انتهت، أمس، فعاليات مؤتمر شعر العامية المصرية المنعقد باتحاد كتاب مصر، والتى حملت عنوان "دراسات حول أثر شعر العالمة فى الواقع"، وقدم الشاعر والناقد محمود الحلوانى، خلال الجلسة نموذج لشعر العامية وهو الشاعر "سمير عبد الباقى"، وقال عنه، إنه أحد رواد شعر العامية المقاوم. وأضاف الحلوانى، أنه تذكر جملة قالها له عبد الباقى، وهى "لابد أن يكون الشاعر على معرفة بأن الله سيحاسب الشعراء على ما يوجد فى خياله". وأشار الحلوانى إلى وجود لهجة المخاصمة فى هذا شعر عبد الباقى، وأنها من أهم تيمات شعر العامية، وتضع المعايير التى يمتلكها الشاعر فى قلب المعركة، كما أنها تبرز داخل المجتمع حلقة الصراع والتنافس والبطولة فلابد أن يفوز بها، أو يحققها الشاعر فى مخاصمته. وأوضح الحلوانى أن شعر العامية، يحض على الخصومة السياسية، مثل "التلذذ بالهمس والغمز واللمز"، مؤكدًا أن هذه هى الفنون التى يتبناها الشاعر سمير عبد الباقى، وأحمد فؤاد نجم، والكابتن غزالى. وأشار الحلوانى، إلى ملمح آخر يتميز به الشاعر سمير عبد الباقى، وهو خيال الضرورة، أى خيال الحرية، حيث إن لكل مجتمع خياله، التى توجده ظروفه الاجتماعية والسياسية والخوض فى معارك الوطن، وبالتالى اختار لنفسه خيال الضرورة، الذى يلتصق بالاحتياجات الأساسية. ومن جانبه قدم الشاعر والناقد أحمد مبارك، دراسة تحت عنوان "تأملات الشعر العامى بالإسكندرية"، متحدثًا عن انتمائه للإسكندرية، وبروز شعر العامية بالإسكندرية الذى لا ينتبه إليه النقاد. وقال مبارك، إن الإسكندرية لها الريادة التأسيسية فى شعر العامية، كما أن شعراءها هم ريادة الزجل بلا منازع، مثل عبد الله النديم، وبيرم التونسى، موضحاً أنها هى صاحبة مؤسسة أدباء الشعب، الذى تخرج منها كبار الشعراء. وانتقد مبارك تجاهل النقاد والمتابعين لهؤلاء الرواد بالإسكندرية، قائلاً إنهم لا يتابعون أعمال الرواد مثل فؤاد القاعود، ومصطفى الشندويلى، الذين تتلمذا على يد فؤاد حداد صاحب الفضل فى خروج جيل جديد على منطقة الزجل. كما أشاد مبارك بعدد كبير من الشعراء مثل "على المحمدى، وزينب القليوبى، ومحمد طعيمة وهدى عبد الغنى، ونجوى السيد". وفى السياق نفسه أوضح الكاتب محمد بهنسى، معنى الزجل، وقال إن هناك من يخلط بين العامية والزجل، مشيرًا إلى أن العامية شكل من أشكال التطوير لفن الزجل، وأن الزجل لا يتمثل بقواعد اللغة العربية نحواً وصرفاً، وأن مصر تهيأت للزجل موقعاً على يد عبد النديم، وبيرم التونسى، والشاعر الكبير الكابتن غزالى، ووصفهم بأنهم زجالون لهم أيد بيضاء فى المقاومة الشعبية. من ناحية أخرى قدم الشاعر والناقد عبده الزراع، دراسة بعنوان "ملامح الطفولة والحنين للماضى" للشاعر مجدى عبد الرحيم، حول ديوانه "مشهد الوداع"، وتحدث الزراع عن الشاعر عبد الرحيم وطريقته المميزة فى الكتابة، عن غيره من الشعراء. وأضاف، أنه يكتب القصيدة التى تعتمد على المشهدية الدرامية، ويكتب بالفعل دراما مسرحية رائعة عن طريق الشعر، واستطاع أن يرسم فى هذا الديوان البورتريهات التى عايشها فى طفولته أو فى حياة عاشها مع أصدقائه. ووصفه بأنه شاعر هامس يكتب ببساطة وتلقائية، والملمح الأول هو أن الديوان يتغلغل داخله قاموس الطفولة، التى تجعل هذه القصائد واقعية، وأنه الشاعر الذى يستطيع أن يلمسك أكثر مما يطربك. وأضاف الزراع، أما الملح الثانى له فى ديوانه "مشهد الوداع" هو الحنين للماضى ورسم شخصيات حميمة رائعة، فلا يحدث لقارئ الديوان توهان.