يبدو أن عدوى ثورة 30 يونيو، قد أصابت الشعب الليبى، الذى يتأهب فى ذكرى ثورته الثالثة، أو بالأحرى يتمنى أن يستنسخ السيناريو المصرى، ومن ثم يعلن سقوط دولة الإخوان، وحكم المرشد. وتحاول قوى المعارضة الليبية، حشد الشارع طمعا فى إجبار حكومة المؤتمر الوطنى الليبى المؤلفة فى معظمها من أعضاء جماعة الإخوان، على التنحى أو السقوط. سبب تلك الدعوات وفقا لحديثنا مع العديد من الكوادر والقيادات الليبية وحتى عبر استطلاع عشوائى قمنا به فى الشارع الليبى خلال رحلتنا داخل الأراضى الليبية، والتى استمرت أربعة أيام، يرجع لتراخى أداء أعضائه وتحديدا المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين. وعبرت قوى سياسية عن مخاوف من احتكار المؤتمر الوطنى للسلطة، وهو ما تعتبره شبيهاً بسياسة التوريث، لاسيما أن الأحزاب والتيارات الإسلامية هى التى تسيطر على المؤتمر، ويقال إنها الداعم الأكبر لقرار التمديد، باعتبار أن المؤتمر هو الجسم السياسى الوحيد المنتخب فى ليبيا الجديدة. الغليان الداخلى يعبر عنه الجميع بشكل أو بآخر رغم هدوء الشارع بشكل يدعو للريبة.. والتحضير لفعاليات ذكرى الثورة يجهز منذ وقت طويل. الجدران تصرخ ثورة.. هذا أمر يستطيع كل ذى عينين أن يراه، والعبارات مكتوبة فى كل مكان للمطالبة بإنهاء دولة الجماعة، فى 17 فبراير الجارى. البعض الآخر يرى أن أداء المؤتمر الوطنى لم يحقق طموحات الشارع الليبى، فضلا عن تجاهله طوال فترة ولايته مطالب الشارع الليبى المتمثلة فى تحقيق عدالة اجتماعية أو تأسيس لحياة سياسية ديمقراطية، إضافة إلى عدم تمكنه من صياغة دستور تمهيداً لانتخابات برلمانية ورئاسية، وتعثر حل المشاكل الأمنية والسياسية فى البلاد. ويتفق معظم الشعب على أن أعضاء المؤتمر الوطنى طماعون، يريدون السيطرة على ثروات البلاد النفطية وليس مقدراتها السياسية فحسب، لذلك تنتشر عبارة «الإخوان هم العدو الأول للفيدرالية» وهم السبب فى حالة الانقسام الداخلية. وليكتمل مشهد الاحتقان حيث أعلن 12 عضواً من المؤتمر الوطنى الليبى استقالتهم خلال انضمامهم لتظاهرات كبيرة خرجت مؤخرا، تحت شعار «لا للتمديد»، وذلك فى مدينتى بنغازى وطرابلس. ووفقا لأحد المصادر من داخل حكومة إقليم برقة رفض ذكر اسمه، فإن أعضاء المؤتمر الوطنى هم الممولون للجماعات المتطرفة المسلحة داخل إقليم برقة، والتى تثير الذعر بالتفجيرات والاغتيالات العشوائية التى تتم على فترات متقاربة. ورغم أن المؤتمر اتخذ قراره بالتمديد لنفسه حتى نهاية هذا العام بتأييد مائة وواحد من أصوات أعضائه تفادياً لأى فراغ سياسى متوقع، إلا أنه وفقا للخبراء السياسيين سيواجه هذا القرار بالعديد من العقبات لأنه لا يستند إلى نص دستورى صريح، فالمادة «30» من الإعلان الدستورى لا تنص صراحة بأحقية التمديد، كما أن هناك مآخذ أخرى تتعلق بعدم استناد قرار التمديد للمؤتمر الوطنى إلى قاعدة شعبية، ما يعنى من وجهة نظر المعارضين للتمديد أنه يفتقد إلى المشروعية التى تبرره متجاوزاً السلطات الممنوحة له من الشعب. ويقول رئيس إقليم برقة عبدربه البرعصى إن هناك من يخطط لتخريب مصر عن طريق ليبيا، فى محاولة لاستغلال هشاشة النظام الليبى وسوء تخطيط حكوماتها، الأمر الذى قد يؤدى إلى سقوط العلاقات بين البلدين. كما أوضح رئيس الحكومة الليبية السابق زعيم تحالف القوى الوطنية محمود جبريل، أن ليبيا اليوم تمثل خطرًا على نفسها وعلى جيرانها، لافتًا إلى أن استمرار الأزمة يهدد وحدتها وسيادتها واقتصادها. وتحدث عن الوضع الليبى وأزمته فتحى عبدالسلام العشيبى عضو بالاتحاد الفيدرالى ومرشح لجنة الست للدستور، قائلا «الإخوان المسلمين فى ليبيا هم سبب المشكلة»، أهدافهم ليست إصلاحية.