العاهل السعودى ينهى الجدل حول رئاسة المخابرات فى بلاده.. إعفاء الأمير بندر وتكليف الإدريسى برئاستها.. الرئيس الجديد شخصية غامضة والأول من خارج آل سعود بعد 38 عاما من سيطرة الأسرة على رئاسة الجهاز

أنهى العاهل السعودى، الملك عبد الله بن عبد العزيز ، الجدل الذى أثير على مدى الأيام الماضية حول مصير مدير المخابرات السعودية ، الأمير بندر بن سلطان ، بعدما أصدر اليوم أمرا ملكيا بإعفاء الأمير بندر من منصبه ، وتكليف الفريق أول ركن يوسف بن على الإدريسى بالقيام بعمل رئيس الجهاز.
القرار الذى صدر اليوم أشار إلى أن إعفاء الأمير بندر كان بناء على طلبه، دون تحديد الأسباب ، خاصة بعدما ترددت أنباء خلال الفترة الماضية عن تعرض الأمير بندر لوعكة صحية.
فيما أشارت أنباء أخرى إلى فشل رئيس المخابرات السعودية فى تحقيق انفراجة فى عدد من الملفات خاصة سوريا وإيران، مما جعل أمر تغييره حتميا.
وبخلاف الأمير بندر، يعد الفريق أول ركن يوسف بن على الإدريسى، شخصية غامضة خاصة بالنسبة للإعلام، فالمعروف عنه قليل جدا، ولم يظهر رسميا إلا فى التاسع من أغسطس 2013 ، حينما كرمه العاهل السعودى بعد صدور أمر ملكى بترقيته إلى رتبة نائب رئيس الاستخبارات العامة الفريق، مع الفريق مدخل بن دخيل الهذلى الذى صدر أيضا قرار وقتها بترقيته إلى درجة مساعد رئيس الاستخبارات العامة للشؤون الإدارية والمالية.
ويعد الإدريسى الأول من خارج الأسرة الحاكمة فى السعودية الذى يتولى رئاسة المخابرات السعودية منذ 38 عاما تقريبا، حيث توالى على رئاستها بعد نشاتها ثلاثة من خارج أسرة آل سعود وهم محمد بن عبد الله العيبان ، واللواء سعيد بن عبد الله كردى ، وعمر بن محمود شمس ، وبعدها تولى الأمير تركى الفيصل بن عبد العزيز آل سعود رئاسة المخابرات السعودية، ومن بعده الأمير نواف بن عبد العزيز آل سعود، ثم الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، إلى أن تم تعيين الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، قبل إعفائه من منصبه اليوم وتعيين الإدريسى.
وتأسست المخابرات السعودية عام 1956 تحت اسم "رئاسة الاستخبارات العامة السعودية"، وتعد أحد الأجهزة الأمنية التى تهدف بالدرجة الأولى إلى توفير الأمن والاستقرار، وتعمل على المحافظة على مكتسبات الوطن والمواطن داخل المملكة وخارجها.
واستخدم مؤسس المملكة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود العمل الاستخبارى إبان معارك التوحيد التاريخية، فقد كان لا يقوم بأى تحرك عسكرى إلا بعد أن يطلع عبر عيونه الذين يرسلهم فى محيط أعدائه على الظروف السياسية والعسكرية للطرف الآخر كى يضع خططه المناسبة لتحقيق النصر.
وبدأ اهتمامه بالاتصالات الحديثة ينمو ويتعاظم إلى أن أسس أول شبكة اتصالات لاسلكية عبر البلاد كان لها دور بارز فى سرعة نقل المعلومات والأخبار منه وإليه، كما كان لها دور فاعل فى العديد من الأحداث التاريخية المهمة داخل المملكة.
ولرئاسة الاستخبارات العامة مجمع شامل فى مدينة الرياض يحتوى على مبان متعددة ومراكز تدريب وتأهيل، وهناك مكاتب داخلية فى مدينتى الخبر وجدة، وهناك مكاتب خارجية فى الدول ذات الاهتمام، وتتبع لرئاسة الاستخبارات العامة أكاديمية ومركز ومدرسة، هما أكاديمية علوم الأمن الوطنى وهى مختصة فى تدريب وتأهيل منسوبى الرئاسة والأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى فى مجال فنون ومهارات العمل الاستخبارى ويقع غرب مدينة الرياض، ومركز ومدرسة الملك عبدالله للأمن الخاص بمدينة الطائف وهى مختصة فى مجال تدريس فنون وأساليب المهمات والعمليات الخاصة لضباط الاستخبارات العامة والأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى للقيام بأى مهمة عسكرية خارج المملكة.
وفيما يلى نص الأمر الملكى
بعون الله تعالى
نحن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية
بعد الاطلاع على المادة الثامنة والخمسين من النظام الأساسى للحكم الصادر بالأمر الملكى رقم أ / 90 بتاريخ 27 / 8 / 1412ه.
وبعد الاطلاع على نظام الوزراء ونواب الوزراء وموظفى المرتبة الممتازة الصادر بالمرسوم الملكى رقم م / 10 بتاريخ 18 / 3 / 1391ه.
وبعد الاطلاع على الأمر الملكى رقم أ / 161 بتاريخ 29 / 8 / 1433ه.
أمرنا بما هو آت:
أولاً: يُعفى صاحب السمو الملكى الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة من منصبه بناءً على طلبه.
ثانياً: يكلف الفريق أول ركن يوسف بن على الإدريسى بالقيام بعمل رئيس الاستخبارات العامة.
ثالثاً: يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه.