اهتمت إذاعة صوت أمريكا باجتماع وزراء المياه من مصر وإثيوبيا والسودان فى الخرطوم فى محاولة حل الخلافات حول سد النهضة الإثيوبى، وقالت إن تلك المحادثات تسلط الضوء على الخلافات بين القاهرة وأديس أبابا، مشيرة إلى أن المسئولين المصريين لا يزالوا يشعرون بالقلق من أن هذا المشروع يهدد الأمن القومى للقاهرة. وأضافت أن مسئولى البلدان الثلاثة يأملون التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة الذى أغضب مصر، وأدى إلى اعتراضات متكررة على المشروع، وتأتى هذه الجولة الثانية من المحادثات الثلاثية بعد تغير فى الولاءات بين الدول الثلاث. فالسودان وقفت تاريخيا مع مصر فى حصولها على أكبر حصة من مياة النيل واعترضت على مشروعات دول المنبع الأخيرة، لكن الأسبوع الماضى أعربت الخرطوم عن تأييدها لحملة إثيوبيا من أجل استكمال بناء السد. وكان المسئولون الإثيوبيون قد حاولوا أن يجذبوا السودان وآخرين إلى جانبهم من خلال عرض حصولهم على الكهرباء التى يتم توليدها فى المستقبل من السد. ويقولون إن المشروع يجب أن ينظر إليه على أن جهد لصالح أفريقيا. إلا أن مصر لا تزال تشعر بالقلق، وقد بدأت إثيوبيا تحويل المياه فى وقت مبكر هذا العام لملء الخزان الهائل خلف السد، والذى من شأنه أن يخفض من مستوى المياه التى تصل على مصر. ونقلت الإذاعة عن أيمن عبد الوهاب، الخبير فى الدراسات الأفريقية وقضايا المياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية قوله إن مصر تحتاج لتعويض. وأشار إلى أن إثيوبيا تجاوزت باغتصاب حقوق مصر التاريخية فى النيل لدرجة تهديد الأمن القومى، وأشار إلى أن مصر من بين دول حوض النيل التى تعتمد على مياه النهر وحدها للحصول على إمداداتها من المياه. ويتفق عبد الوهاب مع خبراء آخرين فى أن هناك ما يكفى من مياه النيل، لو تم التعامل مع المورد بشكل صحيح واستطاعت الدول الواقعة على ضفاف النيل التعاون مع بعضها البعض. وكان بعض المسئولين فى مصر قد سعوا إلى تأخير بناء سد النهضة لمدة 6 أشهر حتى تستطيع الدول الثلاث أن تنفذ توصيات مجموعة خبراء المياه الدوليين. وإثيوبيا من جانبها تسعى للمضى قدما فى ما ترى أنه أكبر سد للطاقة الكهرومائية فى أفريقيا، وتصر على أن المشروع سيكون ذا فائدة للجميع.