أكد المحلل العسكرى الإسرائيلى رون بن يشاى المعروف بصلاته الوطيدة جدا مع المؤسسة الأمنية، أن تل أبيب تواجه فى السنوات الأخيرة سلسلة من التطورات تهدد بوضعها فى عزلة دولية خطيرة، تنطوى على أضرار أمنية واقتصادية وسياسية. وقال بين يشاى فى تحليل على الموقع الإلكترونى لصحيفة يديعوت أحرونوت، تعقيبا على الأزمة بين تركيا وإسرائيل وإلغاء الأولى المناورات الجوية بمشاركة سلاح الطيران الإسرائيلي، إنّ قدرات سلاح الجو لن تتأثر بشكل جوهرى، فتركيا ليست المكان الوحيد الذى يمكن التدرب فيه على كل الأنماط القتالية، لكن إلغاء مشاركة إسرائيل فى المناورة الجوية الخاصة بحلف الأطلسى فى تركيا، يجب أن تمثّل لإسرائيل تحذيرا من التداعيات الإستراتيجية والاقتصادية التى يمكن أن تنشأ عن العزلة السياسية المتنامية. وأضاف بن يشاى "أنّ تركيا المسلمة كانت على امتداد الأعوام حليفا ثابتا وموثوقا لإسرائيل، أما الآن، فعلاقاتنا الاستراتيجية معها فى هبوط مطّرد"، لافتا إلى أنّ التدهور بدأ عندما فشلت محاولة الوساطة التى قام بها رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، بين أيهود أولمرت والرئيس السورى بشار الأسد، الأمر الذى تحول إلى تسونامى أثناء عملية (الرصاص المصبوب) وفى أعقابها. وأشار بن يشاى إلى أن غضب أردوغان، المسلم المتدين، على إسرائيل، والدعم الذى يحصل عليه من الشارع، يسمحان له بفرض إرادته على المؤسسة الأمنية العلمانية التى لا يزال مسئولوها معنيين بالعلاقات مع إسرائيل على ما يبدو. وتركيا، المعنية بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، لم تكن لتجرؤ على اتخاذ خطوة كهذه خلافا لرغبة واشنطن وبقية الحلفاء الأوروبيين، لو لم تكن حكومتها قد توصلت إلى استنتاج أن الربح المتوقع لها فى دول المنطقة جراء إدارة ظهرها لإسرائيل أكبر من الضرر، مضيفاً "علينا أن نعترف بحقيقة أن أنقرة، فى الوقت الراهن على الأقل، توقفت عن أن تكون شريكا استراتيجيا أمنيا موثوقا لإسرائيل، وهذه الحقيقة تمثّل أصلا ضررا فعليا لأمن إسرائيل القومى، ذلك أنها تقضم ردعنا حيال كل من إيران وسورية، وكل من ينظر فى خريطة المنطقة سيفهم ذلك من دون صعوبة". للمزيد أقرأ عرض الصحافة الإسرائيلية على الأيقونة الخاصة بها