ما هذا الذى يحدث فى المدارس.. ما هذا الذعر المنتشر بين أولياء الأمور بسبب فيرس "H1N1" اللعين؟ وهل صدقت تصريحات مسئولى وزارتى الصحة والتربية والتعليم أثناء أزمة أنفلونزا الطيور المتوطنة فى مصر ولو كره المسئولون لكى تصدق فى ظل الأزمة الأخيرة "أنفلونزا الخنازير" كلام الحكومة هانم؟! أسألهم ماذا يحدث لو تأجلت الدراسة لمدة عام، على أن تقوم حكومتنا الرشيدة بتوفير الاحتياجات والإجراءات المطلوبة للسيطرة على الأزمة.. ثم يأتى تعويض العام الدراسى كهدف ثانٍ... لأن العقل السليم فى الجسم السليم "مش كده ولا إيه"؟! وأسألهم هل مواصلة أبنائنا للدراسة فى ظل أزمة "أنفلونزا الخنازير" ستجعل أبناءنا نجباء متميزين ينتقلون بنا إلى مقدمة الدول والشعوب؟.. أظن ممكن لكن فى مقدمة الشعوب المريضة والمنكوبة!! حتى إذا كانت مواصلة الدراسة هى الحل الرشيد، لكى نكون فى مقدمة الشعوب، فيمكننا مواصلة الدراسة مثلاً من المنازل من خلال القنوات التعليمية، التى تكرمت بها وزارة التعليم وتليفزيوننا الميمون علينا بها، وطبعاً بأى حال من الأحوال لن تكون النتيجة، وبكل تفاؤل أكثر من 60% لأن هناك فرقاً بين التواصل المباشر للتلميذ من المدرس وبين التواصل بواسطة التليفزيون والإنترنت الصعب المنال على السواد الأعظم، وهناك أيضا طريقة ثانية أكثر جدوى هى الدروس الخصوصية فى المنازل، ولكن هذه الطريقة طبعاً لمسيورى الحال فقط، وعلى فكرة هى طريقة أدمناها من زمن بعيد، أما محدودو الدخل والفقراء وأبناء الريفيين فلهم الله.. ومطلوب منهم أن ينتظروا رحمته.. وللعلم 60% بدون مرض لعين نتيجة مرضية جداً. قد أكون، وأتمنى كذلك، إذا نظرة تشاؤمية أو خاطئة، لكن دعونا نبنِ كلامنا على الدلائل والبراهين، فأولاً أريد من سيادتكم "فلاش باك" يعنى نرجع للوراء قليلاً، وبالتحديد أثناء أزمة أنفلونزا الطيور، عندما كانت حكومتنا الرشيدة تطالعنا يومياً بتصريحاتها الوردية مثل "الوضع مطمئن" و"أخذنا جميع الإجراءات" و"الأمور تحت السيطرة".. ومع الوقت نكتشف عكس ما تقوله حكومتنا الموقرة، وأصبحنا من أسوأ البلاد حالاً فى أزمة أنفلونزا الطيور حتى أصبحت مرضاً متوطناً، وهنا كل ما نشير أنها حكومة "غير موثوق بها" وكلامها "متناقض" على خلاف الحقيقة، بل إنها تعد حكومة كذابة. والآن أطلب من سيادتكم الاقتراب بطريقة ال"زووم إن" على أنفلونزا الخنازير مع محاولة المقارنة بين كلتا الحالتين الطيور والخنازير، فالاختلاف بين أسبابهما ليس بالكثير، فكلنا يعلم حجم كثافة الفصول، بالإضافة إلى تزاحم التلاميذ أثناء الدخول والخروج من المدارس، وهو ما يعرضهم للإصابة ولو بنسب متضائلة أما عن الكمامات ونظافة الحمامات والصابون فلا تخدعكم زيارات الوزير يسرى الجمل، فهى مسبقة الإعداد وسيناريو من تأليف وإعداد وإخراج وزارة التربية والتعليم، بالاشتراك مع وزارة الصحة من خلال وزيرها حاتم الجبلى والمتحدث الرسمى كثير الظهور للإعلان عن حالات الاشتباه والإصابة الذى لا يكاد يمر يوم بغير ظهوره عبد الرحمن شاهين. المثير فى الوقت الذى نشاهد الزيارات سابقة الإعداد، كانت هناك زيارات تصور لنا الأمور على حقيقتها على فكرة هذه الزيارات أذيعت على كثير من برامج "التوك شو" فكشفت عن سوء الحمامات وعدم وجود الصابون، بل هناك مدارس كثيرة بلا مياه أصلاً، خاصة فى الأرياف المغضوب عليها، هذا بجوار الكمامات التى لا تتوفر فى 90% من المدارس، كما أنها اتخذت وسيلة للتربح لدى أصحاب الضمائر المنعدمة وتجار الأزمات. يا سادة عندما يتعلق الموضوع ب"فلذات أكبادنا" على رأى النجم عادل إمام فلا تهاون فيه، فكل يوم يُكشف عن عدد جديد من الإصابات بهذا المرض اللعين، ودائماً نسمع فى تصريحات مسئولينا الكرام عن الإصابات أن "بينها طالب أو طالبة أو طالبان أو طالبتان"، رغم أن حالات الإصابة بين الطلاب تعدت ال30 حالة، وكل هذا ولم يأتِ فصل الشتاء بعد، فكيف سيكون الحال فى فصل الشتاء، الذى هو بمثابة تربة خصبة لتكاثر الفيرس ونشاطه، فإلى متى سنظل نصدق كلام هذه الحكومة غير الجديرة بالذكر.. وماذا ستفعل مع السلالة الجديدة التى تقاوم العلاج "التاميفلو"، إن وجد أصلاً؟! يبقى أن نطالب مسئولى وزارتى الصحة والتربية والتعليم بقرار سليم ينم عن صحوة لضمائرهم من غفوة طويلة ولو مرة واحدة وهو إغلاق المدارس، وإن لم يحدث هذا فالقرار فى يد أولياء الأمور.. احجبوا أولادكم عن المدارس.. فالمرض قاتل والحكومة "فاشلة".. ولله الحمد من قبل ومن بعد.