علقت صحيفة هاآرتس الإسرائلية على تصريحات الدكتور محمد البرادعى، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنتهية ولايته، التى قال فيها إنه لا يستبعد ترشيحه لانتخابات الرئاسة فى مصر بشرط ضمان نزاهتها"، بأنه ليس صديقًا مفضلا لإسرائيل. ويذكر زيفى بارئيل، كاتب المقال، أن إسرائيل عارضت إعادة ترشيح البرادعى نفسه على رأس الوكالة الذرية، ويقول عندما كان فى خضم السباق لإعادة انتخابه لفترة ثالثة بذلت إسرائيل جهودا ضخمة من أجل إقناع الولاياتالمتحدة بأنه "لين للغاية" فى تعامله مع البرنامج النووى الإيرانى، وأنه يجب العثور على شخص آخر أكثر صرامة، مشيراً إلى إدارة جورج بوش الأمريكية لم تكن فى حاجة إلى إقناع إسرائيل، لكنها وافقت فى النهاية على إعادة انتخابه، وبعد عدة أشهر حصل البرادعى على جائزة نوبل للسلام، ولكنه لم يحصل على ثقة إسرائيل أو الولاياتالمتحدة. وقالت الصحيفة إنه فى هذا الشهر ستنتهى فترة البرادعى الأخيرة فى الوكالة الدولية ليحل محله اليابانى يوكيا أمانو، إلا أن الدبلوماسى المصرى والخبير النووى لا يعتزم الاعتزال الآن، فبعد 12 عاما من النشاط المكثف الذى تضمن دراسة البرامج النووية لكل من ليبيا وكوريا الشمالية إيران والعراق، فإنه يستعد بجدية فى الترشح للانتخابات الرئاسية بشرط وجود ضمانات أن تكون هذه الانتخابات حرة ونظيفة وشفافة. وتحدث الكاتب عن الجدل الذى تشهده مصر هذه الأيام حول انتخابات الرئاسة على الرغم من أنها ستجرى فى 2011، وأشار إلى مبادرة هيكل لإنشاء مجلس من الخبراء لوضع الأسس الديمقراطية لمصر، ورأى هيكل أن البردعى سيكون عضواً جديراً فى هذا المجلس المهم. ولم يقرر البرادعى ما إذا كان سيترشح كمستقل أم تحت مظلة أحد أحزاب المعراضة، كما أنه لم يتضح بعد مقصده من "انتخابات حرة ونظيفة"، فهل يقول إن الانتخابات السابقة لم تكن حرة ونظيفة؟ على أية حالة ليس هناك حاجة للانتظار للحصول على تفسير لفهم مدى انتقاد البرادعى للنظام المصرى. والحجر الذى ألقاه البرادعى فى المياه الراكدة خلق تموجات قوية داخل المجتمع السياسى فى مصر، فجماعة الإخوان المسلمين أعلنت أنها لن تدعمه، وبعض مؤسسات اليسار تعتقد أنه ليس لديه خبرة فى التعامل مع الحكومة والمشاكل السياسية والاقتصادية الضخمة التى تعانى منها البلاد. ومع ذلك، فإن حركة كفاية قررت أن تدرس تقديم الدعم للبرادعى. ولم يصدر أى رد فعل على تصريحات البرادعى من قبل الحزب الوطنى الحاكم الذى لا يزال يدعم جمال مبارك كمرشح وحيد، على حد زعم الكاتب. واختتم الكاتب تعليقه قائلاً إن هؤلاء الذين عارضوا البرادعى فى منصبه كمدير للوكالة الدولية للطاقة سيبتهجون: إذا أصبح رئيساً لمصر.