السلفيون يختلفون حول فتوى الأزهر بجواز صلاة الخوف لرجال الشرطة والجيش.. وداعية: صحيحة.. والجهاديون يخوضون حرب بالوكالة عن قوى الشر بالعالم.. وقيادى بالدعوة: الإرهابيون لا يستهدفون الجنود بأوقات الفروض

اختلف السلفيون حول فتوى الأزهر بجواز صلاة الخوف لرجال الشرطة والجيش، ففى الوقت الذى أكد فيه البعض أن مصر تعيش فى حالة حرب، وينبغى تطبيق الفتوى، قال آخرون إن صلاة الخوف لها أحكامها الخاصة.
وقال محمد الأباصيرى، الداعية السلفى، إن فتوى الأزهر بجواز صلاة الخوف لرجال الشرطة والجيش، تقديرية تقوم على أساس أن الواقع الحالى من حالات الحرب، مشيراً إلى أنه من ارتأى أن مصر فى حالة حرب جاز له الأخذ بالفتوى ومن خالف الرأى فلا.
وأضاف "الأباصيرى"، فى تصريح ل"اليوم السابع"، أن الفتوى صحيحة فى معناها ومبناها، مشيراً إلى أن مصر تخوض حربًا ضروسًا من الحروب العالمية الجديدة، على نمط أجيال الحروب الرابعة والخامسة، تقوم فيها مجموعات إجرامية فى سيناء وغيرها بالحرب بالوكالة عن قوى الشر فى العالم، لافتاً إلى أن الجماعات ليست إلا واجهة لهذه القوى، مشدداً على أن الجيش يقف أمامهم وحده كالأسد الجسور، يقاتل قتال الأبطال فى الأساطير القديمة، ولا يئن ولا يشتكى.
بينما قال الشيخ سامح عبد الحميد، القيادى بالدعوة السلفية، إن جنود الحراسة يُؤدون مهمة جليلة فى الحفاظ على الوطن والمواطنين، مشيراً فى الوقت ذاته، إلى أن فتوى شيخ الأزهر غريبة لأن الجنود لا يتركون نقاط الحراسة خالية ويذهبون للصلاة فى وقت واحد، لافتاً إلى أن الإرهابيين لا يستهدفون الجنود مستغلين أنهم فى وقت صلاة، مستشهداً بحادثة أمس الإرهابية، التى استهدفت جنود مسطرد فى غير وقت صلاة.
وأضاف "عبد الحميد"، فى تصريح ل"اليوم السابع"، أن صلاة الخوف لها أحكامها الخاصة، كأن يكون العدوُّ بين الجنود والقِبْلة، أما فى أحوال الحراسة العادية فيُمكن أن يذهب مجموعة من الجنود للصلاة جماعة ثم يرجعون، ثم تذهب مجموعة أخرى؛ بحيث لا يكون مكان الحراسة خاليًّا.
وكان الأزهر الشريف أفتى بجواز صلاة الخوف لرجال الشرطة والجيش، وسائر رجال الأمن والحراسات، نظرًا لما يتعرضون له من الاعتداء والغدر فى نقاط الحراسة أثناء أداء واجبهم، من أناس لا يتقون الله فى دينهم ولا وطنهم، فاستهدفوا الراكعين الساجدين ممن يسهرون على أمن الوطن وسلامته.
وأكد الأزهر الشريف، فى فتواه، بجواز صلاة الخوف أو التناوب فى أداء الصلاة، بحيث يصلى فريق ويحرس الفريق الآخر، وفق ما قرره الفقهاء فى ذلك، من منطلق قول الله تعالى: "وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً" (النساء : 102).