سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفير مصر فى عمّان ل"اليوم السابع": لا حوار مع إخوان الأردن.. لدينا ثالث أكبر جالية مصرية.. ولو علمت أن عاملاً مصرياً أهين "مابسكتش".. 80% من مصادر الطاقة فى الأردن قائمة على الغاز المصرى
أكد السفير المصرى فى الأردن خالد ثروت لموفد "اليوم السابع" إلى العاصمة "عمان" اليوم، الثلاثاء، أن العلاقات المصرية الأردنية تتسم بالإستراتيجية. وأشار إلى أن السفارة لم تتصل بإخوان الأردن ولم تتحاور مع حزبهم السياسى، ساردا قصة العمالة المصرية وصراعه بين السلطات والعمال لتوفير تأمين صحى لهم، لافتاً إلى أن مشكلة الغاز المصرى فى طريقها للحل، مشيراً إلى أن الطلاب الأردنيين ليس لديهم مشكلة فى مصر سوى مسألة الأمن والمظاهرات فى الفترة الأخيرة، وعدة قضايا أخرى من خلال هذا الحوار.. - أبرزت الصحف الأردنية الصادر صباح اليوم الثلاثاء الترحيب المصرى بعضوية الأردن فى مجلس الأمن الدولى.. إلى أى مدى ترون أن هذه الخطوة ستعود بالنفع على مصر؟ - لا شك أن عضوية الأردن فى مجلس الأمن الدولى تعنى لمصر الكثير، وأن هذا سيعود بالنفع المباشر على مصر لأن العلاقات المصرية الأردنية تتميز بالخصوصية وهى قائمة على الإستراتيجية وقائمة على التبادل التجارى. والدليل على ذلك أنه بعد ثورة 30 يونيو كان الملك عبد الله الثانى أول زعيم عربى ودولى يزور مصر ويؤيد السلطات الجديد رغم الظروف الداخلية فى الأردن ورغم كل الانتقادات التى عرضت لها مصر، وعلى هذا ستكون الأردن الصوت المصرى والصوت العربى داخل مجلس الأمن، وسيكون هناك تنسيق تام بين البلدين لخدمة القضايا العربية والإقليمية، وهناك تحديات تواجهنا وتؤثر علينا جميعا وتداعيات تلك الأحداث تؤثر على الأردن ومصر ووجود الأردن فى مجلس الأمن سيكون صوت لك العرب وصوت لمصر على وجه الخصوص. - ملف إخوان الأردن.. كيف يتعاطى الأردن مع تظاهرات الإخوان المستمرة خاصة تلك التى تنظم أمام السفارة المصرية وكيف تنسق السلطات مع السفارة بهذا الخصوص؟ - الأردن بلد فيه حرية والعملية منظمة ولا بد أن يخبر المتظاهرون الامن الأردنى للتظاهر. - مثل قانون التظاهر الجديد فى مصر؟ - بالفعل.. هم يخبرون الأمن بالتوقيت والمكان، والأمن الأردنى يسمح بهذا الأمر فى إطار القانون المسموح به، والإخوان نظموا مظاهرات كثيرة أمام مقر السفارة، خاصة فى أعقاب ثورة 30 يونيه والآن الأمور هدأت أكثر، ولكن لم يكن هناك أى تعدى على السفارة أو قصف بالحجارة أو ما شابه. - وهل يتجاوزون فى تظاهراتهم؟ - هم بطبيعة الحال ليسوا ملتزمين من ناحية الشعارات التى يقولونها، ولكنهم لا يقومون بأى أعمال عنف. - كيف تتعاطى السفارة فى الأردن مع الجماعة ومع ذراعها السياسى المتمثل فى حزب "جبهة العمل الإسلامى".. هل هناك حوار بين السفارة والإخوان؟ - لا حوار بيننا وهم لديهم جريدة تخوض فى أشياء نحن لا نتفق معها، وبطيعة الحال هم لديهم حزب يمثلهم، والسفارة يمكنها أن تنظم اتصالات مع أى حزب رسمى فى الدولة ونحن ليس لدينا أى اتصال مع الحزب أو الجماعة حتى الآن. - اقتصاديا.. ما آخر ما توصلت إليه اللجنة المشتركة المصرية الأردنية من إجراءات؟ - آخر لجنة مشتركة عقدت كان فى ديسمبر الماضى فى عهد النظام السابق، ورأس اللجنة الدكتور هشام قنديل ولم تكن موسعة ولم تكن متشعبة وتم التركيز على أمرين بسبب مشكلة توريد الغاز للأردن ومشكلة العمالة المصرى فى الأردن. وفى زيارة المستشار عدلى منصور الأخيرة لشكر الأردن والملك على موقفه المؤيدة لمصر فى الفترة الأخيرة، وتطرق الرئيس إلى أنه لا بد من تفعيل اللجنة المشتركة، ومن وجهة نظرى لا أريد لجنة وصور وما إلى ذلك لكن نريد إعداد وهذا يتطلب وقت، وأتوقع أن تجرى فى يناير من العام القادم. - فى هذا السياق.. ما الفارق بين التعاطى الأردنى مع مصر فى عهد مرسى والعهد الحالى بعد 30 يونيو؟ - تعامل السلطات الأردنية مع السفارة المصرية ومع السفير المصرى لم يتغير منذ عهد الرئيس مرسى للوقت الحالى، وهذا يعكس بعد نظر القيادة الأردنية لأن العلاقات بين البلدين لا يجب أن تتأثر بالنظام هنا أو هناك، وكما قلت سابقا هناك مصالح مشتركة بين البلدين، وأود أن ألفت نظرك إلى أن مصر والأردن لديهما حدود مشتركة مع إسرائيل، وقضية العرب الأولى هى القضية الفلسطينية. وبالتالى يجب أن تظل العلاقات المصرية الأردنية، ممتازة، والحقيقة أن المعاملة مع السفارة لم تتغير بالمرة. وأنا وصلت إلى الأردن فى سبتمبر من العام الماضى وكل المسئولين فتحوا لى قلوبهم أنا وزملائى، بالرغم من أنى جئت فى زمن الرئيس مرسى، وهو الذى صدق على خطاب اعتمادى سفيرا لدى الملك، ولمست كل حرارة فى التعامل وأبواب مفتوحة، رغم إننى جئت إلى الأردن فوجدت أزمتى الغاز والعمالة المصرية. - إذن كيف تلخص أزمة الغاز المصرى مع الأردن؟ - هناك اتفاقية بين البلدين بمقتضاها تورد مصر للأردن 250 مليون قدم مكعب يوميا للأردن، وما حدث أن الجانب المصرى لأسباب فنية تتعلق بقطاع الطاقة فى مصر لم يستطع توريد الكمية المتفق عليها، وفى أحد الأيام وردت مصر 50 مليون قدم فقط من أصل 250 مليون، والأردن اقتصادها قائم على الغاز المصرى لأنه يغذى كل محطات الكهرباء، لأن البديل لديها هو السولار وهو غالى السعر، بالتالى يكبد الخزينة الأردنية خسائر طائلة. وكان الغاز المصرى لا يأتى بالكمية المتفق عليها يكبد الخزينة الأردنية مبالغ طائلة وهو أصلا يعانى من بعض المشاكل وهذا يؤثر على مديونية شركة الكهرباء وأثر على مديونية الحكومة. واضطرت الحكومة أن تقترض من صندوق النقد الدولى، وكان لهذا الأمر تداعيات كثيرة للغاية، وما حدث ومن يوم أن جئت إلى هنا وهو ما أوضحته هنا للسلطات. وبطبيعة الحال قالت بعض الصحف أن مصر تصدر الغاز لإسرائيل بدلا عن الأردن، وهناك مؤامرة بين الإخوان فى مصر والأردن للتأثير على الاقتصاد فى الأردن، وحسب اتصالاتى مع وزارة البترول الموضوع فنى بحت، ولم ينقطع الغاز فى العامين الماضيين إلا 3 أيام فقط، وهذا لا يشمل فترات تفجير أنبوب الغاز، الذى تفجر حتى الآن 16 مرة، وهذا ظرف خارج عن إرادتنا. وأقر أن الغاز المورد إلى الأردن ليس بنفس الكميات المتفق عليها، ولك أن تتخيل المعاناة الأردنية فى هذا الصدد لأن الأردن يعتمد على حوالى 80% من مصادر الطاقة على الغاز المصرى. - ملف العمالة.. ما هى المشاكل الحقيقة التى تواجه العامل المصرى مع السلطات الأردنية وما سبل حلها؟ - العدد الرسمى للعمالة هنا فى الأردن تقريبا رسميا حوالى 300 ألف، لكن هناك أرقام أخرى تقول أن العدد 500 ألف أو 600 ألف وأرقام أخرى تقول أن العدد تجاوز مليون. - هناك تحقيقات استقصائية فى الصحافة الأردنية توصل الرقم إلى مليون مصرى.. ما رأيك؟ - أشك فى هذا الرقم، لكن أميل إلى أنه ما بين 300 إلى 600 ألف، وفى كل الأحوال الجالية المصرى هى ثالث أكبر جالية مصرى فى العالم بعد السعودية والكويت وهناك مشكلات تواجه هذه الجالية ونحن وظيفتنا أن نخدم الجالية ونحل المشاكل، والطرف الأردنى متعاون معنا فى حل هذه المشاكل لكنه لديهم قيود قانونية بمعنى أنهم يريدون أن يكون كل عامل لديه تصريح عمل. وأنا فعلا فخور جدا بالعمالة المصرية وأعتبر أن كل عامل سفير لبلاده، وسبب ذلك أن كل أردنى أقابله سواء مسئول أو صديق، "يحلف لى بحياة العامل المصرى"، وهو ما يجعلنى أصمم على حل المشاكل. والسفارة ليس لديها ميزانية لعلاج العمال فى المستشفيات وفى حالات المرض "إحنا فى السفارة بنلم من بعضينا ونحاول نساعد العامل المريض". وكلفت القنصل بالاتصال بشركات التأمين لعمل تأمين صحى للعمالة المصرية ونحن نعمل الآن فيه وسوف يرى النور قريبا بإذن الله، ولو حدث هذا ستكون أول مرة فى تاريخ وزارة الخارجية والحكومة المصرية أن تؤمن على عمالتها فى الخارج. وبحسب القوانين من يخالف تصريح العمل ويغير صفته من مزارع مثلا لعامل إنشائى يرحل، حسب القوانين، والسفارة اقترحت على السلطات أن تأخذ جواز سفر العامل وتعطيه للسفارة وبعدها تحاول السفارة أن تحل له المشكلة بدلا من أن يرحل بعد أن يقضى مدة كبيرة فى "المخفر"، ولكى أرضى الجانب الأردنى طلبت منهم أن يمنحونا 15 يوما لحل المشكلة لو نجحنا كان بها ولو لم ننجح سنضطر إلى ترحيله. - من يدفع تكلفة ترحيل العامل المصرى.. الأردن أم مصر؟ - على حساب الشخص نفسه. - ومن لا يمتلكون أموالاً.. هل يرحلون فى ظروف إنسانية جيدة؟ - لو سمعت أن أى مصرى أهين أو ما إلى ذلك أنا شخصيا "ما بسكتش"، والعام الماضى كانت هناك حملة استهدفت ترحيل المصريين وقابلت نائب وزير الداخلية ووزير العمل ووزير الطاقة ووزير التخطيط وهما مقربين من الملك، وقابلت كل من أستطيع مقابلتهم لوقف الحملة وأصدرت تعليماتى للزملاء فى القنصلية بضرورة التوجه إلى المخافر لإعطاء رسالة إلى أن السفارة واقفة وراء كل مصرى. وبطبيعة الحال وضعت السلطات المصرية فى الصورة واتصلت برئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير العمل ونتجت جهودنا أن الوزراء المصريين اتصلوا بنظرائهم الأردنيين و"الأزمة انتهت عندما اتصل الرئيس السابق بالملك الذى أصدر تعليماته بوقف هذه الحملة". - هذا يعنى أن الدكتور مرسى كان له كلمة مسموعة عند الملك؟ - الملك رجل فاضل ويحب مصر ولا أعتقد أنه كان على علم بالحملة الدائرة لأن العمالة المصرية فى كنفه ورعايته. واتفقت مع السلطات على مد فترة تصويب أوضاع العمالة لمدة شهرين، وكنت أسير بسيارتى وعندما أجد عمالة أسألهم: ما جنسيتكم، وعندما أعرف أنهم من مصر أطلب منهم الذهاب إلى السلطات وتصويب الأوضاع، وكان العمال لا يهتمون بتصويب أوضاعهم، ونتيجة لذلك كان العدد الذى صوب أوضاعه 60 ألف فقط، بينما كنا نستهدف 150 ألف. - ملف الطلاب المصريين فى الأردن والأردنيين فى مصر.. ما الجديد فى هذا الملف خاصة بعد شكاوى الطلاب الأردنيين من عدم توافر الأمن فى الأشهر الماضية؟ - الطلاب المصريين فى الأردن لا يعانون أى مشاكل، أما عن الطلاب الأردنيين فى مصر، فمشكلتهم الوحيدة هى المشكلة الأمنية فى أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير، ربما بعض الطلاب لديهم مشكلة مع الذهاب لجامعاتهم فى ظل المظاهرات لكن كل تلك الأمور أشياء وقتية.