشعار بيرم التونسى وفؤاد حداد وصلاح جاهين وغيرهم.