أن يناشد خالد مشعل الأيام الماضية، رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان بالضغط على إسرائيل من أجل حماية المسجد الأقصى إزاء الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة.. لهو أمر شديد البلاغة وشديد الألم فى نفس الوقت فتلك المناشدة لا تعنى بكل حزن وأسف سوى أن خالد مشعل اعتبر أن حكام العرب جميعهم فى عداد الموتى.. وهذا أمر ليس به مبالغة.. فهل هناك تفسير آخر يوضح لماذا لم ينطق حاكم عربى واحد بأى كلمة إزاء اقتحام قوات الاحتلال الصهيونى لباحة المسجد الأقصى .. مجرد الشجب أو التنديد أصبح الآن أمراً مستحيلاً.. فكيف إذا طالبناهم بالتحرك.. علماً بأنه قد قيل لنا مراراً و تكراراً بأن العلاقات المستمرة مع ذلك العدو، إن هى إلا لخدمة القضية الفلسطينية وما يخصها.. وعلماً بأن المسجد الأقصى لا يخص الفلسطينيين وحدهم.. وإنما يخصنا كمسلمين فى الأساس.. ويشكل لنا جميعاً كعرب ومسلمين أمراً قومياً شديد الأهمية لا جدال فيه.. إن مناشدة خالد مشعل لأردوغان أثارت العديد من التساؤلات مثلما أثارت الكثير من الشجن والألم والخزى.. كانت أبسط هذه التساؤلات هى: إلى متى سنظل نناشد ونستنجد بغيرنا؟ وإلى متى سنظل نشعر بوضاعة موقفنا وخيبته إزاء إهانتنا المستمرة؟ وإلى متى.. وإلى أى حد سنظل نشاهد صفعات إسرائيل المتكررة ونتغابى.. ونقنع ضميرنا الغائب بأن الأمر لا يعنينا؟.. إلى متى سنظل نرى تلك الوجوه الصهيونية القبيحة هنا فى القاهرة يستقبلون بحفاوة و حرارة واحترام لا يستحقونه.. دون أن نرى طائلاً من هذه الزيارات المستهجنة من غالبية الشعب المصرى..؟ وإلى متى سنظل نتجرع دموعنا.. وهى تذرف على أمة تضيع و تتلاشى أمام أعيننا لحظة.. تلو الأخرى.. ونحن أمامها عاجزون.