سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اليوم.. ذكرى نشر أول صورة فى الصحف عام 1880.. نرصد رحلة الصورة الصحفية حتى أصبحت ب 1000 كلمة.. ورئيس شعبة المصورين الصحفيين يتحدث عن أبرز اللقطات فى مصر والعالم
فى مثل هذا اليوم "4 مارس" من العام 1880 نشرت أول صورة صحفية فى العالم فى صحيفة "ذا دايلى جرافيك" بنيويورك، ومن يومها كتبت شهادة ميلاد الصحافة المصورة التى كان لها دور كبير فى تغيير وجه العالم. بفضل الابتكارات التى شهدها مجالات الطباعة والتصوير فى الفترة ما بين 1880 و،1897 أصبح بالإمكان إرفاق الصورة مع الخبر لمزيد من التوضيح، وكان ذلك يتم فى البداية بطرق بدائية تستهلك وقتا طويلا ومجهودا كبيرا قبل أن تختصر التكنولوجيا الحديثة المعاناة اليومية، وتيسر الأمر على صناع الصحافة بما يمكنهم اليوم من عمل مواقع مخصصة للصورة الصحفية تحدث محتواها بين دقيقة والثانية، فمنذ 15 عامًا فقط، كان المسح الضوئى لصورة ملونة واحدة ونقلها من مكان بعيد إلى مكتب إخبارى لطباعتها يستلزم نحو 30 دقيقة، أما الآن، فيمكن للمصور الصحفى الذى يحمل كاميرا رقمية وهاتفًا محمولاً وكمبيوتر محمولاً إرسال صور عالية الجودة فى دقائق، بل وثوانٍ، بعد وقوع الحدث. كما تسمح الهواتف المزودة بكاميرات واتصالات الأقمار الصناعية بنقل الصور من أية بقعة تقريبًا على الأرض. بدايات رحلة الصحافة المصورة وصولا لعصرها الذهبى فى يوم 4 مارس 1880، نشرت صحيفة "ذا دايلى جرافيك" بنيويورك أول صورة إخبارية تُنتَج باستخدام تقنية الصوغ النصفى (بدلاً من النقش)، وفى عام 1897، صار من الممكن إنتاج صور الصوغ النصفى بآلات الطباعة التى تعمل بكامل سرعتها، ورغم هذه الابتكارات، ظلت هناك قيود، واستمر استخدام النقش فى العديد من الأخبار المثيرة المنشورة بالصحف والمجلات فى الفترة ما بين 1897 و1927، وفى عام 1921، مكّن ابتكار الصور السلكية نقل الصور بنفس سرعة انتقال الأخبار ذاتها تقريبًا. لكن لم تتهيأ جميع العناصر لما يُعرَف باسم "العصر الذهبى" للصحافة المصوَّرة سوى بابتكار كاميرا ليسا التجارية المزودة بفيلم 35 ملم فى عام 1925، وأولى مصابيح الفلاش فى الفترة ما بين 1927 و1930. فى "العصر الذهبى" للصحافة المصوَّرة (فى الفترة من الثلاثينيات إلى الخمسينيات من القرن العشرين)، حظيت بعض المجلات بقاعدة عريضة من القراء وشهرة واسعة، ويرجع الفضل الأساسى فى ذلك إلى استخدام هذه المجلات والصحف للتصوير الفوتوغرافى كما ذاع صيت مصوّرين من أمثال روبرت كابا، ورومانو كاجنونى، وألفريد آيسينشتيت، ومارجريت بورك وايت، ودابليو يوجين سميث. انتهى العصر الذهبى للصحافة المصوّرة فى السبعينيات عندما توقف نشر مجلة "لايف" وغيرها من مجلات الصور الأخرى. توصلت تلك المجلات إلى أنه ليس بوسعها منافسة وسائل الإعلام الأخرى من حيث استقطاب أموال الإعلانات اللازمة للحفاظ على انتشارها على نطاق واسع وتغطية تكاليفها المرتفعة. لكن تظل حقيقة أن تلك المجلات علّمت الصحافة الكثير من الأمور عن المقالات المصوّرة وفعالية الصور الثابتة. روابط المصورين حول العالم فى عام 1947، أسس قلة من المصورين المشهورين الوكالة التعاونية الدولية للصور الفوتوغرافية ماجنوم فوتوز. وفى عام 1989، تأسست مؤسسة كوربيس؛ وفى عام 1993، تأسست وكالة جيتى إيميدجز. وهذه المكتبات المذهلة تبيع حقوق الصور الفوتوغرافية وغيرها من الصور الثابتة. لقد كان الاتحاد الدانماركى للمصورين الصحفيين أول منظمة قومية لمصورى الصحف فى العالم. تأسس هذا الاتحاد فى عام 1912 فى كوبنهاجن بالدانمرك على يد ستة مصورين صحفيين. ويضم حاليًا ما يزيد عن 800 عضو. تأسست الرابطة القومية للمصورين الصحفيين (NPPA) فى عام 1946 فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويبلغ عدد أعضائه حوالى 10000 عضو. ومن بين المؤسسات الأخرى بأنحاء العالم "الرابطة البريطانية للمصورين الصحفيين" التى تأسست فى عام 1984، وأُعيد تدشينها فى عام 2003، وتضم الآن حوالى 450 عضوًا. هناك كذلك رابطة هونج كونج للمصورين الصحفيين (1989)، ورابطة شمال أيرلندا للمصورين الصحفيين (2000)، وغيرها من الروابط. جوائز الصور الصحفية تمنح المنظمات الإخبارية وكليات الصحافة العديد من الجوائز المختلفة للمصورين الصحفيين. منذ عام 1968، مُنِحت جوائز بوليتزر للفئات التالية من الصحافة المصورة: "تصوير المقالات الخاصة"، و"تصوير أهم الأخبار". من بين الجوائز الأخرى أيضًا "وورلد بريس فوتو"، و"بيست أوف فوتوجورناليزم" و"بيكتشرز أوف ذا يير"، إلى جانب "بريس فوتوغرافيرز يير" بالمملكة المتحدة. صور تركت بصمات فى مصر والعالم يتحدث رئيس شعبة المصورين بنقابة الصحفيين حسام دياب عن أبرز الصور التى تركت بصمات فى مصر والعالم ل "اليوم السابع"، قائلا: "الصورة بدأت تأخذ أهميتها فى الصحافة منذ عام 1880 حين نشرت أول صورة يوم 4 مارس فى صحيفة "ذا دايلى جرافيك" فى أمريكا، ولم يتأخر ظهور الصورة فى الصحافة المصرية ففى العام التالى نشرت أول صورة صحفية فى مصر فى جريدة توقف إصدارها". وبحسب ما يقول دياب: "كان الأرمن محتكرين التصوير الصحفى فى مصر فى البدايات وكانت الصحف تتعامل مع مكاتب التصوير التابعة لهم قبل أن ينشىء المصور المصرى محمد يوسف أول قسم تصوير بالشكل المتعارف عليه حاليا داخل صحيفة أخبار اليوم، والذى اعتبره أب التصوير الصحفى فى مصر، وقد حصل على 3 أوسمة من عبد الناصر والسادات ومبارك". يتذكر "دياب" أبرز الصور التى أحدثت جدلا وتركت بصمات فى مصر والعالم، قائلا: "أتذكر صورة أثارت جدلا واسعا للمصور محمد يوسف لجثة سيدة متفحمة تدعى "كامليا" احترقت داخل طائرة مصرية، وكان الجدل يتلخص فى سؤال هل يجوز نشر صور من هذه النوعية التى تصدم القارئ بشكل فج من أجل توثيق واقعة؟ صورة أخرى للمصور حسن دياب انتشرت عالميا أدانت العدوان الثلاثى حيث سافر إلى القناة وصعد إلى فنار بورسعيد، ليسجل صور الاعتداءات التى طالت المراكب والفنار فحتى فى الحرب ممنوع ضرب أهداف مدنية ناهيك عن ضرب ممر مائى عالمى. حرب 1973 تم التأريخ لها بالصور من قبل المصور شوقى مصطفى، كما سجل مكرم جاد الكريم بعدسته مقتل السادات، كما كانت صور السادات الشهيرة التى يركب فيها الدراجة ويحلق ذقنه من الصور غير الاعتيادية فى ذلك الوقت. الصور الصحفية هى البطل المستمر فى الواقع الذى نعيشه كما يقول "دياب"، مستكملا: "الصورة أخذت الحجم الذى يناسب أهميتها خاصة فى الأحداث الأخيرة منذ ثورة يناير وحتى وقتنا لتسجيلها لكافة الواقع وتداول الصور بشكل سريع عبر وسائل التواصل الاجتماعى فور وقوع الحدث". أما على المجال العالمى، فهناك العديد من الصور الشهيرة التى أثارت جدلا ضخما مثل صورة مجاعة القرن الإفريقى التى صورت طفلا يشبه الهيكل العظمى واقعا على الأرض ويحتضر وعلى مقربه منه نسر ينتظر الفريسة حتى يلتهمها، وقد أثير جدلا وقتها إذا كان على المصور أن ينقذ الطفل أم يصور المشهد، ولا يزال ذلك الجدل متجددا فى وقائع مشابهة". ويؤكد دياب أن فى الأحداث الضخام لا يقل تأثير الصورة عن فكرة التدخل بشكل إنسانى، فمهمة الصورة تجميد الزمن فى لحظة وتخليدها مدى العمر، وتأثير الصورة كبير فى أشياء مصيرية فى تاريخ الأمم، وكثير من قرارات الأممالمتحدة اتخذت بناءً على صور مثل صور المذابح والحروب. يتذكر كذلك صورة فى حرب فيتنام لأطفال يهرولون عراة هربا من الحرائق وصورة لحريق مبنى فى أمريكا، التقط المصور فيها لحظة إلقاء أم وأبنها أنفسهم من المبنى هربا من الحريق قبل وصول رجال المطافئ.