أثار تقرير منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونسيف) الصادر حديثا، بأن ثلث الوفيات فى الدول النامية مرتبطة بأمراض سوء التغذية، خاصة أن تقرير المجالس القومية المتخصصة حول الغذاء فى مصر سبق أن أكد أن 46 % من الأسر المصرية لا تجد الغذاء الكافى لها. وأكدت الدكتورة سحر العقبى، أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية بالمركز القومى للبحوث، أن سوء التغذية فى مصر يعود إلى ثلاثة أسباب رئيسية هى الفقر، وقلة الثقافة الغذائية، والأمراض، فبالنسبة لعامل الفقر فأكدت على زيادة نسبة الفقر بين المصريين واتساع شريحة من يعانون من عدم وجود قوت يومهم، قائلة "فى ناس كتير مبيدخلش بيتهم لحمة"، وذلك بالرغم من أهمية البروتين الحيوانى واللحوم فى إمداد الطفل بالأحماض الأمينية التى تعد حجر أساس بناء الجسم. أما بالنسبة لقلة المعرفة بالثقافة الغذائية خاصة لدى الأمهات، فقالت إن الأمهات يقمن بإعداد كميات كبيرة من النشويات لأطفالهم مثل، الأرز والبطاطس والمكرومة، وإهمال تقديم الفاكهة والخضراوات، حتى إن كانت بأسعار رخيصة ومناسبة. واتفقت الدكتورة سحر مع تقرير اليونيسيف فى أن نقص النمو يعد المؤشر الأكثر دفعا للقلق، لأن بعض الأطفال قد يكون وزنهم طبيعيا أو حتى زائدا عن المعدل الطبيعى، لكن نوعية الطعام الذى يتناولونه متدنية، مما يؤثر على نموهم الطبيعي. وأضافت سحر أن تعرض الطفل لبعض الأمراض مثل، الإصابة بالبكتيريا والميكروبات فى المعدة يسبب سوء التغذية، لأن هذه الكائنات الدقيقة تقوم بالتغذية على الطعام الذى يتناوله الطفل، كما أن بعض هذه الميكروبات يتغذى على الدم، مما يؤدى إلى عدم استفادة الأطفال من الطعام الذى يتناولونه. وتنصح الدكتورة سحر بأن تهتم الأمهات بتقديم غذاء متوازن يحتوى على مختلف العناصر الغذائية مثل، الفيتامينات المتوفرة فى الخضراوات والبروتينات المتوفرة فى اللحوم والطيور والبيض، وكذلك السكريات فى المربى. سوء التغذية ينهك جسد الطفل ويقلل من مناعة ومقاومة الجسم للأمراض خاصة المعدية.
