لوفيجارو: أكبر مساجد فرنسا يرى النور 2011

فى مدينة مارسيليا

حصل أخيرا مشروع إقامة أكبر مساجد فرنسا بمدينة مارسيليا على تصريح البناء، مما يعنى أنه قد حقق خطوة رمزية، بعد أن كان يلقى معارضة من عمدة المدينة، كما ذهبت صحيفة "لوفيجارو".
تقول الصحيفة إن الجالية الإسلامية قد تمكنت أخيرا من الحصول على إذن بناء مسجد مارسيليا من عضو مجلس الشيوخ ورئيس بلدية المدينة، جان كلود جودين، الذى كان يعارض فى البداية هذا المشروع، ولكنه أشار فى عام 2001 إلى أنه لا يستطيع أن يحرم 200 ألف مسلما فى مارسيليا، أى ربع السكان، من مكان لائق للعبادة.
وعلى الرغم من أن اليمين المتطرف قد جعل من معارضته الكلية لهذا المسجد الضخم قضيته الرئيسية، إلا أن جان كلود جودين "كان أول من قال: أريد مسجدا للمسلمين فى مرسيليا"، كما يذكر رئيس جمعية مسجد مرسيليا، الشيخ نور الدين، والذى يعرب عن فرحته قائلا "إنه ليوم عظيم يحمل شهادة ميلاد مسجدنا، وعلينا نحن العمل على أن يكبر". فقد شجع جودين على جمع جالية متفرقة فى جمعية واحدة تدير حاليا ملف مسجد مارسيليا، حيث تمنحها المدينة اليوم عقد إيجار وتصريح للبناء.
وتذكر الصحيفة أن المسلمين فى مدينة مارسيليا يمكنهم الآن الشعور بالفخر بعد حصولهم على هذا المكان الواسع والجميل لإقامة مسجد ضخم، بعد أن كانوا يصلون فى 63 مكانا متفرقا للعبادة، وغالبا ما كانت تلك الأماكن فى الطوابق الأرضية من المساكن ذات الإيجار المتوسط أو فى صالات صغيرة فى أحياء المدينة.
إذ تصل مساحة الأرض الذى يتم بناء المسجد فوقها إلى 8600 متر مربع، مما يتيح الفرصة لإقامة قاعة كبيرة للصلاة، وأيضا مدرسة دينية ومكتبة ومطعم ومدرج.
وتضيف الصحيفة أن المبنى سيكون مغطى بالزجاج البلورى والحجر الأبيض المستخدم فى بناء البيت الأبيض وجسر التنهدات فى مدينة فينيسيا. كما تبلغ مساحة قاعة الصلاة، التى ستكون واحدة من أكبر قاعات الصلاة فى أوروبا، 500 3 متر مربع لاستيعاب 000 7 مصلٍ. بالإضافة إلى أن ارتفاع المئذنة سيصل إلى 25 مترا، ينبثق منها الضوء، وسيكون الأذان للصلاة داخل المبنى فقط.
بيد أنه لا يزال هناك العديد من الخطوات التى يتعين القيام بها لتحقيق هذا المشروع الضخم، وأهمها توفير مبلغ 22 مليون يورو اللازم لبنائه. وبهذا الصدد يقول نور الدين واثقا: "هناك ما يقرب من خمس عشرة دولة غنية أكدت لنا دعمها بهذا الشأن. والآن وقد أصبح لدينا رخصة البناء، سوف نكون قادرين على المضى قدما". وقد بدأ بالفعل إطلاق اكتتاب عام. ومن المقرر إرساء حجر الأساس فى 21 أبريل 2010، وافتتاح المسجد فى العيد فى نوفمبر 2011.
من ناحية أخرى، تشير الصحيفة إلى أن المعارضين لبناء المسجد لم يستسلموا بعد، لاسيما وأن الجبهة الوطنية، التى هاجمت عقد الإيجار، قد تقدمت باستأنف، كما أعلنت رابطة الجنوب من جانبها تقديم طعنا جديدا، حيث يقول رونالد بيردومو، محامى الرابطة: "إن قيمة الإيجارالمنخفضة جدا تعادل المساعدات التى تقدم للبناء، وهو ما يتعارض مع قانون العلمانية. لا يوجد إذا أى سبب لمنح عقد إيجار. وبما أن عقد الإيجار باطل، فمن ثم تعتبر رخصة البناء هى أيضا باطلة".
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.