جيروزاليم بوست: حكم حظر حماس لن يضر بالحركة.. قرار المحكمة مسار جديد فى نعش علاقة مصر بحكام غزة.. ويضر بدور القاهرة فى الوساطة بين فلسطين وإسرائيل

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن محللين فلسطينيين استبعدوا أهمية صدور حكم قضائى فى مصر بمنع أنشطة حركة حماس فيها، وقالوا إن هذا الحكم لن يقوض على الأرجح موقف الحركة الإسلامية التى تحكم قطاع غزة، فى حين رأى آخرون أن الحكم ربما يكسب "حماس" مزيدا من التعاطف بين الفلسطينيين والعرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحكمة أصدرت حكما بحظر أنشطة حماس فى مصر، لكن لم يصل إلى حد إعلانها جماعة إرهابية مثلما حدث مع الإخوان المسلمين.
وتابعت الصحيفة قائلة، إنه فى ظل حقيقة أن حماس ليس لها تمثيل رسمى أو أنشطة فى مصر، فمن الصعب معرفة مدى تأثير هذا القرار على الحركة. وقال موسى أبو مرزوق، القيادى بحركة حماس الذى يعيش فى القاهرة إن الحركة ليس لها أى تنظيمات أو جماعات أو اتحادات أو معاهد.
فضلا عن ذلك، فإن حقيقة أن الحكم صادر عن محكمة وليس الحكومة، يدل على أن السلطات المصرية لم تقرر بعد قطع كل الجسور مع حماس.
واستبعد محللون فلسطينيون إمكانية أن يضر الحكم بالموقف الإنسانى والاقتصادى فى قطاع غزة، وقال هانى البسوس لوكالة معا الفلسطينية إنه لا يتوقع أن تفرض مصر قيودا إضافية جديدة على سفر الفلسطينيين من قطاع غزة فى أعقاب قرار المحكمة. وأشار إلى أن معبر رفع مغلق على أى حال معظم لوقت منذ عزل محمد مرسى.
وأوضحت جيروزاليم بوست، أن حكم المحكمة لم يفاجئ حماس أو الفلسطينيين الآخرين، فالعلاقات بين مصر والحركة الإسلامية تدهورت سريعا منذ عزل مرسى، فحماس التى لاقت ترحيبا هائلا أثناء حكم مرسى، أصبحت الآن ممنوعة من دخول مصر. وكانت مصر قد دمرت على مدار الأشهر القليلة الماضية أنفاق التهريب عبر الحدود مع غزة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية فى القطاع.
واعتبرت الصحيفة أن حكم المحكمة بمثابة مسمار جديد فى نعش العلاقات بين مصر وحماس، وقالت إن المصريين لم يعد لهم أى نفوذ على حماس التى يعتبرونها حركة معادية، وتهديدا لأمنهم القومى.
وعن تداعيات القرار، قالت الصحيفة إن المصريين لم يعودوا قادرين على القيام بدور الوساطة لو حدث ودخلت حماس وإسرائيل فى جولة جديدة من العنف، كما أن مصر لم تعد قادرة على الوساطة بين فتح وحماس، بما يعنى انتهاء حلم الفلسطينيين لتحقيق الوحدة بين الفيصلين المتعاديين.
ويبدو أن فتح وقادتها فى رام الله هم الطرف الوحيد الذى يرى حكم حظر حماس من مصر على أنه خطوة إيجابية. ولم يخف عدد من كبار قادة فتح رضاهم عن القرار المعادى لحماس، وأعربوا عن أملهم بأن يقصر من أيام حماس فى الحكم فى غزة.