شاءت الأقدار بعد فتنة عاتية، أن يرزقنا الله بقائد أوفى العهد كما ينبغى فاختاره الشعب وكيلا لتتنفيذ مطالبه، فالمسألة على هذا النحو الواضح بعيدًا عن المزايدة على جموع الشعب باستعلاء هى وجدان جموع، تشكل بتعقل شديد إدراكًا للمصلحة العليا لهذا الوطن. وإلى كل من لا يدرك دقة الظرف ومخاطره بعد كل ما تكشف لنا من سوءات ولا يريد فهم الطريق لتحقيق استقلالنا الوطنى وأهداف الثورة الحقيقية غير المجتزئة، وإلى كل من يتنطع بأهداف ثورتنا محتكرًا لها بحكم ما منحهم الشعب من شهرة، مع كل الاحترام والتقدير لهم ولأرائهم المتعالية علينا أدعوهم لأن يشربوا من البحر! أما المختلفين فى النظرة والتوجه فالمعارضة النزيهة أحد مطالب ثورتنا ولهم كل الحرية فيما يرون ولنا الحرية فى الكفاح من أجل مستقبلنا كما نراه. فى أوقات المعارك الفاصلة قد لا يسمح الوقت بإقناع أهل الغلو بكونها بالفعل معارك فاصلة تقتضى منهم رؤية اشمل غير محصورة فى ملف الحريات وتعريف الديمقراطية من مفهومهم! اعلم أنك تعلم أن القادم أصعب ايها الربان الكريم، فليعينك الله أن تتحمل فالمسئولية ثقيلة وخاصة بعد سنوات عجاف، فالمنتظر كثير ومحبى اليوم هم متربصى الغد ولن نتمكن من بناء هذا الوطن إلا بتوافق جامع يشمل المعارضين الشرفاء الذين نطالبهم بالعقلانية التى سيكون باعثهم لها الإنجاز. أما عن برقياتى لك نحو ما أراه بداية صحيحة لطريق الإنجاز، فلن أتعرض فيها لما هو معلوم كالأمن والإغاثة الاقتصادية (والعدالة الاجتماعية قوامها).. فبكل تأكيد يعكف العاملون على برنامجك من أهل الخبرة على وضع الخطط الزمنية المحققة لتلك الأهداف التى لا بديل عنها. ولكن إليك برقيات بما تتيحه بضعة سطور، علك تجد فيها ما يعينك: - صياغة رؤية مصر الواضحة والإدارة الاستراتيجية لتحقيق الإدارة الرشيدة لإنجازها، أحد مفاتيح خلاص لهذا الوطن. - المكاشفة وبوضوح عن الماضى فى الفترة الانتقالية بقيادة المجلس العسكرى السابق وكذلك توضيح الملابسات واجب لنطوى تلك الصفحة، وبخاصة أحداث ماسبيرو لتغلق الملفات التى يتاجر بها البعض ويلصقها بأهم مؤسسة وطنية فى مصر. -إشراك الشباب المخلصين لوطنهم والاعتماد عليهم، فقد أثبتت التجربة أنهم قادرون، وأن ذلك ينقلهم من الثورة إلى العمل بثورية. ومن ثم يتعين دعمهم من خلال مؤسسة الرئاسة ليكونوا شركاء فى العمل وقادة المستقبل. وسبل ذلك متنوعة وتشمل لجان استشارية، ورش العمل والنظر فى مبادرة 30 يومًا فى ضيافة الرئيس للتشاور بشأن الملفات الخلافية وحتى المسابقات (وليكن ستار أكاديمى لقادة المستقبل!). - طرح تصور وخطة العمل من خلال فريق يؤكد القيادة بنظام عمل مؤسسى وبالمشاركة الفاعلة من الشباب أيضًا، وعرضها على الشعب بسبل حديثة طازجة! - دعوة الشعب للتعهد بميثاق عمل مشترك قوامه الثقة والعمل الجاد والتضحية لنستطيع إنجاز أهداف الوطن، فلن تحققها وحدك، فيجب أن يتذكر الجميع أنك لا تملك معجزات كونية وإنما تملك وطنية وإخلاص فى العمل. - لم أتكلم عن الحريات التى يتاجر بها البعض، لأن الدستور كفلها وألزم الدولة بها، وللمعارضين السعى لتعديلها بالمسار الديمقراطى. وأخيرًا يا سيادة المشير فلتأخذ كل الحذر من بطانة المصالح فهى ستحاول أن تحاصرك متخفية فى ذى المخلصين وهى لا تهتم بالوطن فابقى مع من أحبك، أحبك الله. قدرك أن تتولى حملا ثقيلا لا يحتمل الخطأ وأنت لها، فالقادة المقاتلون يحولون الأحلام لواقع بإخلاصهم. ودولة المؤسسات المرجوة لن تسير من تلقاء نفسها، بل لابد لها من ربان يحركها ونظام للسير، وظننا فيك أنك الربان المتجرد الذى تستحقه مصر والدستور هو نظامنا الأساسى، فليعنك الله أن توفى مجددا واعلم أننا سنعينك ما اتقيت الله فينا، كما عهدنا منك فلا تتبدل. التوقيع مواطن مصرى