أدلى الدكتور «محمود جبريل» وزير خارجية أول حكومة مؤقتة للثورة الليبية بحديث صحفى على حلقات تناول فيه تفاصيل التطورات الأولى لثورة الشعب الليبى والدعم القطرىالإماراتى إلى جانب الدور العسكرى بالقوات الجوية لدول حلف الأطلنطي، وأظهر «جبريل» كيف كان «ساركوزى» رئيس «فرنسا» حينذاك هو القوة السياسية المحركة وراء ما جرى حتى سقوط نظام «القذافى» وإنهاء حياته، ولكن اللافت للنظر فى ذلك الحوار هو تحديده لدور الدول المساندة للثورة من منظور رؤيتها للنظام السياسى القائم، إذ يبدو واضحًا مما ذكره «جبريل» أن «قطر»و»تركيا» كانتا تسعيان إلى تسليم السلطة للتيار الإسلامى دون غيره، بينما كانت «الإمارات» تفضل أن ترث القوى الوطنية الليبية نظام «القذافى» بعيدًا عن سيطرة التيار الدينى أو «جماعة الإخوان» فى «ليبيا» بل ويضيف «جبريل» أن المشروع التركى القطرى كان يسعى لوصول الإسلاميين إلى الحكم فى «تونس» و«ليبيا» و«مصر» لأنهم ينطلقون من جوهر المشروع الإسلامى الذى اعتبروه طريق الخلاص للمنطقة، كما يروى «جبريل» طبيعة الضغوط التى مورست عليه من اتجاهات مختلفة فى وقت كانت فيه الثورة الليبية تحتاج إلى كل دعمٍ يأتيها من أى اتجاه. وهنا تثور تساؤلات حول دلالة «الربيع العربى» إقليميًا ودوليًا لأننا نريد أن نكتشف السبب وراء الاتجاه الذى مضت فيه ثورات «الربيع العربي» رغم أنها كانت فى الأصل انتفاضات شعبية وطنية ليس لها إلا أجندة واحدة مشتركة هى السعى نحو الحرية والبحث عن العدالة الاجتماعية وإنهاء مظاهر الفساد والاستبداد، ولكن كانت هناك قوى دولية وإقليمية تستثمر مشاعر الجماهير فى توجيه مسارات الثورات للوصول بها إلى حالة من ارتباك والفوضى بينما «الثورة» من ذلك براء!