نقلاً عن اليومى.. كتب أذكى رجل فى العالم «ستيفن هوكينج» رسالة غاضبة مما يحدث فى سوريا، يوم الاثنين الماضى، ووجهها إلى العالم، ونشرت الرسالة صحيفتا «واشنطن بوست» الأمريكية و«الجارديان» البريطانية. كتب هوكينج: «ليس من الذكاء فى شىء أن نشاهد مقتل أكثر من 100 ألف شخص أو استهداف الأطفال، بل يبدو الأمر غباءً محضاً، وحتى أسوأ من ذلك، عندما تُمنع الإمدادات الإنسانية من الوصول إلى العيادات الطبية، كما ستوثق منظمة «أنقذوا الأطفال» فى تقريرها المقبل، وعندما تُبتر أطراف أطفال بسبب الافتقار إلى معدات وأدوات طبية أساسية، ويموت رضع حديثو الولادة فى الحضانات بسبب انقطاع الكهرباء». بدا هوكينج متأثرًا جدًا بما يحدث فى سوريا، وخصوصًا وقوف العالم متفرجًا أمام الموت الذى يأتى من التطور التكنولوجى، وغياب تلك التكنولوجيا والمعدات الحديثة عند الحاجة لها لإنقاذ إنسان سورى يموت أمام العالم الذى يقف متفرجًا منذ ثلاث سنوات. وهوكينج عالم فيزياء نظرية، ولقب ب«أذكى رجل فى العالم»، وله أبحاث نظرية فى علم الكون، وأبحاث عن العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكية الحرارية، وله أيضًا دراسات عن التسلسل الزمنى، كما جعل مفاهيم الفيزياء المعقدة أكثر مرونة لتكون سهلة الفهم لدى الجميع. وأصيب، وهو فى عمر 21، بمرض عصبى يدعى «التصلب الجانبى» جعل منه مقعدًا غير قادر على الحراك، وأصيب فى العام 1985 بالتهاب رئوى، واضطر إلى إجراء عملية جراحية لشق حنجرته أفقدته بعدها القدرة على الكلام كلياً. ويتخاطب مع الآخرين بكتابة الكلمات على شاشة. وكتب: «إن العدوان كانت له أفضلية أكيدة من أجل البقاء، لكن عندما تلتقى التكنولوجيا الحديثة مع العدوان القديم، فإن الجنس البشرى بكامله والكثير من أشكال الحياة الأخرى على الأرض تكون مهددة». وقال: «ما يحصل فى سوريا هو من الفظائع المقرفة»، بهذه الكلمات اختصر هوكينج ما يحدث هناك فى سوريا، وتابع: «ما يجرى فى سوريا عمل منكر وبغيض، يراقبه العالم ببرود عن بعد، فأين ذكاؤنا العاطفى؟ أين إحساسنا بالعدالة الجماعية؟». ووصف هوكينج فى كلمته المجتمع الدولى بأنه يقف متفرجًا منذ ثلاث سنوات، فيما يحتدم هذا الصراع مُجهِضًا كل أمل، وأنا بصفتى أبًا وجدًا أُتابع عن كثب معاناة أطفال سوريا، علىّ أن أقول: كفى!». واختتم هوكينج قائلا: «نحن نعرف الآن أن أرسطو كان مخطئًا، فالكون لم يوجد منذ الأزل، بل بدأ قبل نحو 14 مليار سنة، لكنه كان مصيبًا فى أن الكوارث الكبرى تشكل خطوات كبيرة إلى الوراء بالنسبة إلى الحضارة، والحرب فى سوريا قد لا تمثل نهاية البشرية، ولكن كل ظلم يُرتكب يكون شرخًا فى الواجهة، التى تبقينا متلاحمين، ومبدأ العدالة الكونى قد لا يكون مترسخًا فى علم الفيزياء، لكنه لا يقلّ أهمية بالنسبة إلى وجودنا، ومن دونه لن يمضى وقت طويل بكل تأكيد قبل أن سيتوقف الجنس البشرى عن الوجود».