كارثة بيئية تهدد حياة 200 ألف مواطن من سكان مدينة قويسنا بمحافظة المنوفية، نتيجة تلوث مياه الترع والمصارف بمخلفات الصرف الصحى والصناعى، حيث يقوم أكثر من 150 مصنعاً بالمنطقة الصناعية بقويسنا و25 قرية بإلقاء مخلفاتها فى الترع والمصارف التى يتم رى الأراضى الزراعية بها لتنتقل الملوثات بما تحتويه من معادن ثقيلة للمحاصيل الزراعية مسببة تزايد أعداد الإصابة بالسرطانات والفشل الكلوى. الأكثر خطورة مما سبق اعتماد أكثر من 100 مزرعة سمكية على مياه الترع والمصارف فى تربية الأسماك، خاصة مع قيام 450 جرار كسح بإلقاء مياه طرنشات المنازل داخل هذه الترع والمصارف، خاصة على مصرف الخضراوية الذى يعد من أكبر المصارف الموجودة بالمنوفية، ومصرف ميت خلف بشبين الكوم ومصرف الفرعونية بمنوف وميت خاقان ومصرف مليج وعدة مصارف أخرى ببركة السبع وتلا والسادات وأشمون. من جانبه انتقد طارق الحداد عضو مجلس محلى مركز قويسنا، قيام أهالى أكثر من 25 قرية بإلقاء مياه الصرف الصحى الخاصة بمنازلهم فى الترع، خاصة ليلاً بواسطة الجرارات، ورغم تغريم السائقين العديد من المخالفات المالية، إلا أنهم ما زالوا يلوثون الترع. الخطورة فيما سبق يكشفها طلب الإحاطة الذى تقدم به الحداد متضمناً وجود أكثر من 25 مزرعة أسماك بقرى المدينة يمتلكها كل من عطية زهرة وإبراهيم الدسوقى وجمال عامر من قرية مسجد الخضر ولهم 3 مزارع داخل مصرف أسطنها، بالإضافة إلى وجود 7 مزارع داخل مصرف الخضراوية بكل من قريتى أجهور الرمل وعرب الرمل يمتلكها محمد خطاب وعبد الحفيظ الغطاوى وجمعة حافظ وعفيفى دياب ومحمد عبد الحميد وحسنين عبد المنعم ومحمد عبد العظيم، كما توجد 5 مزارع أخرى فى مصرف مسجد وصيف يمتلكها السيد سلامة وشحتة طنطاوى وعلى خليل ولطفى الفارسى ومحمد العزب علاوة على وجود 5 مزارع أخرى داخل مصرف بأجهور وأصحابها هم على ماضى وعبد التواب موسى وصبحى الحنفى وسلامة عبد الغنى وعادل إبراهيم، وكذلك مزرعة أخرى بمصرف أبنهس لصاحبها إمام الصياد، بالإضافة إلى العديد من المزارع الأخرى التى يتم فيها تربية الأسماك على مياه الصرف الصناعى والصحى. ويضيف ماهر شندى سالم رئيس المجلس الشعبى المحلى لمركز قويسنا، أن مسئولى الزراعة بالمدينة قدموا مستندات تؤكد تعاقد أصحاب تلك المزارع مع مديرية الزراعية لإنشاء تلك المزارع داخل المصارف، وهو ما وصفه بالكارثة البيئية التى تهدد بإصابة أكثر من 200 ألف مواطن من سكان مدينة قويسنا بالأمراض الفتاكة. وأشار شندى إلى أنه تم تشكيل لجنة من الرى والزراعة وأعضاء المجلس المحلى لمركز قويسنا للمرور على تلك المزارع وحصرها تمهيداً لإصدار قرار بإزالتها فوراً وتحويل أصحابها إلى النيابة العامة. ويقول المواطن سعيد السيد المليجى، إن الرى بمياه الترع تسبب فى بوار أكثر من 15 فداناً، خاصة فى محصولى البرسيم والقمح الموسم الماضى بسبب تلوث مياه الترع بالصرف الصحى والصناعى، حيث فوجىء المزارعون بتحول محاصيلهم من اللون الأخضر للأسود بعد رى الأراضى بمياه الترع. وتشير كوثر عبد الواحد غنيم ربة منزل، إلى أن معظم الأسماك التى يتم شراؤها من الباعة المتجولين بالقرى، والتى يتم تربيتها داخل هذه المزارع السمكية نجدها فى حالة تعفن شديد ورائحتها كريهة، مطالبة بتعقب أصحاب الجرارات التى تلقى المياه الملوثة داخل الترع، خاصة فى فصل الصيف، حيث تتضاعف الروائح الكريهة منها. وبمواجهة المهندس محمود عبد الستار مدير عام رى المنوفية بما سبق قال لليوم السابع إن المهندس سامى عمارة محافظ المنوفية أصدر أوائل الشهر الجارى قراراً بحظر رى الأراضى الزراعية بمياه الصرف الصحى والصناعى وإزالة جميع ماكينات الرى الموجودة على تلك المصارف وتحرير محاضر فورية لأصحابها، مشيراً إلى أنه يتم حالياً التنسيق مع مديرية الزراعة لإنهاء تعاقدات تلك المزارع وحظر تربية الأسماك داخل مصارف المنوفية حفاظاً على الصحة العامة ومصادرة أى معدات يتم استخدامها فى هذه الأغراض ومعاقبة أصحاب المصانع والجرارات المخالفة بغرامة مالية قدرها 10 آلاف جنيه. فهل تكثف المحافظة جهودها وتشدد مراقبتها للمصانع لوقف مسلسل تلويث المياه المتكرر، قبل أن تضطر إلى إنفاق المزيد من الأموال لعلاج مواطنيها؟.