ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن خلافا بدأ يظهر مساء أمس الاثنين، بين الولاياتالمتحدة وأوروبا حول كيفية معاقبة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بسبب احتلاله شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا، وسط مقاومة من العواصم الأوروبية لدفع واشنطن باتجاه فرض عقوبات شديدة. وقالت الصحيفة – فى سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكترونى – إنه فى ظل دفع الأمريكيين بدعم أجزاء من شرق أوروبا من أجل إجراءات تأديبية ضد موسكو، انقسم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى إلى صقور وحمائم وفضلوا بدلا من ذلك إتباع الوساطة ومراقبة الوضع فى أوكرانيا ومقاومة فرض حزمة عقوبات قوية ضد روسيا. وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض أعلن أنه بصدد تعليق العلاقات العسكرية والتنسيق بشأنها مع روسيا بما يشمل أنشطة ثنائية مثل التدريبات وزيارات الموانئ، فيما قال الرئيس باراك اوباما إن البيت الأبيض يبحث سلسلة كاملة من الخطوات الاقتصادية والدبلوماسية التى ستعمل على عزل روسيا وسيكون لها تأثير سلبى على الاقتصاد الروسى ووضعها فى العالم. غير أنه فى اجتماع طارئ ببروكسل عارض وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا مطالبات بفرض عقوبات تجارية على روسيا واقتصروا على مناقشة تجميد للمحادثات طويلة الأمد مع روسيا بشأن تحرير تأشيرات الدخول والذى كان من شأنه تيسير دخول المواطنين الروس إلى أوروبا، وهددت واشنطن بإخراج روسيا من مجموعة الثمانى التى تضم الاقتصاديات الرئيسية فى العالم لكن برلين عارضت ذلك. ورأت الصحيفة أن بريطانيا كغيرها من دول الاتحاد الأوروبى، وخاصة ألمانيا التى تحصل على نحو 40% من غازها ونفطها من روسيا، مترددة فى تبنى إجراءات قد تضر بتعافيها الاقتصادى الذى لا يزال هشا. وأوضحت الصحيفة أن مزيدا من النقاش حول عقوبات الاتحاد الأوروبى سينتظر على الأرجح حتى انعقاد قمة طارئة لزعماء الاتحاد فى بروكسل بعد غد الخميس. ونوهت الصحيفة إلى أن المرشح الرئاسى السابق فى الولاياتالمتحدة، السناتور جون ماكين، أعرب عن إحباطه من الموقف البريطانى حيث قال "تتجاهل الدول الأوروبية دروس التاريخ"، وبسؤال ماكين حول ما إذا كان من الصحيح تفادى مثل تلك العقوبات أم لا، قال "بالطبع لا. أنا لست مندهشا لأكون صريحا للغاية معكم. إننى محبط لكن غير مندهش". وأضاف السناتور الأمريكى أن الموقف الحالى هو نتيجة لخمسة أعوام من العلاقات الساذجة مع روسيا، وقال ماكين "إذا قرر الأوروبيون أن الاعتبارات الاقتصادية مهمة بشكل أكبر من فرض عقوبات قوية على فلاديمير بوتين – وهو ما تستنبطه من بيان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم – فإنهم حينئذ يتجاهلون دروس التاريخ" مقارنا بذلك بين تصرفات بوتين حاليا بتلك الأفعال الخاصة بهتلر عام 1938.