فى الوقت الذى عارض فيه بشدة مجموعة من الكتاب والشعراء ترجمة أعمالهم إلى العبرية، معللين ذلك برفضهم للتطبيع الثقافى مع إسرائيل، أبدى البعض الآخر موافقته على الترجمة، فى الوقت الذى يدين فيه التطبيع أيضاً، وإليكم بعض من هذه الآراء. الروائى الكبير يوسف زيدان أشار إلى موافقته على ترجمة كتبه إلى العبرية، وقال: أياً كان الاختلاف بيننا وبين اليهود تاريخياً، فهذا لا يلغى فكرة أن نتعرف على أفكارهم وأن يتعرفوا علينا بشكل "قانونى"، لأن كل العاملين فى مجال النشر يعرفون أن كتاباتنا تترجم سواء شئنا أم أبينا عن طريق القرصنة، وعن نفسى لم أتلق أى عروض من هذا النوع حتى الآن. الروائى أحمد ناجى، قال: أنا أعتبر أستاذى نجيب محفوظ القدوة والمثل الأعلى فى هذا الشأن، وقد ترجمت أعمال محفوظ إلى العبرية بالفعل، ولكننى ضد التعامل مع الهيئات والمؤسسات الرسمية الإسرائيلية، ولكننى أقبل التعامل مع الأفراد طبقاً لمواقفهم فسميح القاسم، وعلاء حليحل مثقفون إسرائيليون، ولكنهم يدينون مواقف إسرائيل وينددون بها فلا أرفض التعامل معهم. الكاتبة بسمة عبد العزيز تبنت الموقف نفسه، وقالت "الجهة التى تترجم هى الفيصل"، فاذا كانت وزارة الثقافة الإسرائيلية أو أى جهة رسمية أخرى سأرفض قطعاً أما إذا كان العرض من جهة تناصر حقوق الشعب الفلسطينى فسأقبل، وأشارت فى الوقت نفسه إلى رفضها للتطبيع والتعامل مع المؤسسة الرسمية الممثلة فى الدولة الصهيونية. أكد الشاعر رامى يحيى عدم رفضه للترجمة بشكل قاطع، وقال: لأننى أعرف صورتى الحقيقية للمواطن الإسرائيلى، فأنا أنقل حياة المصريين من وجهة نظر مصرية أفضل بكثير أن يتم نقلها عن طريق الآلة الإسرائيلية، ولكننى أرفض أن أتعامل مع الجهات الرسمية هناك وتساءل أيهما أفضل "ديوان إيمان مرسال أم الغاز الذى يصدر أقل من ثمنه؟". الروائى محمد سامى البوهى، أكد أنه سيقبل فى حالة واحدة، هى إذا كان هناك رسالة معينة يرغب فى توصيلها للمواطن الإسرائيلى عبر أعماله، ولكنه رفض التعامل مع وزارة الثقافة الإسرائيلية، لأنه لا يعترف بوجود دولة إسرائيل أصلاً. اتفق معه الروائى هيدرا جرجس، الذى رفض التعامل مع الجهات الرسمية الإسرائيلية مع موافقته على التعامل مع الأفراد بشكل مقنن، وقال: حسب تاريخهم ومواقفهم، فهناك العديد من اليهود يرفضون الممارسات العنصرية لإسرائيل، واختتم: لا أستطيع أن أجمع الكل فى سلة واحدة.