الدجوى: الجامعات المصرية هى حجر الزاوية فى أى عمل تنموى

أكد الدكتور وائل الدجوى وزير التعليم العالى والبحث العلمى فى افتتاح المؤتمر العلمى الثالث لجامعة عين شمس الذى ينظمه قطاع الدراسات العليا والبحوث تحت عنوان "التخصصات والدراسات البينية والمتعددة واحتياجات سوق العمل، أن المؤتمر سيناقش مستقبلِ التَّخَصُّصاتِ والدراساتِ البينيةِ والمتعددة، ودَوْرِها المَنْشُودِ فى تطويرِ منظومةِ التعليمِ العالى الوطنية، وجَعْلِ مُخَرجَاتِها أكثرَ تلبيةً لِمُتَطلَّباتِ سُوقِ العملِ المحليةِ والإقليميةِ والدَّولِيَّة".
وأشار الدجوى أن البلاد تمر بِمرحلةٍ حاسمةٍ من مراحلِ العملِ الوطنى، تحتاجُ إلى تضافرِ جُهُودِ كُلِّ أبنائِها المُخْلِصين، للوصولِ إلى تنميةٍ حقيقيةٍ للفَرْدِ والمُجتمع، تَنْعَكِسُ آثارُها على كافَّةِ مظاهرِ الحياة، بما يَضَعُ هذا الوطنَ العزيزَ فى المكانةِ اللائقةِ بِه، ويُوَفِّرُ لِشَعْبِهِ الطَّيِّبِ ما يَسْتَحِقُّ من رفاهيةٍ ورَخَاء.
وتابع "إذا ذَكَرْنَا عِبَاراتِ "تنمية، وتطوير، ورفاهية"، وَجَبَ علينا أن نَذْكُرَ مَعَها الجامعاتِ المِصْريَّة، التى هى حَجَرُ الزاويةِ فى أى عملٍ تَنْمَوِى يَجْرى على أرضِ وَطَنِنَا العزيز، بالنظرِ إلى ما تَضمه هذه المناراتُ العاليةُ من كفاءاتٍ بَشَرِيَّة متميزة، وما تَمْلِكُهُ من إمكاناتٍ ماديةٍ وخبراتٍ واسعة، تَجعلُها بُيوتَ خبرةٍ وطنية، تستطيعُ بجدارةٍ تقديمَ الحُلُولِ الحاسمةِ لكافةِ القضايا التى تَرْتَبطُ بحياةِ المُواطِنِ وصِحَّتِهِ ورَفَاهِيَتِه.
واستكمل "تسعى الجامعات للقيامِ بهذا الدَّوْرِ الحيوى، وهو ما يحتاج إلى تطويرٍ ذاتى، يَرتقِى بِمُكَوِّناتِ المنظومةِ التعليميةِ والبحثيةِ والتدريبيةِ بها، ويعيدُ النظرَ بأُسلوبٍ علمى هادئٍ، إلى واقعِ بِنيَتِهَا وهياكلِها الأكاديمية، ويُقدِّمُ أُطروحاتٍ جديدةً لما نَتَمَنَّى أن تكونَ عليهِ جامعاتُ مِصْرَ المُستقبَل، وهو ما نُحاولُهُ مِن خلالِ جُهودِ وَزارةِ التعليمِ العالى والمجلسِ الأعلى للجامعاتِ، والجامعاتِ كلٍ على حِدَة، عَبرَ الفَعَاليَاتِ العلميةِ المُتنوِّعة، التى لا يَكادُ يَمُرُّ يَوْمٌ دُونَ أن نَشْهَدَ إحْدَاهَا، ومِن بينِها مُؤتمرُكم الهامّ، الذى يُناقِشُ واحدةً من أَهَمِّ قَضايا التطويرِ والتحديثِ الهَيْكلى فى منظومةِ التعليمِ الجامعى المصرية، وأكثرِهَا إلحاحًا، فى الوقتِ الرَّاهِنِ والمستقبلِ المَنْظُور، وأعنى بها "التَّخصُّصَاتِ والدراساتِ البينيةَ والمتعددة، وما لها من علاقةٍ بمُتَطَلَّباتِ سُوقِ العَمَل.
وأوضح الدجوى خلال كلمته أن العالم من حَوْلِنَا هجر حِقْبَةَ الانغلاقِ التَّخَصُّصِى، ولم تَعُدِ الحُقُولُ العِلْمِيَّةُ كما فى الماضى، جُزُرًا مُنعَزِلَة.. بَلْ أصبحتْ كُبرى جامعاتِ العالمِ المُتَقَدِّمِ وأَكْثَرُها أَخْذًا بأسبابِ التطويرِ والتحديث، تَتَّجِهُ إلى إِنشاءِ تَخَصُّصَاتٍ وبرامجَ دراسية، تُخْلُقُ رَوَابِطَ وثيقةً بينَ الحقول الأكاديميةِ على تَنَوُّعِها، استجابةً للحاجاتِ المُجتمعيةِ المُتَجَدِّدَة، وتَمشِّيًا مَع ما اسْتَجَدَّ من تَداخُلاتٍ بينَ العُلوم، ولا سِيَّمَا بعدَ مُعطَيَاتِ ثورةِ المعلوماتِ والاتصالِ فى العقودِ الأربعةِ الأخيرة.
وأشار إلى أن أهدافَ المؤتمرِ ومَحَاوِرَه، تَسعى إلى تحديدِ الفجوةِ بينَ البرامجِ الأكاديميةِ القائمةِ واحتياجاتِ سوقِ العمل، وعرضِ أَهَمِّ التجارِبِ المحليةِ والإقليميةِ والعالميةِ فى هذا المَجَال، وسُبُلِ الاستفادةِ منها فى استحداثِ برامجَ تَتَّسِقُ والواقعَ المِصْرِىّ، وتقديمِ رُؤىً لإنشاءِ برامجَ تخدمُ المجالاتِ التطبيقية، وتَسْتَوْعِبُ التَّوَجُّهَ العَالَمِىَّ نَحْوَ التَّوَسُّعِ فى هذه التَّخَصُّصَات، واقتراحِ برامجَ خاصةٍ بالدراساتِ العُليا، تَجْمَعُ بينَ العُلومِ التطبيقيةِ والعلومِ الإنسانية، ودرجاتٍ علميةٍ مِهْنِيةٍ جديدة، فى تَخَصُّصاتٍ تُحَقِّقُ مُتَطَلَّبَاتِ سُوقِ العملِ الحاليَّةَ والمُستقبليَّة، وتحديدِ المُواصَفَاتِ والشُّروطِ اللازمِ تَوَافُرُهَا لضمانِ تطبيقِ هذه التجرِبَةِ بِنَجَاح، آخذةً فى الاعتبارِ تهيئةَ المُنَاخِ الأكاديمى لتَقَبُّلِ هذه البرامجِ والتَخَصُّصات، وإذابةَ الحواجزِ بين التخصصات الأكاديميةِ المختلفة بِشَكْلٍ تَدْرِيجى.