"كن معنا أيها العربى لتصبح ياباناً جديداً"، "جروب" جديد على "الفيس بوك" يحاول محاولة جادة، كما يصفها، لتغيير المجتمع، ويدعو الجميع إلى أن يبدأ بنفسه ويتخذ من اليابانيين قدوة، يقول علاء علام مؤسس الجروب: "أتمنى ألا نقول أصبنا بإحباط شديد من رؤية ما وصل إليه اليابانيون، ولكن ينبغى أن نقول لدينا أمل كبير فى أن نصل إلى ما وصل إليه اليابانيون، فهم بشر مثلنا، وكما وصلوا فسيمكن أن نصل، وأتمنى ألا نقول إن السبب هو الآخر، فالشعب يلوم الحكومة والحكومة تلوم الشعب، فلماذا لا نبدأ بأنفسنا، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالشعب راع ومسئول والحكومة راعية ومسئولة وكل إنسان مسئول عما هو فيه من موقع فى أهله أو وزارته أو وظيفته أو مدرسته، أتمنى ألا نقول لهم الدنيا ولنا الآخرة، ولكن أن نقول فلتكن لنا الدنيا والآخرة، معا كما كانت لأسلافنا فقد جمعوا بين العزة والتطور فى الدنيا". أمنيات مؤسس "الجروب" السابقة يشاركه فيها أكثر من 2000 شخص هم أعضاء "الجروب"، وفى محاولاته للإقناع بالفكرة يحكى علاء للأعضاء بعض القصص اليابانية التى تدعو المجتمع إلى استخدام العقل الذى سيؤهلنا إلى التقدم بمجتمعنا كما يقول، فيحكى قصة عن مصنع صابون يابانى كانت تواجهه مشكلة كبيرة وهى أن تغليف الصابون وتعليبه ووضعه فى كراتين كان يحدث بشكل آلى أيضاً، وكانت المشكلة تحدث عندما يحدث عطل بالآلة، فتخرج بعض كراتين الصابون فارغة تماماً وسط بضعة كراتين معبأة بالصابون، مما يعرض المصنع إلى أزمة كبيرة، ولحل المشكلة اقترح البعض أن يتم الكشف على الكراتين بأشعة إ"كس"، ولكنهم وجدوا أنها طريقة مكلفة اقتصادياً، وهكذا كان الجميع فعال ومشارك وإيجابى، ويحاول التوصل إلى حلول، حتى اقترح عامل بسيط أن يضعوا مروحة عملاقة تضرب بهوائها فى الكراتين فيطير الفارغ منها. ويقول علاء علام: "عشان كده الناس فى الدنيا صنفين، صنف يستجيب للمشاكل ودول ناس بتقعد تبحث عن الظروف السيئة اللى بتحصل عشان يبقى عندهم مبررات وشماعة يعلقوا عليها ظروفهم، وناس تانية بتصنع الظروف، والناس دول هما الإيجابيين وهما اللى بيفكروا بإيجابية وهما اللى بيغيروا مجتمعتهم وهما اللى بيبقوا بذرة صالحة جوه المجتمع". ومن الموضوعات التى تمت مناقشتها فى "الجروب" موضوع بعنوان "حاجة واحدة بس"، وتقول نورا القاضى: "أنا لما ركزت مع اليابانيين لقيتهم بيتقدموا علشان حاجة واحدة بس وهى الاحترام، ليه الاحترام؟ لأن لو فعلا أى إنسان بيحب إنه يكون محترم بتلاقيه دايماً نظيف ومرتب ومحافظ على مظهره، فأكيد الناس دى بتحترم نفسها أوى بدليل إنها استمرت ونهضت ببلادها، و لسه محافظة على تقاليد من مئات السنين برغم اللى اتعرضتله البلد من محن كتيره أوى، مش احنا اللى بقينا كل واحد عايز يبقى زى ما بيقول معظم الناس دلوقتى خليك مع نفسك". وعلى هذا المنوال يناقش "الجروب" أفكاراً كثيرة منها المواصلات العامة وقيمة المحافظة على النظافة، والسعى إلى تحقيق الكمال فى العمل، والتخلى عن فكرة يأس المجتمع فى التغيير، فهل نستطيع بالفعل أن نصبح يابانا جديدا؟.