على مدى التاريخ الإسلامى , كان يوم الجمعة هو يوم عيد للمسلمين, حيث يذهب المسلمون إلى الصلاة متزينين بأجمل الملابس والعطور, حيث يأخذ الأب ابنه ليعلمه الصلاة وحب زيارة المسجد, وحيث يلتقى المسلمون فى صفوف تملأ المساجد وتفيض بها الشوارع، حيث يخطب فيهم الإمام, ويعلمهم حسن الخلق وكيفية تعامل الرسول والأنبياء مع أعدائهم وأصدقائهم، وكيف أنهم اكتسبوا حب الناس بحسن الخلق والكلام الطيب وذكر الله وتقوية إيمانهم وأكثر ما كان يعلمنا رسول الله هو التسامح فيما بيننا والغفران والعفو. إنه حقًا يوم من أجمل أيام الإنسان, ففيه نلتقى بالأصحاب والأهل والجيران وأحيانا لا نراهم إلا فى هذا اليوم, وهناك من يعطى أصحابه ميعادًا بعد الصلاة ليلتقوا ليقرروا كيف سوف يقضون هذا اليوم، حيث ينتظره الجميع لما فيه من راحة بعد عناء أسبوع من العمل, وهناك من ينتظر هذا اليوم ليروح عن نفسه وأسرته وأولاده ليأخذهم بعد الصلاة للتنزه أو السفر وكم اشتقت لمثل هذا اليوم الجميل الذى يعيد لنا الحياة كى نتحمل مشاقة عمل أسبوع جديد أنها سعادة للجميع ويوم عيد للمسلمين, فى السابق كانت الرحلات المدرسية فى أيام الجمعة، وذلك لأنه يوم عطلة وزحمة المواصلات قليلة والكل آمن على أولاده مرحبين بسفرهم مع أصدقائهم والسعادة تملأ وجوههم. بعد ثورات المسماة بالربيع العربى, قام أعداء الإسلام بحث الناس على أن يكون يوم الجمعة الذى يمثل عيدًا للمسلمين أن يكون يومًا للمظاهرات, فوجدنا أن كل من يهدد أو يتوعد أو يرهب البشر كان يتوعدهم يوم الجمعة، فجعلوا أيام الجمعة هى أيام الموت والدمار والتخريب والحرق وعدم الأمان والخوف من الزمان والمكان, أنه يوم تقشعر منه الأبدان, ويا حسرتاه على مسلمين هددوا السلم العام وأشاعوا الرعب بين المسلمين باسم الدين فكانت أيام الجمعة تسمى بأسماء فيها من الكره والدمار وغير ذلك ومنها (جمعة الغضب) – (جمعة الزحف) – (جمعة الرحيل )- (جمعة قندهار) وغيرها الكثير والكثير. وبعد إزاحة الرئيس السابق محمد مرسى من الحكم, عكف أنصاره على تهديد وترويع المسلمين والشعب المصرى بأكمله كل يوم جمعة بحرق وتدمير وتخريب ومظاهرات هنا وهناك غير مبالين بقدسية يوم الجمعة ولما له من مكانة عند الله وعند المسلمين, فلا يكاد يمر يوم جمعه إلا وكان هناك قتيل أو مصاب أو دمار أو مظاهرة تزعج الناس وترعبهم داخل بيوتهم, وهناك أمهات أصبحت تقلق على أبناءها من مظاهرات هؤلاء القوم , فأصبح يوم الجمعة هو البقاء فى المنزل وعدم الخروج وأصبحت هناك مناطق فى مصر تشهد مظاهرات أسبوعية فى نفس المكان, ومنها الإسكندرية قبلة السياح المصريين وخاصة يوم الجمعة وفى الصيف عمومًا, فنسمع عن أحداث يوم الجمعة فى الإسكندرية فيمتنع البعض عن الذهاب خشية تعرضه أو تعرض أبنائهم لسوء. لقد سرقوا منا يوم الجمعة فهل نتركه لهم يهددوننا فيه بمزيد من المظاهرات والقنابل والقتل وقطع الطرق وتدمير الأملاك الخاصة والعامة, وضرب الاقتصاد الداخلى والخارجى, ما يفعلوه ضد الدين والوطن والعقل ونسوا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم « لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا»، وقال أيضًا (( مَنْ أَشَارَ إلى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ )) يعرفون أن هذا كلام رسول الله ويحفظونه ولكن لا يعملون به. حفظ القرآن والحديث يثاب عليهما المرء إذا عمل بهما يوم الجمعة ملك للمسلمين وليس حكرًا على الملائكة لعنت من أشار على أخيه بحديدة، فما بالك بمن ضربه برصاصة أو قنبلة!