سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء نفسيون يحللون لغة جسد السيىسى خلال حواره.. ويؤكدون: لديه دهاء هائل فى إدارة الحوار وكان واثقًا من أفكاره.. أظهر الجانب الجاد فى تكوينه وخاطب عقول المصريين.. وخبراء الموضة: ملابسه تنم عن شخصيته
لهذه الأسباب وأكثر، ترقب المصريون بشغف أول حوار تليفزيونى للمرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى، محاولين سبر أغواره واكتشاف شخصيته الحقيقية التى هى بالنسبة لهم متشحة بالغموض نظرًا لطبيعة عمله طوال السنوات الماضية. "اليوم السابع" يتناول فى هذا التحقيق رؤية محللى لغة الجسد والأطباء النفسيين لحركات جسد المشير، محاولين استشفاف سماته الشخصية، وكل ما هو وراء السطور من خلال حواره التليفزيونى الأول. قال دكتور مينا جورج نائب مدير قسم التأهيل النفسى بمستشفى العباسية ل"اليوم السابع": "فى البداية يجب أن نتفق على أنه يعلم بالتأكيد ما هى دلالة لغة الجسد وما يجب أن يقوله وما يتجنبه، نتيجة عمله السابق كأحد رجال المخابرات، ولكن على الجانب الآخر كان هناك تقييم للحوار بشكل عام بأن السيسى كان متزنًا وواضحا بدرجة كبيرة وكان صريحًا فيما يخص الأمور المصيرية، كذلك كان واثقًا بدرجة كبيرة من أفكاره وكان مرتبا للغاية على الرغم من ظهوره مع اثنين من الإعلاميين، وهذه الثقة تدعم موقفه كثيرًا ويثبت أنه لا أحد يقدر على محاصرته". يضيف: "كان السيسى منضبطًا لدرجة كبيرة وكان يحاول طوال الوقت وخصوصا فى الجزء الثانى من الحوار أنه شخص عادى مجرد مواطن ترشح لرئاسة الجمهورية ويريد أن يخدم هذا البلد ولكن أيضا حاول أن يبرز إمكاناته الخاصة، وأن لديه الكثير من المميزات التى تجعله المرشح الأفضل، وكان هادئا نفسيًا لدرجة كبيرة وهذا يعكس مدى صدقه كذلك، وعلى عكس المعتاد حاول أن يخفض بدرجة ملحوظة لغة الخطاب العاطفى خصوصًا أنه تعرض لنقد شديد فى الفترة الماضية بسبب هذه الطريقة فكان هذه المرة حريصًا بدرجة كبيرة على أن يتجاوز هذه النقاط ويثبت أنه يخاطب عقول المصريين وليس قلوبهم". فيما قالت محللة لغة الجسد رغدة السعيد عبر حسابها الرسمى على موقع "تويتر" إن لغة جسد السيسى أثناء الحوار تكشف أنه شخصية نشيطة ولا يحب الجلوس مددا طويلة، وعنده دهاء هائل ومهارة كبيرة فى إدارة الحوار ويعود للأسئلة المنسية ويذهب إلى مناطق مختلفة من الحوار، كذلك يظهر من لغة جسده أنه شخصية قيادية بحتة، والشخصية التحليلية له تتضح فى كونه يشرح الوضع قبل الإجابة المباشرة عن السؤال وهذا دهاء شديد، لأنه يجيب على السؤال بعدها، مؤكدة أن السيسى شخص مناور جدًا وعنده دهاء بخلاف ما قد يظهر على وجهه من عاطفة. وتقول آية لطفى خبيرة الموضة "طل علينا السيسى هذه المرة بملابس كلاسيكية متشابهة نوعًا ما مع آخر 3 لقاءات تليفزيونية له والتى تخرج عن نطاق الزى العسكرى الذى تعودنا على رؤيته به حتى بعد استقالته من منصب وزير الدفاع وأثناء إعلانه لترشحه لمنصب رئيس الجمهورية، ونلاحظ أن اختياراته فى كل لقاءاته تتسم بالوقار والرقة فى الوقت نفسه، وبالنسبة لحواره الأخير فيؤكد اتجاهه للوسطية فى اختيار ملابسه. وأضافت: "إذا نظرنا إلى البدلة نجده مال إلى ارتدائها باللون الكحلى الداكن على سبيل التأكيد على الوسطية فابتعد عن اللون الأسود الذى يميل إلى الخشونة والقسوة نوعا ما، وفى نفس الوقت لم يختر الأزرق الفاتح الذى يوحى بالنقيض تماما للأسود ويرمز لليونة والمرونة المطلقة، إنما اختار الكحلى كلون وقور له هيبة وفى نفس الوقت تحبه العين ولا تنفر منه. وتابعت:"أما بالنسبة لربطة العنق فجاء اختيارها مؤكدا على نفس فكرة الوسطية، حيث جاء مناسبا جدا لموديل البدلة الإيطالى ذات اللياقة المتوسطة، فلم تكن عريضة جدًا كما فى الموضة قديمًا، ولم تأت فى نفس الوقت رفيعة جدًا لمسايرة الموضة الحديثة، إنما التزم بالوسطية بين صيحات الماضى والحاضر، كما اختارها باللون الأزرق الفاتح لكسر لون البذلة الداكن وكان لونها مطفى نوعا ما للاحتفاظ بالوقار فى نفس الوقت، وتظهر الدقة فى اختيار الساعة والخاتم اللذين يرتديهما فى اليد اليسرى واللذين لهما ضى أزرق يتناسب ويتناغم تماما مع لون البدلة وهو ما يدل على الدقة والبعد عن الاختيارات العشوئية". ومن جانبه، أكد خالد عبد العزيز، مصمم الأزياء، والذى كان مسئولا عن ملابس الرئيس السابق محمد مرسى، فى الثلاثة شهور الأخيرة من حكمه، أن هناك شقين لتحليل ملابس السيسى خلال اللقاء الأول إيجابى من حيث اختيار الألوان الذى كان جيد جدا واختيار الخامات التى بدا أنها عالية الجودة ومختارة بعناية، إضافة إلى ياقة البذلة التى كانت كلاسيكية تتماشى مع مرشح رئاسى. وتابع أنه كان هناك شق سلبى واضح أيضا من حيث المقاسات، حيث ظهرت أن البذلة كبيرة بمقدار درجة أو اثنتين وكانت واضحة بشكل كبير فى منطقة الأكتاف، وبالمثل كان اختيار القميص غير موفق وواسع وظهرت تجاعيد أسفل رابطة العنق وهو أمر غير مقبول. وتابع "مصمم الأزياء" أن القميص الأفضل للمشير السيسى هو القميص ذو القصة الإيطالية، وهو ما لم يجده الذين اختاروا ملابس السيسى خلال اللقاء الأخير، فبينما اهتموا بدلالات الألوان الجيدة وتناسقها العالى واهتموا بالخامات العالية والفاخرة أغفلوا القصة الجيدة للقميص والمقاس الجيد له وللبذلة فى نفس الوقت. وقالت الطبيبة النفسية شيماء عرفة أخصائى الطب النفسى ومحللة الإيماءات ولغة الجسد: "يتسم أداء المشير السيسى الحركى والإيمائى طوال الحوار بما يسمى التغير الإيمائى المبرر الذى يلائم كل موقف على حدة، حيث يتحول من جدية وصرامة الرجل العسكرى ومرونة ومنطق الرجل المدنى حسبما يأخذه الحديث، لذلك لم يلتزم بأداء حركى موحد طوال فترة الحوار". وتابعت: "فكان يظهر الرجل العسكرى الجاد حينما يذهب الحديث إلى الجيش والمؤسسة العسكرية، والى رغبته فى تطبيق فكرة النظام والعمل، حينها كان أدائه الحركى يتسم نوعا ما بالوقار والهيبة العسكرية المعهودة لرجال الجيش. وأضافت: "كان يستخدم دائما يده اليمنى فى توجيه النصيحة أو تصحيح المعلومة أو التأكيد على أمر، كدليل على الثقة من الحديث ومحاولة استخدام المنطق فى إقناع الآخرين، والابتعاد نوعا ما عن العزوبة والرقة المتعارف عليها فى حوارات المشير السيسى، نظرا لما يحمله الحديث من جدية". وقالت: "وتجلى ذلك عندما تضمن حديث الإعلامى إبراهيم عيسى كلمة العسكر وكان رد السيسى سريعا قائلا لن اسمح لك بقولها ثانيا، مصاحبا ادعاء حركيا به نوع من القوة، محركا يديه الاثنين فى وقت واحد وبشكل موجه ل"عيسى" دفاعا عن المؤسسة التى ينتمى لها والتى هى العمود الفقرى لجمهورية مصر. وتابعت: "فى حين يتحول أداؤه الحركى من الجدية والصرامة إلى الرقة والعزوبة المعهودة فى خطابات السيسى عندما يتضمن الحديث الكلام على مستقبل مصر والمصرين، فدائما ما ينظر لأعلى وتلمع عينيه وكأنه يحاول تخيل مستقبل مشرق وتصاحبه ابتسامه لما هو يحلم به ويرى أنه سيكون واقعا". وأضافت: "أما حينما يذهب الحديث إلى الأسرة، خاصة حينما سرد تفاصيل زواجه، يبدأ الجانب الإنسانى فى الظهور ويعود إلى طبيعته الخجولة فينظر إلى أسفل مبتسما، مبتعدا عن حركة اليدين التى طالما يستخدمها إذا ما تعلق الأمر بشئون مصر". وقالت: "وتنوعت إيماءاته بين الابتسامة والوجه المتفائل وبين الصرامة والوقار، وبين الغضب والحزن، خاصة حينما ذكر نكسة 67، فضم حواجبه إلى بعضها وبدأت ملامحه فى الانكماش تعبيرا عن الحزن والأسى ورفضه لمرور مصر بهذه التجربة القاسية والتى تعتبر هزيمة لإرادة القوات المسلحة التى يرفضها". واستطردت: "ونلاحظه طوال الحديث يأخذ وضع الاستقامة مفرود الظهر لم يميل ولا مرة واحدة مهما تعددت الأسئلة وتعددت ردود أفعاله وردود أفعال جسده غير المقصودة يظل محتفظا بوضع الشموخ والوقار". واختتمت حديثها قائلة: "أما بالنسبة لطبقة صوته فظلت هادئة طوال الحديث دون أن تخرج عن نطاق الوسطية دليل على ثقته بنفسه الكبيرة وقدرته على التحكم بنفسه وثباته الانفعالى، بينما كان يعبر عن انفعالاته من خلال تغير النبرة وحسب".