أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، تأجيل أكبر مناورة عسكرية تمرين الطوارئ الكبير "نقطة التحول 8"، وذلك بعد عدة أيام من إعلان وزير الدفاع، موشيه يعالون، أن الجيش الإسرائيلى يواجه أزمة كبيرة فى ميزانيته، وأنه يحتاج إلى نقل مليارات الشواكل إلى ميزانيته. وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن تأجيل التمرين يمثل خطوة جذرية وكبيرة، فى كل عام منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، حيث تقوم وزارة الدفاع بإجراء تمرين إطلاق صواريخ هائل باتجاه البلدات الإسرائيلية وسبل مواجهة ذلك. وأوضحت وسائل إعلام عديدة أن قرار تأجيل التمرين يعكس رسالة واضحة لوزير المالية يائير لبيد، بل ولرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، بأن يعالون جاد تمامًا فى تصريحاته وأنّه يدعمها بإجراءات ملموسة. وفى السياق نفسه، قال موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى إنه بعد إعلانه تماما أجرى مسئول أمنى كبير مقابلة مع عدد من وسائل الإعلام مع عدم ذكر اسمه، وقال إن تأجيل التمرين يعكس فقط خطوة أولى فى طريق الإيقاف شبه التامّ لجميع التدريبات فى الجيش والمنظومة الأمنية بسبب قيود الميزانية. وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أن هذه ليست المرة الأولى التى تهدد فيها وزارة الدفاع بإلغاء التمرين فى فترة النقاشات حول ميزانية الدفاع، مؤكدا أنه قبل نحو عامين أيضًا، صدر تهديد مماثل وحينها أيضا تمّ إجراء التمرين كما هو مخطّط له. ويهدف التمرين إلى محاكاة سيناريو إطلاق هائل للصواريخ والقذائف من عدد من الأماكن تجاه عدد من البلدات فى جميع أنحاء إسرائيل، حيث كان من المفترض هذا العام أن يتدرب الإسرائيليون على خارطة الدفاع الوطنى الجديدة، والتى تتضمن عددًا من التغييرات من السنوات السابقة. ونقل الموقع الإسرائيلى عن مصدر عسكرى إسرائيلى رفيع المستوى تأكيده أنه سيتم وقف المناورة لأن المنظومة الأمنية استنفذت جميع مواردها، وبالتالى يجب عليها أن تقلل بشكل كبير من مستويات الاستعداد القتالى ليس فقط فى الجبهة الداخلية ولكن فى جميع القطاعات. وأضاف المسئول الإسرائيلى، أنه تم قطع 1.75 مليار شيكل من ميزانية الجيش لعام 2014، وذلك أدى إلى نقص برامج التدريب لوحدات الجيش، مما أدى إلى إلغاء استدعاء الاحتياط عام 2013 واستؤنف تدريب الاحتياط لهذا العام. ومن المفترض أن يتمّ إجراء التمرين فى شهر يونيو، ولكن تشير التقديرات إلى أنه سيؤجّل إلى الخريف ولن يُلغى تمامًا. ويعتبر "نقطة التحوّل 8" تمرين الطوارئ السنوى، وتشترك فيه قيادة الجبهة الداخلية، ووزارات الحكومة، والسلطات المحلّية، والمؤسسات التعليمية وأجهزة الطوارئ والإنقاذ من شرطة، ومطافئ، ونجمة داود الحمراء وجهات أخرى من بينها شركة الكهرباء، وشركة "مكوروت" للمياه والصناعات البتروكيماوية.