لم يدع الفريق النووى الإيرانى برئاسة وزير الخارجية محمد جواد ظريف الفرصة على المتشددين خاصة بعد أن فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على 19 شركة وشخصا مؤخرا، بعد أن أبرم اتفاق جنيف المبدئى بين إيران والغرب. وعلت مؤخرا أصوات التيار المتشدد بالتنديد بالفريق المفاوض وشخص وزير الخارجية الإيرانى بعد فرض عقوبات أمريكية جديدة، ذلك التيار الذى كان يطالب بوقف المباحثات النووية مع الغرب، ورغم ذلك لم يظهر للمرشد الأعلى رد فعل حول انتهاك الاتفاق الذى دعمه ودعم سياسة الفريق النووى وسياسات الرئيس حسن روحانى. وواصلت الخارجية الإيرانية تحذيرها اليوم، الثلاثاء للغرب بأن أى إجراء يتخذ فى مسار فرض حظر جديد على إيران سيقضى على برنامج العمل المشترك الذى تم التوصل إليه فى إطار اتفاق جنيف على لسان متحدثة الخارجية مرضية أفخم. وأعربت عن أملها بأن تكون الأطراف الأخرى جادة فى الالتزام بهذا البرنامج وأن تحفظ الروح السائدة فيها، وأن تتخذ إجراءات بناءة لتنفيذها. كما أبلغ وزير الخارجية الإيرانى جواد ظريف استياء بلاده الشديد لنظيره الأمريكى جون كيرى خلال اتصال هاتفى. ووجه مساعد وزير الخارجية الإيرانى وعضو الفريق الإيرانى فى المفاوضات النووية عباس عراقجى انتقادا شديدا إلى المواقف الأمريكية خلال لقائه اليوم، الثلاثاء بكاثرين أشتون المنسقة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى والذى جاء بناء على طلب إيران، وأكد أنه تم الاتفاق على استئناف المفاوضات قريبا بين خبراء إيران ومجموعة 5+1، وقال إن آشتون أكدت فى هذا اللقاء بأن مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين+ ألمانيا) عازمة على تنفيذ اتفاق جنيف وهى ملتزمة ببنود الاتفاق. وكتبت صحيفة كيهان المحافظة أن فرض عقوبات جديدة كان رصاصة أطلقت على تفاؤل المسئولين باتفاق جنيف. وقالت الصحيفة إنها حذرت خلال تقاريرها مرارا من الاحتيال الغربى بهذا الاتفاق المؤقت، وأظهرت أن أمريكا لا يمكن الثقة فيها، وهذه الأيام أثبتت صدق تقاريرها. وكان رد وزير الخارجية الإيرانى بأن فرض عقوبات فى هذه المرحلة سيكون له رد محسوب فى إيران، مؤكدا أن الاتفاق لم يمت حسب تعبيره، وأن بلاده توقعت أن تحدث "تقلبات" ولكنها لن تثنيها عن الاستمرار فى المفاوضات مع الغرب بجدية.