على أطراف محافظة الجيزة وفى صحرائها تقف الأهرامات شامخة، صامدة شاهدة على حضارة قامت قبل كل الحضارات، بل ومن أقدم الحضارات التى مازالت شاهدة على عظمة شعب، وعلى مدى تقدمهم العلمى الذى يقف الآن العلم عاجزا عن فهم تلك الهندسة المعمارية فى البناء، أو حتى التحنيط الذى مازال مبهما بالنسبة للجميع، من حيث هندسة وطب يحتاجان إلى عقول دارسة وعلى درجة عالية من الذكاء يقف أمامها الجميع مبهوراً، وشاهداً على عظمة هذا الشعب وعلى حضارته التى تجاوزت السبعة آلاف سنة. يشهد على حضارة كانت ومازالت مصدر إلهام وتعليم لبقية شعوب العالم، من تلك الحضارة أهرامات الجيزة أو الأهرامات الثلاثة خوفو، خفرع، منقرع.. إنها ليست على خط واحد لمن يراها على أرض الواقع ولكنها متفرقة عن بعضها، أهرامات شكلها مسحوب فى شكل هرمى بناها قدماء المصريين "الفراعنة" لاعتقادهم فى عودة الحياة مرة أخرى بعد الموت، فكان التفكير فى بناء الأهرام للحفاظ على الأجساد وعلى الممتلكات، بنيت الأهرام من الحجارة وأضلاعها الأربعة تتعامد مع الجهات الأصلية الأربعة تُشرق الشمس من أمامها، وتسبح معها الروح فى السماء فى اعتقادهم، وفى المساء تغرب الشمس ومن ثم تعود الروح إلى المقبرة بداخل الهرم، الذى يحتوى على حجرات أخرى بخلاف غرفة دفن الملك وهى غرف لتخزين المقتنيات الثمينة، والأشياء التى يستعملها فى حياته وذلك حتى يضمن أنه عندما يعود للحياة مرة أخرى يجد كل شىء، ولهذا السبب تعرضت تلك المقابر للسرقة من قِبل اللصوص لِما فيها من كنوز، كما بُنى حول الهرم معابد وأهرامات صغيرة لكبار رجال الدولة والكهنة، وأهرامات صغيرة للزوجات المُحببات.. يطلق على هرم الملك خوفو الهرم الأكبر وبجواره هرم الملك خفرع ابن الملك خوفو، والهرم الصغير هو للملك منقرع حفيد الملك خوفو، تلك هى أهرامات مصر الخالدة بخلاف أهرامات أخرى، وتعد مصدرا من مصادر الدخل القومى فهى تُعد من أهم أنواع السياحة فى مصر.