أكد الجيش الشعبى بدولة جنوب السودان أن القتال الدائر حاليا لن يؤثر فى تنفيذ الاتفاقيات العسكرية والأمنية الموقعة مع السودان. وقال العقيد فيليب أقوير، المتحدث باسم الجيش الشعبى- فى تصريح لصحيفة "التغيير" الصادرة بالخرطوم اليوم الثلاثاء- إن جيش دولة الجنوب ملتزم بالاتفاقيات العسكرية والأمنية الموقعة مع السودان فى إطار القضايا العالقة لاتفاق السلام الشامل، كما جدد- فى نفس الوقت- التزامهم بمواثيق السلام وما تمخض عنها. وأضاف أقوير أن الأوضاع ببلاده بصورة عامة هادئة نسبيا عدا مناطق "بانيتو وجونجلي" اللتين تشهدان معارك ضارية بين الجيش الشعبى وقوات مشار، مشيرا إلى أن أكثر من 98% من أراضى دولة الجنوب تحت سيطرة الجيش الشعبى. ومن جانبه، أعلن وزير النفط الجنوبى ستيفن ديو، أن إنتاج النفط فى الحقول الواقعة بولاية "الوحدة" قد تأثر نتيجة القتال المستمر فى المنطقة، مشيرا إلى أن حكومة جوبا ستضطر لإغلاق الآبار بشكل نهائى إذا استمر القتال، وقال "إن الحقول المنتجة للنفط فى ولاية أعالى النيل لم تتأثر بالقتال الدائر فى المناطق الأخرى". وكان وزير الخارجية السودانى على كرتى قد أكد أنه من غير المستبعد أن تؤدى سيطرة قوات رياك مشار على مناطق البترول فى بانتيو على انسياب تدفق البترول للأراضى السودانية. على الصعيد ذاتة سلطت مجلة "جون أفريك" الصادرة اليوم الثلاثاء بباريس، الضوء على تطورات الوضع فى جنوب السودان التى وصفتها بأنها "الدولة الوليدة التى توجد حاليا على شفا الانهيار"، وقالت "إنه فى غضون أيام قليلة، تنحدر جنوب السودان على طريق الحرب الأهلية بسبب المنافسات السياسية الداخلية، والصراعات العرقية القديمة والمصالح النفطية الضخمة. وأشارت "جون أفريك" إلى أن النفط يعد مسألة حاسمة فى الصراع الحالى فى جنوب السودان، حيث تبلغ عائدات إنتاج النفط 95٪ من الدخل القومى، كما تستفيد الخرطوم أيضا من النفط من خلال فرضها ضرائب كبيرة على النفط الذى يمر عبر الأراضى الشاسعة من خلال خطوط الأنابيب. وذكرت أنه وأمام هذا الوضع "المتفجر" فى البلاد، بدأت شركات النفط بالفعل فى إجلاء موظفيها، ولاسيما الشركة الصينية المملوكة للدولة "سى أن بى سى".. معتبرة أنه إذا لم تتأثر المنشآت النفطية مباشرة من القتال، فينبغى خفض الإنتاج تدريجيا. ولفتت مجلة "جون أفريك" إلى أن السودان لن تقبل لفترة طويلة بالوضع غير المستقر فى دولة جنوب السودان. من ناحيتها..ركزت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية اليسارية على الوضع فى جنوب السودان، حيث أشارت إلى ما أوصى به الأمين العام بان كى مون، فى رسالة إلى مجلس الأمن بإرسال تعزيزات قوامها 5500 جندى من ذوى القبعات الزرقاء إلى جنوب السودان لتعزيز بعثة الأممالمتحدة هناك.