وصفت شبكة بلومبرج إقدام المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين على سحب سفرائهم من قطر، إعتراضا على أسلوب تدخلها فى الشئون الإقليمية، بالخطوة غير المسبوقة التى أغضبت الأسواق الإقليمية على إثر مخاوف حيال التوترات داخل مجلس التعاون الخليجى. وأشارت الشبكة الإخبارية الأمريكية إلى أن قرار الدول الثلاث جاء عقب اجتماع لوزراء خارجيتهم فى الرياض، أمس، حيث فشلوا فى إقناع قطر لوقف دعم أى شخص يهدد أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجى. وأضافت أن الدول الخليجية طالما انتقدت دعم الدوحة لجماعة الإخوان المسلمين، والنأى بنفسها عن الحملة المشتركة ضد التنظيم الإسلامى. لكن هذا النزاع بين دول مجلس التعاون الخليجى يهدد بتقويض الجهود الرامية إلى إدماج اقتصادات دول المجلس. وتابعت أن التحالف، الذى تأسس عام 1981، كان بطيئا فى دمجه، وتم تأجيل خطط بشأن الاتحاد الجمركى والعملة الموحدة بسبب التناحر على السياسات الإقليمية. وقال تيودور كاراسيك، مدير الأبحاث فى معهد التحليل العسكرى للخليج والشرق الأدنى، أن الخطوة تستهدف الدعم القطرى المستمر لجماعة الإخوان المسلمين. مضيفا أن أعضاء وأنصار الجماعة يشنون إنتقادات على دول مجلس التعاون الخليجى من الدوحة. وفى أعقاب قرار الدول الخليجية الثلاث، تراجع مؤشر البورصة القطرية بنسبة 2.1%، وهو التراجع الأكبر منذ أغسطس الماضى. وتشير بلومبرج أن قطر هى الدولة الخليجية الوحيدة التى دعمت جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وأغدقتهم بمليارات الدولارات من المساعدات عندما كان محمد مرسى فى السلطة. وتضيف أن منذ سقوط مرسى فى يوليو الماضى، أعادت مصر أموال المساعدات القطرية، بينما تعهدت السعودية والإمارات والكويت بمنح القاهرة مساعدات تصل إلى 15 مليار دولار. وفيما رفضت الخارجية القطرية التعليق على قرار سحب السفراء، أعرب ياسر أبو شبان، المدير التنفيذى لبنك "PJSC" للإستمثار فى دبى، عن آمله أن يكون الأمر عابر ومؤقت. وأضاف: "ليس من الواضح بعد تأثير القرار على علاقة قطر بباقى دول مجلس التعاون الخليجى على المدى الطويل، لكن قد يكون لذلك أثاره على الاستثمار فى الأسواق القطرية". وتفاقمت التوترات داخل مجلس دول التعاون الخليجى، المكون من ستة دول، الشهر الماضى، إذ أصدرت الإمارات رسالة احتجاج ردا على انتقادات الداعية القطرى يوسف القرضاوى، الذى تربطه علاقات وثيقة بالعائلة المالكة القطرية ويعد الزعيم الروحى لجماعة الإخوان. كما استدعت مصر، الشهر الماضى، القائم بالأعمال القطرى للمطالبة بتسليم الإسلاميين، المتورطين فى قضايا جنائية، الفارين إلى الدوحة. وقال السفير بدر عبد العاطى، المتحدث باسم الخارجية المصرية، لبرومبرج عبر الهاتف، إن قرار سحب السفراء يعكس إصرار الجانب الآخر، فى إشارة إلى قطر، التدخل فى الشئون الداخلية لبلدان المنطقة.