تلبيةً لرغبات العديد من الدول.. الأزهر يطلق برنامجًا لنشر اللغة العربيَّة حول العالم    شركة مياه الشرب بالإسكندرية ترفع حالة الطوارئ لإستقبال عيد الأضحى المبارك    تكثيف جهود التوعية لتحفيز المواطنين بأهمية التقدم بطلبات التصالح فى مخالفات البناء بأسوان    محكمة الاتحاد الأوروبي تغرم المجر 200 مليون يورو لانتهاكها قواعد اللاجئين    ميسي يكشف سبب غيابه عن أولمبياد باريس مع الأرجنتين    رئيس بلدية المحلة ليلا كورة: متفائل بنقل مبارياتنا للسويس    أقوال المصابين بحادث انقلاب أتوبيس في أكتوبر: اختلت عجلة القيادة من السائق    بدء تصعيد حجاج الجمعيات الأهلية لصعيد عرفات غداً    نجوم الفن يحتفلون مع سلمى أبو ضيف بعقد قرانها.. صور    مفتي الجمهورية يُهنئ الرئيس والشعب المصري بمناسبة عيد الأضحى    ميلونى ترحب بالمشاركين بقمة مجموعة السبع.. وحرب أوكرانيا على رأس الطاولة    وزير خارجية العراق: موقفنا ثابت تجاه وقف إطلاق نار دائم فى غزة    الكويت: نقل ضحايا حريق المنقف بطائرات عسكرية إلى بلدهم الهند وصرف تعويضات    مدير تعليم دمياط يستعرض رؤية المديرية خلال الفترة المقبلة    قرار جمهوري بتعيين الدكتورة حنان الجويلي عميدًا ل«صيدلة الإسكندرية»    شباب ورياضة بني سويف تطلق ماراثون الدراجات الهوائية    جنوب الوادي تتقدم 200 مركزًا دوليًا في مجال الطاقة النظيفة    محافظ الفيوم: استعدينا بكل طاقتنا لفترة أقصى الاحتياجات المائية للزراعات    ضبط (354) قضية مخدرات ,(134) قطعة سلاح وتنفيذ (84355) حكم قضائى متنوع    إغلاق عقار سكني تم تحويله لمدرسة بدون ترخيص    تزامنًا مع حلول العيد.. ضبط 171 مخالفة تموينية متنوعة في المنيا    ضبط القائمين على تسريب امتحانات الثانوية العامة بجهينة سوهاج    ميناء دمياط يعلن تداول 63 طن بضائع متنوعة    في أول ليالي عرضه.. «ولاد رزق 3» يزيح «السرب» من صدارة الإيرادات    خريطة من كتاب وصف مصر.. توثيق معالم القاهرة وتحديد موقع المتحف القومي للحضارة    نقيب الأشراف مهنئًا بالعيد: مناسبة لاستلهام معاني الوحدة والمحبة    تزيد من اتساخه.. 3 أخطاء احذريها عند تنظيف المطبخ    وصفات دجاج بديلة للحوم في عيد الأضحى    إخماد حريق داخل محل فى إمبابة دون إصابات    الشرقية تتزين لاستقبال عيد الأضحي المبارك    اعتماد المخطط التفصيلي للمجاورة رقم «G&H» بمدينة العبور الجديدة    بعد رأس الحكمة.. تفاصيل أكبر صفقة لهيئة المجتمعات العمرانية بالقاهرة الجديدة    تسيير 3 خطوط طيران مباشرة إلى دول إفريقية.. "الهجرة" تكشف التفاصيل    المفتى يجيب.. ما يجب على المضحي إذا ضاعت أو ماتت أضحيته قبل يوم العيد    محافظ بني سويف يتلقى التهاني بعيد الأضحى من قيادات وممثلي الطوائف والمذاهب الكنسية    بالأسماء.. غيابات مؤثرة تضرب الأهلي قبل موقعة فاركو بدوري نايل    وزارة الصحة تستقبل سفير السودان لبحث تعزيز سبل التعاون بالقطاع الصحى بين البلدين    توقيع الكشف الطبي على 142 مريضا من الأسر الأولى بالرعاية في المنيا    دار الإفتاء توضح حكم صيام يوم عرفة    يوم عرفة.. إليك أهم العبادات وأفضل الأدعية    انتشار الحملات المرورية لرصد المخالفات بمحاور القاهرة والجيزة    اليوم.. موعد عرض فيلم "الصف الأخير" ل شريف محسن على نتفليكس    بيان من الجيش الأمريكي بشأن الهجوم الحوثي على السفينة توتور    الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن التمويل الإنساني للمدنيين في أوكرانيا    هاني سري الدين: تنسيقية شباب الأحزاب عمل مؤسسي جامع وتتميز بالتنوع    "عودة الدوري وقمة في السلة".. جدول مباريات اليوم الخميس والقنوات الناقلة    «معلومات الوزراء»: 73% من مستخدمي الخدمات الحكومية الإلكترونية راضون عنها    حريق هائل في مصفاة نفط ببلدة الكوير جنوب غرب أربيل بالعراق | فيديو    وزيرة التخطيط تلتقي وزير العمل لبحث آليات تطبيق الحد الأدنى للأجور    بالتعاون مع المتحدة.. «قصور الثقافة»: تذكرة أفلام عيد الأضحى ب40 جنيهاً    "الله أكبر كبيرا.. صدق وعده ونصر عبده".. أشهر صيغ تكبيرات عيد الأضحى    عبد الوهاب: أخفيت حسني عبد ربه في الساحل الشمالي ومشهد «الكفن» أنهى الصفقة    الخارجية الروسية: كل ما يفعله الناتو اليوم هو تحضير لصدام مع روسيا    حظك اليوم برج الأسد الخميس 13-6-2024 مهنيا وعاطفيا    لأول مرة.. هشام عاشور يكشف سبب انفصاله عن نيللي كريم: «هتفضل حبيبتي»    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»:«هنجيبه في دقيقتين».. «التعليم» تحذر من هذا الفعل أثناء امتحانات الثانوية العامة.. ماذا أقول ليلة يوم عرفة؟.. أفضل الدعاء    مدرب بروكسيي: اتحاد الكرة تجاهل طلباتنا لأننا لسنا الأهلي أو الزمالك    هاني سعيد: المنافسة قوية في الدوري.. وبيراميدز لم يحسم اللقب بعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يومان فى ضيافة الناتو..مسؤولون بالحلف يطالبون بدمج الإخوان.. وأحدهم قال إن الجيش المصرى يحتاج إلى تطوير
نشر في اليوم السابع يوم 19 - 03 - 2014


نقلا عن اليومى..
«نحن لا نتدخل فى الشؤون الداخلية لمصر ولا لأى دولة، لكن ما يهمنا أن تعود مصر قوية ومستقرة، لأنها دولة محورية ونحتاجها قوية».. رسالة حرص مسؤولو حلف شمال الأطلسى «الناتو» على توضيحها للوفد الإعلامى المصرى الذى زار مقر الحلف ببروكسل الأسبوع الماضى، وإن ألمح عدد من المسؤولين الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم إلى رغبتهم فى أن يشاركوا مصر فى بعض الأمور مثل مكافحة الإرهاب، خاصة فى سيناء، وعملية ضبط الحدود مع ليبيا لمنع تهريب السلاح.. هم لم يعلنوا ذلك صراحة، لكن مسؤولا كبيرا بالناتو قال «مستعدون لتوسيع التعاون مع مصر فى معركتها ضد الإرهاب، وعلى السلطات المصرية التعبير عن رغبتها».
لدى الحلف مخاوف من إعلان رغبتهم فى مساعدة مصر، ويلقون بالكرة فى ملعبنا نحن، ويعود ذلك إلى اعترافهم بوجود صورة سلبية عن الناتو فى مصر والعالم العربى، وأن هذه الصورة مرتبطة بالتوجه العسكرى الدائم للناتو، رغم وجود أدوار عدة يحاول القيام بها مثل التدريب ومساعدة مصر على سبيل المثال فى الكشف عن الألغام المنتشرة فى الصحراء الغربية.
على مدى يومين جرى أكثر من 11 جلسة ومحاضرة بمناسبة مرور 20 عاما على بدء الحوار المتوسطى، وشارك فى الجلسات عدد كبير من قيادات الناتو، وكانت هناك عدة رسائل موجهة منهم إلى الحكومة المصرية والشعب المصرى، وهى أن الحلف مستعد لمساعدة مصر فيما تحتاجه من إمكانيات وقدرات ومواجهة الإرهاب وتطوير البنية التحتية للقوات المصرية، فضلا على محاولة تحسين صورة الحلف التى وصلت إلى درجة متدنية جدًّا فى الشرق، خاصة بعد ضربته الجوية ضد ليبيا والتى أطاحت بنظام العقيد الليبى الراحل معمر القذافى، لكنها تركت فوضى سياسية وأمنية لم نشهد لها مثيلاً فى دول العالم.
ملفات عدة كانت محور النقاش بين الوفد الإعلامى الذى زار مقر الناتو بالعاصمة البلجيكية «بروكسل» وبين عدد كبير من مسؤولى الناتو، ورغم تأكيدات مسؤولى الناتو أنهم لا يتدخلون فى الشأن المصرى، وأن المصريين هم من يقررون مستقبلهم، إلا أن الحديث معهم كشف عن عدة نقاط أساسية فى طريقة تعاملهم وتفكيرهم بشأن ما يحدث فى بلدنا.. من هؤلاء السفير ألكسندر فيرشبو، نائب أمين عام حلف «الناتو»، وهو الوحيد الذى سمح لنا بنشر اسمه وتحدث عن ارتباطه بمصر، فقد كان نائبًا لوزير الدفاع الأمريكى السابق ليون بانيتا، ويرتبط بعلاقات وثيقة مع القيادات العسكرية المصرية، كما أنه على تواصل مستمر مع أعضاء المجلس العسكرى المصرى بعد ثورة 25 يناير بحكم موقعه.
فيرشبو قال أمام الوفد المصرى، إن الحلف يدرك أن أمن أعضائه وحلفائه مرتبط كثيرًا بأمن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لافتا إلى أنهم يتابعون بالطبع عن كثب التطورات فى مصر والمنطقة على نطاق أوسع خلال الصحوة العربية، وخاصة منذ أن بدأت الأحداث الدرامية قبل أكثر من ثلاث سنوات، فيما تناول فيرشبو المخاوف من استمرار الاضطرابات وعدم الاستقرار فى مصر، وخاصة فى منطقة سيناء، والتى لديها قابلية للامتداد إلى صراع أوسع نطاقا- وذلك على حد قوله- مؤكدا أن الناتو لا يتدخل فى الشؤون السياسية المصرية الداخلية التى هى مسألة تخص الشعب المصرى، مضيفا أن الناتو يريد أن يرى عملية سياسية شاملة وديمقراطية بحيث تؤدى إلى مستقبل أكثر استقرارا لمصر وشعبها، مشددا على أن الجميع يعلم أن مصر لا تزال بلدا محوريا فى العالم العربى، وبالتالى فإن نجاح جهودها فى بناء ديمقراطية حقيقية وإطلاق عملية الإصلاحات الأساسية- وخاصة فى المجال الاقتصادى- سوف يوفر الاستقرار، وسوف يكون له آثار على المنطقة ككل.
وتابع، أن الناتو لذلك يراقب باهتمام التطورات فى مصر، ويأمل فى تدعيم شراكته مع مصر، معربا عن اعتقاده أن هناك الكثير من الخبرة التى يمكن أن يساعد بها الحلف مصر لمعالجة المشاكل الأمنية، كما يمكن أن يكون وسيلة جيدة لبناء جسور سياسية وتعزيز الحوار السياسى عبر البحر المتوسط.
هذه هى الرسالة العامة من الناتو، لكن فى القلب منها رسائل أخرى غاية فى الأهمية خاصة فيما يتعلق بالوضع الداخلى فى مصر، فهم يريدون دمج جماعة الإخوان ضمن الحياة السياسية المصرية، وأن يكونوا جزءا من الحكومة المقبلة، ولهم فى ذلك عدة مبررات اكتشفنا أنها تعتمد فقط على معلومات روج لها الإعلام الغربى نقلا عن عناصر تابعة للتنظيم الدولى للإخوان، فمسؤولة هولندية رفيعة المستوى فى الناتو قالت فى محاضرة لها، إن الإخوان والمتعاطفين معهم يمثلون قرابة ال%40 من المصريين، ويجب دمجهم فى المجتمع، وحينما اعترض الوفد المصرى على هذا التقدير الخاطئ، عادت وقالت إنهم يمثلون أقلية كبيرة، مضيفة: صحيح أن من ارتكب جرائم من الإخوان لابد أن يحاكم، ويتم إرساله إلى السجن لو صدر ضده حكم بذلك، لكن هناك حركة كبيرة فى المجتمع المصرى تشارك فى أفكار الإخوان وتدافع عنها، وأعربت عن اعتقادها أن العملية التى تمر بها مصر لم تنته، وربما ستدوم أكثر من الثلاث سنوات التى مضت، وأنه ربما تحتاج مصر لمزيد من الوقت للاستقرار، ولكن عملية الدمج ستؤدى إلى استقرار وتوازن حيث سيشعر الكل أنه ممثل وأن الحكومة تمثل الجميع.
وبدا واضحا أن مسؤولى الناتو يعتبرون أن عملية الدمج ستساعد على استقرار مصر وتنهض باقتصادها، معترفين بأن عملية الاستفتاء على الدستور كانت نقطة مهمة للخطوات المقبلة، ووفقا لمسؤول بالهيكل الإدارى للحلف فإن «مصر تحتاج إلى جهود لبناء ديمقراطية حقيقية وإصلاح، خاصة فى القطاع الاقتصادى الذى سيؤثر على المنطقة بأسرها»، معربا عن أمله فى وجود عملية سياسية شاملة فى مصر تضم كل الأطراف، وأن تصل العملية السياسية القائمة فى مصر إلى تشكيل حكومة منتخبة بطريقة ديمقراطية تجمع كل الآراء المختلفة على الساحة السياسية، موضحا أن الناتو يتحدث عن مبدأ ولا يحكم على حزب سياسى أو آخر، وأكد المسؤول أن العملية السياسية الشاملة سوف تساعد مصر للتقدم إلى الأمام، وأن الحكومة التى تم إسقاطها فى يوليو الماضى لم تمد اليد السياسية لتشمل كل الأطراف فى مصر.
حينما طلبنا من مسؤول معنىّ بالشؤون السياسية بالحلف رؤيته لما يجرى فى مصر، قال لنا: «نحن لا نتدخل فى شؤونكم الداخلية ونريد عملية شاملة تربط الجميع بالعملية الديمقراطية، ونشارك الرأى القائل بأن مصر ذات الدور المحورى فى المنطقة العربية ونرغب فى عملية الإصلاح بالقطاع الاقتصادى التى تؤدى إلى الاستقرار، ونتابع باهتمام التطورات السياسية فى مصر، وهذا التصويت كان نقطة مهمة، وسيكون مرحلة مهمة للخطوات المقبلة»، مؤكدا أن «الحلف لا يتدخل فى شؤون مصر، لكنه يريد عملية ديمقراطية فى مصر، لأنها مازالت الدولة المحورية فى المنطقة العربية، وتحتاج إلى جهود لبناء ديمقراطية وإصلاح خاصة فى القطاع الاقتصادى الذى يؤثر على المنطقة برمتها».
فكرة دمج الإخوان كانت مثار جدل كبير بين الوفد المصرى ومسؤولى الناتو، إلا أن مسؤولاً آخر حاول تخفيف حدة التوتر وقال «حينما نتحدث عن عملية شاملة تضم كل الأطراف، فنتحدث عن مبدأ ولم نحكم على حزب سياسى أو آخر، ونأمل أن تصل العملية السياسية القائمة فى مصر إلى حكومة تنتخب بطريقة ديمقراطية، وتجمع آراء مختلفة على الساحة حول إطار مشترك، كى يستطيع البلد التقدم للأمام»، معترفا أيضا بأن حكومة محمد مرسى لم تمد اليد لسياسة تشمل كل الأطراف، وعاد وقال «نأمل أن عملية أكثر شمولية تسمح بالإصلاح والعملية صعبة برمتها، وعلى مصر أن تخرج من الركود الاقتصادى الذى تعيشه».
من جانبه، أعرب مسؤول إيطالى آخر بالحلف طلب أيضاً عدم ذكر اسمه، عن تفهمه لشعور البعض بأن الحلف تعامل مع الحكومة السابقة بشكل أفضل من التعامل مع الحكومة الحالية بعد 30 يونيو، وقال ردا على سؤال حول أسباب اعتبار الدول الأوروبية أعضاء حلف الناتو ثورة 30 يونيو انقلاباً: من الذى قال إن الناتو وصف ما حدث فى مصر على أنه انقلاب عسكرى، فهناك خلط بين الاتحاد الأوروبى والحلف لوجود دول أوروبية أعضاء بالحلف قالت ذلك، ولكن هذا ليس باسم الناتو، مضيفا أن الحلف يشعر بالفخر لشراكته المهمة مع مصر، ولكنه لا يتعامل مع السياسات الداخلية، ويتعامل مع السلطات الحالية على هذا الأساس، مشددا على أن الناتو لا يركز فى الشؤون الداخلية سواء للدول الحليفة أو الدول الشريكة.
الرسالة الثانية هى أن حماية البنية التحتية المصرية مسؤولية القوات المسلحة المصرية، لكن دول الناتو على استعداد- كما قال مسؤولون بالحلف- للمساهمة فى بعض الأمور، مثل حماية خط الأنابيب فى سيناء، ووفقا لمسؤول بالهيكل الإدارى فإنه يمكن الاستعانة بخبراء من القطاع الخاص الذين يمكن أن يتوجهوا للمناطق المصابة بالخطر للتدريب وتبادل الخبرات، لكن أحد مسؤولى الحلف أبدى ملاحظات على قدرات وإمكانيات الجيش المصرى، وقال إنه يحتاج للتطوير.
فى الناتو يعتبرون مصر شريكا مهما، لكن يبدو أنهم غاضبون من ضعف نشاط المشاركة المصرية فى الفعاليات التى يشارك فيها الحلف، مثلما تفعل دول فى المنطقة مثل المغرب والأردن وقطر، وهم يعولون على أن الفترة المقبلة ربما تشهد نشاطا مصريا نحو الحلف، خاصة بعد الزيارة التى قام بها السفير هشام بدر، مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية مؤخرًا للناتو، فضلا على أن مسؤولا رفيع المستوى من الحلف سيتوجه إلى مصر قريبا.
وحينما كنا نسأل أيا من مسؤولى الحلف عن أسباب انخفاض مستوى التعاون بين الناتو والقاهرة كان ردهم الدائم بأن هذا يعتمد على ما تراه الدولة المصرية ويتناسب مع احتياجاتها، وأن مصر حاليا منشغلة بأمورها الداخلية، مشيرين إلى أن التعاون مستمر مع مصر خاصة فيما يتعلق بإزالة الألغام والعبوات الناسفة وبقايا المتفجرات وهناك مشروع قريبا سيساعد الحلف فيه مصر، وهو الكشف عن القنابل يدوية الصنع، وكذلك عن الألغام فى منطقة الصحراء الغربية للحد من المخاطر التى تهدد المدنيين، فضلا عن مشروع لتسليح العسكريين.
الكشف عن الألغام هو أحد البرامج النشطة بين مصر والناتو، ووفقا لمسؤولة ببرنامج «العلم من أجل السلام» التابع لحلف شمال الأطلسى فإن فريقًا تابعًا للبرنامج يزور القاهرة حاليًا لمناقشة موضوعات تحتاج إليها مصر، وقالت إن الفريق حينما سيعود إلى بروكسل سيقدم تقريرًا، وبناء عليه ستتم دراسة الإمكانيات المطلوبة اعتمادًا على النموذج السابق الناجح.
وأوضحت المسؤولة أن مشروع الكشف عن الألغام بالصحراء الغربية تكلف مليونًا ونصف المليون يورو تم إنفاقها على التدريب والتجهيزات اللازمة، كما أن هناك برنامجين آخرين بتكلفة 400 ألف يورو لكل منهما، مشيرة إلى أن %85 من التكلفة يتم تكريسها للمختبرات المصرية لشراء التجهيزات اللازمة وتنظيم ورش العمل، مضيفة أن الشراكة بين مصر وحلف الناتو أصبحت علمية ولم تقتصر فقط على السياسة.
وأكدت المسؤولة أن هناك عملاً وتنسيقًا مستمرين بين الحلف والسفارة المصرية ببروكسل حول كشف الألغام، لافتة إلى أنه تم النظر من جانب الحلف فى المقترح المصرى الذى يستهدف معالجة قضية الكشف عن الألغام البرية، وتم تطوير فريق من الخبراء فى مجال الكشف عن الألغام وزار الوفد مصر، وقالت إنه فى نهاية المشروع قدم الحلف 20 آلة للكشف المزدوج، كما طرحت وزارة الدفاع موضوع البحث عن الألغام المزروعة على عمق، وقدم لها الناتو ستة آلات، فضلاً على التدريب للقائمين على استخدامها فضلاً على الصيانة.
ملف الإرهاب كان محور نقاش وجدل ساخن على مدى اليومين، خاصة فى أمرين، الأول أن الناتو ساعد بشكل غير مباشر فى دعم جماعات الإرهاب بمصر، حينما تسببت ضربته الجوية لقوات العقيد الليبى الراحل معمر القذافى فى انتشار الأسلحة وتهريبها إلى مصر عبر الحدود، أما الأمر الثانى فحينما أعلنت دول أعضاء بالحلف عن توفير الدعم السياسى لجماعة الإخوان المسلمين دون النظر إلى ما تقوم به من إرهاب فى مصر.
وكان لافتا للانتباه أن مسؤولى الناتو يركزون على ما تشهده منطقة سيناء من أعمال إرهابية خاصة تفجير خط أنابيب الغاز الطبيعى الذى يستخدم فى توصيل الغاز لإسرائيل، وأنهم ليس لديهم إدراك كامل بالإرهاب الذى شهدته المحافظات الأخرى وتحديدا تفجير مديريتى أمن القاهرة والدقهلية.
وحينما تحدث مسؤولو الناتو عن الإرهاب كانت لديهم رؤية عامة بقولهم إنه لا توجد أى دولة على حدة تستطيع مواجهة التحديات الأمنية من إرهاب أو هجمات إلكترونية، ولذلك فلابد من التعاون ليكون للناتو دور فى مواجهة التحديات الأمنية من أجل حماية المواطنين والمساعدة فى تطوير المجتمع، وشدد أكثر من مسؤول بالحلف على أنه يمكن للحلف المساهمة فى حماية خط الأنابيب فى مصر، ويمكن التوجه للمناطق الخطرة فى مصر من خلال التدريب، وقال أحدهم «هناك طريقتنا للوصول إلى حلول مشتركة بشأن استخدام التقنيات الحديثة فى التفجيرات والعملية الإرهابية التى شهدتها مصر مؤخرًا».
مسؤول بالناتو وصف الإرهاب فى سيناء بأنه «خطر حيوى ومتزايد تشهده سيناء يتطور وينمو، وله جوانب خارجية تدخل على الأرض وتستغل الوضع»، مضيفا: «أعتقد أن الحكومة المصرية اتخذت قرارات حاسمة، لتتبع الشبكات الإرهابية، وهناك وسائل نستطيع من خلالها تطوير القدرات المصرية، للسيطرة على الموقف فى سيناء قبل أن تنتشر بالمزيد»، معتبرا أن إحدى أهم الوسائل التعاون والتعامل مع إسرائيل واتخاذ قرارات حاسمة حيال ذلك، خاصة فيما يخص المعلومات الاستخباراتية.
وعلى جانب آخر، وردا على سؤال حول ما يستطيع أن يقدمه الناتو لمصر لمساعدتها فى مواجهة استخدام التقنيات الحديثة فى التفجيرات والعمليات الإرهابية الأخيرة، قال مسؤول كبير بالناتو إن الحلف يستطيع مساعدة مصر عن طريق اجتماعات بين خبراء مصريين وآخرين من دول أخرى لمناقشة ما حدث والوصول إلى حلول، وعن طريق استخدام برنامج العلم من أجل السلام الذى يمكن أن يرعى برامج معينة للنظر فى حلول، مؤكدا على أنه من مصلحه الحلف حماية مصر من الهجمات والتفجيرات التى تتعرض لها أنابيب الغاز فى سيناء.
وكشف أحد المسؤولين للمرة الأولى، أنه حينما حدث تفجير لخط الأنابيب فى سيناء عرض الناتو على الرئيس المعزول محمد مرسى المساعدة، إلا أنه كما قال المسؤول «لم يكن مهتما، ما دفع الحلف إلى العدول عن هذه الفكرة».
وحينما تحدث أحد مسؤولى الحلف عن الخبرات التى يمكن تقديمها لمصر فى مجال مكافحة الإرهاب، أشار إلى وجود مركز تابع للناتو فى تركيا يمكن أن يفيد مصر، وهو ما كان موضع تندر من الوفد المصرى الذى وجه سؤالا مباشرا للمسؤول: كيف تريدوننا أن نعتمد على مركز لمكافحة الإرهاب موجود فى تركيا التى تدعم الإرهاب فى مصر عبر دعمها السياسى والمادى والمعنوى لجماعة الإخوان؟.. فكان رد المسؤول إنه لا يريد الخوص فى التحديات الداخلية التى تواجه تركيا، مؤكدا فى الوقت ذاته أن تركيا هى عضو فعال فى حلف الناتو، وأنه يتعين على الجميع أن يحدد الطرق التى سوف يتعامل بها مع ظاهرة الإرهاب للوصول إلى نتائج إيجابية.
وأضاف المسؤول- الذى يعد أحد أبرز مسؤولى الحلف- أن حلف الناتو يعلم أن البيئة المحيطة بتركيا صعبة للغاية، خاصة لتأثرها بالأزمة السورية وتداعياتها وبعض المشاكل الإقليمية، مشددا على ضرورة التعاون لمكافحة الإرهاب واستئصاله.. مشيرا إلى أن مصر يمكنها أن تنظر فى كيفية الاستفادة من هذا المركز.
الناتو وأوكرانيا
«روسيا تخطت حدودا معترفا بها دوليا، مما أثار الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، كما أن استفتاء استقلال القرم سيكون صدمة للمبادئ الدولية».. هذا هو الموقف الرسمى للحلف من الأزمة الأوكرانية، لكنهم يؤكدون على سعيهم المستمر «لإيجاد حل سياسى والأزمة ستبقى على عاتقنا لأسابيع عديدة، وأعتقد أننا سنركز خلال القمة المقبلة فى سبتمبر المقبل على الأزمة الأوكرانية»، كما قال أحد المسؤولين.
وشدد المسؤول على أن الحلفاء داخل الناتو لا يدرسون أى تدخل عسكرى فى أوكرانيا، وهى ليست عضوا فى الحلف الأطلسى ولكن «نبذل جهودا للدفع السياسى بين أوكرانيا وروسيا، والأهم هو الدعم السياسى عن طريق الشراكة المباشرة ومساهمة الدول الأعضاء، ونضغط بقوة على روسيا لتغير سيرها»، معتبرا نشر الحلف لطائرات مراقبة إلكترونية من طراز «أواكس» تابعة للحلف للقيام بجولات فى الفضاء الرومانى والبولندى يهدف إلى تعزيز الوضع الدفاعى للدولتين المجاورتين لروسيا وأوكرانيا، فى ظل الأزمة الحالية الدائرة فى أوكرانيا.
حينما وصلنا فى النقاش إلى أفغانستان كان الرد الواضح من جانبهم «أن الحلف يشعر بأنه حقق الكثير فى أفغانستان بعكس ما يردده البعض»، وأشار مسؤول إلى أن الحكومة الأفغانية تحتاج إلى مزيد من العمل لبسط نفوذها على جميع أراضى أفغانستان، موضحا أن الناتو يسعى لتشجيع الأفغان على العمل على بناء قدراتهم وعدم الاعتماد على الخارج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.