تخيلوا لو تمكن المكفوفون فى بلدنا من القراءة دون أى مساعدة من أى شخص حولهم، هذا ما تنبه له د هانى عز، مؤسس نادى المائة، الذى تبنى من خلاله فكرة عمل كتب مسموعة للمكفوفين، ليتمكنوا من متابعة المجال الثقافى شأنهم شأن الأسوياء تماما. فبالإضافة إلى إتاحة نادى المائة دورات تدريبية للشباب فى جميع المجالات يسعى النادى إلى الاهتمام بفئة المكفوفين التى سقطت من حسابات المجتمع، تحدثنا مع د عز أكثر عن هذا المشروع الأول من نوعه فى مصر، فأشار إلى فكرة المشروع الرئيسية وهى اكتشافه عدم وجود كتب مسموعة للمكفوفين إلا كتبا دراسية سجلها لهم بعض أقربائهم أو أصدقائهم، ففكرنا، لماذا لا نؤسس مكتبة عربية مسموعة لهم ونقنع الأدباء والمؤلفين بعمل نسخ مسموعة من كتبهم. وأضاف: بدأنا قبل رمضان مستعينين ببعض المتطوعين عددهم حتى الآن 280، وإن شاء الله فى ازدياد مع الترويج لمشروعنا خلال أيام، حيث نترك للمتطوعين حرية التدريب على صوتهم فى المنزل، بعد تلقيهم محاضرة مجانية فى فن الإلقاء، وبعد قبولهم يتم تسجيل الكتب صوتيا على أسطوانات. وعن تمكنه من الاتفاق والتعاون مع عدد من الكتاب والمؤلفين ودور النشر أكد عز أن هناك بعض الأسماء المقترحة، لكنه فضل عدم البوح بهم إلا عندما يتم الاتصال فعليا بهم، كما أكد أن جميع الكتب التى يتم نسخها صوتيا هى الكتب بنسخ ال PDF المتاحة للتحميل من الإنترنت، بالإضافة إلى ملخصات الكتب التى لا تنطبق عليها حقوق الملكية الفكرية، وبعد نسخها صوتيا أيضا سيتم وضعها على الإنترنت ولكل الجمعيات المختصة برعاية المكفوفين مجانا دون أى مقابل. كما أكد عز أن المقياس الوحيد الذى يحدد أنواع الكتب التى يتم تحويلها لمسموعة هو ذوق المكفوفين أنفسهم، فبالتعاون مع الجمعيات الخيرية المسئولة عنهم استطعنا حصر أذواقهم فى الكتب التى اتجهت بشدة إلى الكتب الخاصة بالتنمية البشرية، لكننا نسعى إلى تكوين مكتبة متكاملة للمكفوفين فى جميع المجالات. كما برر عز قلة الترويج لهذا المشروع ببدئه فى رمضان الماضى، حيث انشغلت الجمعيات الخيرية بأنشطتها فى هذا الشهر فلم يتمكن من التعاون معها بشكل مكثف، لكنه أوضح أن الفكرة فى طريقها للتنفيذ الكامل وتعريف الناس بها قريبا. وأكد عز على ترحيبه بالتعاون مع عدة جهات كالمكتبات أو دور النشر، كما أن لأى فرد القدرة على التطوع فى هذا المشروع بوقته وصوته عن طريق الاتصال بنادى المائة عبر موقعه الإلكترونى أو مجموعته على "الفيس بوك".