الجميع كتب عن مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر – فلما اتخلف عن الركب – ولا أتناول أنا أيضا هذا الأمر – لكنى لن تكون سطورى على غرار من سبقونى إلى هذا الأمر لكنى سوف أتناوله من منظور آخر – ووجهة نظر – ربما تجد استحسانا من البعض – وربما تلاقى استهجانا من البعض الآخر – لكنها وجهت نظرى اعبر عنها . وكأن على رأسهم ريشه هكذا تصور بعض المشجعين الذين كانوا يتحدثون بعنصرية شديدة وتمييز بين أبناء الأمه جمعاء من المشجعين الذين كانوا موجودين فى السودان أثناء اتصالاتهم بالقنوات الفضائية – فكنت تسمع المتحدث عندما يقول الفنانين – وآخر يقول الإعلاميين . والعجيب أكثر عندما نسمع من يقول نحن أعضاء الحزب الوطنى نتعرض لكذا وكذا – وكأن كلا منهم ينتمى إلى عالم آخر ووطن آخر غير مصر – وكان يستوجب أن يقول نحن المصريين – لكن حكاية أعضاء الحزب الوطنى - تعطيك انطباعا بأن هذا الحزب أصبح هو مصر وله من المميزات الداخلية لأعضائه والحماية التى يسعون إليها داخل مصر سوف تتوج بحماية خارج مصر. من ناحية أخرى نعرف من هى الدولة التى ابتدعت خروج المجرمين والبلطجية والمنحرفين لضرب أبناء الشعب أثناء التعديلات الدستورية - والانتخابات التشريعية – فلماذا نلوم الآخرين إن كنا نحن الأساتذة فى وضع ثقافة جديدة للنيل من المعارضة واقتبسها الآخرون. نأتى إلى الثالثة وهى ما تستحق وقفة دراسة متأنية، والبعض يقول علينا أن نلغى من عقولنا حكاية العروبة والدول العربية والشقيقة والأشقاء ونبحث عن مصالحنا فقط. وهذا محال، لأن الشعوب العربية لها خصائصها وليست كدول الاتحاد الأوربى أو أى تجمعات دولية أخرى ، ومن هنا علينا أن تكون لنا وقفة مع النفس بعيدا عن الكذب والنفاق - ويكون السؤال واضح بالنسبه للجميع – لماذا أصبحنا مكروهين فى العالم العربى ؟ هذا هو السؤال المفروض ان نبحث له عن اجابه شافيه واضحه ونعمل على عودة الامور الى طريقها القديم . علينا ان نتوقف عن ترديد الحديث عن أن الإخوة العرب يتغنون بحب مصر ، وإنهم يعشقون مصر .. الخ – ربما يكون هذا بعض أحاسيس الرعيل الأول فى تلك الدول ، لكن الأجيال الناشئة لها نظرة أخرى متغيرة ، ومن شاءت له الأقدار أن يسافر إلى تلك الدول للبحث عن مصدر للرزق وتحسين احو اله المعيشية - يعرف بان أغنية حب مصر التى يرددها الإعلام المصرى تحتاج إلى إعادة نظر. يستوجب الأمر الآن وبكل صدق وشفافية وصراحة نحن أحوج إليها بتكليف معاهد الدراسات المنتشرة سواء فى الجامعات المصرية أو فى الصحف على استقصاء من نوع جديد لمعرفة أسباب هبوط شعبية مصر لدى تلك الدول العربية – وعدم المكابرة فى أننا لا نحتاج إليهم. على المراكز البحثية الإسراع فى هذا الاستقصاء المعلوماتى عن سبب التغيير فى جينات هذه الأجيال الناشئة وثقافتها التى أثرت وتحول الحب إلى كراهية لمصر، ثم محاولة المعالجة.