من يحبك لا يتملكك ولا يضع القيود فى يديك ويراقب حركاتك وهمساتك.. ويقتل طموحك وتطلعاتك. من يحبك يحبك لذاتك كما أنت وكيف تريد ويساعدك لتتقدم وتنجح وتحب. فإن لم يفعل فهو شخص نرجسى يحب نفسه وذاته ولا يحبك. بالصدفة البحتة قابلت هذه الكلمات على ال"فيس بوك" الأمر الذى دفعنى للتعرف على صاحبها، الذى بدوره فاجأنى برقته وعذوبته على الرغم من أننا لسنا أصدقاء، لاأدرى لماذا شعرت معة بالألفة والطمأنينة، لاأدرى لماذا وضعت اسمه على جوجل وإذا بى أمام قامة عربية رائعة، عدت إليه ثانية مستفسرة، فأكد لى أنه هو. وهنا كانت الصدمة، فى البداية بُهرت بكلمات لاتخرج إلا من قلب عاشق رومانسى يجيد فن التعامل مع الأخر (بحب )ذلك المعنى أو الهدف الذى أنادى به دائما وأجاهد من أجله، الحب والعطاء، وأشياء ربما اندثرت فى زحمة الحياة التى نعيشها هذه الأيام، تحدثنا سويا لبعض الوقت وبُهرت مرة ثانية لتواضعه وعفويته، ثم افترقنا على وعد بلقاء، وهنا وبفضول عفوى بدأت أتعَرَّف على عائلته بأكملها من خلال الصور المفتوحة على صفحته الخاصة فإذا بى أمام أب حنون لأبناء بالتأكيد يفخرون بانتمائهم لهذا الأب الرائع، رأيت صورا عائلية تكشف عن هوية صاحبها البسيطة الذى رغم مكانته وموقعه إلا أنه فى النهاية أب بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، بالتأكيد إذا صادفته فى أى مكان لن يتبادر إلى ذهنى مطلقاً أن رب هذه العائلة هو ذلك العربى رفيع المقام . ونعود إلى كلماته عن الحب فعلا هو بالتأكيد يدرك تماما معنى مايكتب، فعلا هو يعى تماما معنى حروفه، حقيقة لم أنم طوال الليل ،لقد أتت كلماته فى وقتها فبالتأكيد لدى المتأهبين للاحتفال بعيد الحب، أو يوم الحب كما يحلو للبعض تسميته، بعد سويعات قليلة أن يراجعوا مفاهيمهم عن الحب . أعزائى فى كل مكان الحب الحلال أسمى شىء فى الوجود، الحب ليس له علاقة بمعامل الاختبارات فعلا ليتنا نعى جميعا أن الحب يخترق قلوبنا فجأة دون سابق إنذار لننعم به سوياً بعيدا عن الرغبة الدامية فى امتلاك الأخر ، والحط من أدميته، الحب الحلال يُطيل العمر يساعد على التألق ومواجهة كافة الصعاب، فقط علينا ألا نبحث عنه لأنه حتما سيأتى، وقتها فقط سندرك أننا نحلق فى عالم يخلو تماما من الأنا، وقتها علينا أن نحافظ عليه حتى لانفقد مذاق حلم العمر ، أو بمعنى أدق حلم الأحلام.