السيناريست مدحت العدل أمينا للجنة الثقافة والفنون بحزب الجبهة الوطنية    عاجل.. أسعار الذهب تسجل أكبر ارتفاع لها في مصر وعيار 21 يكسر حاجز ال5000 جنيه    20.9% تراجعا فى أعداد العاملين الأجانب بالقطاع الحكومي والقطاع العام- الأعمال العام خلال 2024    محافظ المنوفية يوجه بتوفير كل المستلزمات المدرسية بأسعار مخفضة بمعرض أهلا مدارس في تلا    مصدر أمني إسرائيلي: سنوسع نشاطنا بلبنان حال عدم نزع سلاح حزب الله    مصر تدعو سنغافورة لإقامة منطقة صناعية متخصصة باقتصادية قناة السويس    مفتي الجمهورية يدين الهجوم على مسجد بمدينة الفاشر بالسودان    برشلونة يعلن غياب فيرمين لوبيز لمدة 3 أسابيع بسبب الإصابة    منتخب مصر يحدد 6 أكتوبر موعدًا للسفر للمغرب لمواجهة جيبوتي    هشام نصر: ديون الزمالك 2.5 مليار جنية.. وقريبا سيتم دفع مستحقات اللاعبين    عبد الله السعيد: أتمنى تتويج منتخب مصر بكأس الأمم وجاهز للعودة إذا طُلب مني    للتلاعب في وزن الخبز المدعم.. إحالة مسؤولين بمديرية التموين في الوادي الجديد للتحقيق    تأجيل محاكمة 5 متهمين بخلية اللجان النوعية فى التجمع لجلسة 18 نوفمبر    مصرع فتاة وإصابة 6 آخرين إثر حادث تصادم على طريق العوايد في الإسكندرية    الخميس.. مهرجان القاهرة الدولي للمونودراما يعلن تفاصيل دورته الثامنة    دعم مستشفيات الشيخ زايد وأبوالنمرس والتحرير العام وأم الأطباء في الجيزة بأجهزة طبية حديثة    بالصور - محافظ أسوان يتفقد 1540 مدرسة استعدادًا للعام الدراسي    رابط التقديم على وظائف بنك مصر 2025 لخدمة العملاء.. متاح الآن بدون خبرة    اللجنة المصرية لإغاثة أهالي غزة تتوصل لطفلي طريق الرشيد بغزة.. ووالدتهما: بشكر الرئيس السيسي    تنامى الإرهاب فى الساحل.. اختبارات حاسمة لقدرة الاتحاد الأفريقى على احتواء التهديدات    رفع العلم الفلسطيني على مبنى البعثة الفلسطينية في لندن    إحالة 9 من العاملين المقصرين في عملهم بالشرقية للتحقيق    وزير التعليم العالي يهنئ العلماء المصريين المدرجين في قائمة ستانفورد 2025    بالصور.. حفل استقبال للطلاب الجدد بجامعة شرق بورسعيد الأهلية    "طلاب من أجل مصر" ترحب بدفعة طب الجديدة بجامعة بورسعيد الأهلية (صور)    سبورت ميدياسيت: يوفنتوس يستهدف ضم سافيتش بعد نهاية تعاقده مع الهلال    مع إجراء اتصالات مكثفة .. الأهلي يرفع سقف التعاقد مع المدرب الأجنبي الجديد ل 4 ملايين يورو    تعرف علي تفاصيل البرنامج العلاجي ل إمام عاشور لمواجهة فيروس A    عاجل- قراران جمهوريان بإنشاء منطقة جرجوب الاقتصادية وتخصيص أراضٍ للتنمية الصناعية    رئيس هيئة الاستثمار: مصر استثمرت 550 مليار دولار في تطوير البنية التحتية    "البحوث الزراعية" ينظم المنتدى العلمي الأول حول تطبيقات الإدارة المتكاملة    "الداخلية" تكشف ملابسات فيديو سائق ميكروباص خالف تعريفة الأجرة بالعاشر من رمضان    عميد معهد الفراعنة: اكتشفنا واقعة انتحال صفة رمضان صبحى بالامتحانات صدفة    مدير أمن الفيوم يقود حملة لإعادة الانضباط المروري استجابة لشكاوى المواطنين    ضبط 6 آلاف علبة جبنة فاسدة داخل مخزن خلال حملة تموينية في الأقصر    «الداخلية» تضبط تشكيلا يضم شخصين و3 سيدات بتهمة الترويج للأعمال المنافية للآداب بالقاهرة    «الإحصاء»: 20.9% انخفاضًا في العاملين الأجانب بالقطاع الحكومي خلال 2024    ب "التايجر".. ريم سامي تخطف الأنظار بإطلالة أنيقة    "بحب الفسيخ وكانت بتخدم علينا".. وفاء عامر تكشف سر علاقتها ب"أم مكة"    متحدث فتح للقاهرة الإخبارية: الاعتراف بالدولة الفلسطينية لحظة تاريخية فارقة    أمير كرارة: معايا صورة ل هنا الزاهد ممكن تدمرها لو نزلتها    "الغردقة لسينما الشباب" يكشف عن لجان تحكيمه .. وداود رئيسا لمسابقة الأفلام الطويلة    هينسحبوا تمامًا.. 3 أبراج لا تقبل العلاقات السامة «التوكسيك»    هل يجوز للأخ الزواج من امرأة أخيه بعد الطلاق أو الوفاة؟.. أمين الفتوى يجيب    وزير الأوقاف يشهد احتفال نقابة الأشراف بالمولد النبوي الشريف    العوارى: ما يحدث للأبرياء من تدمير منازلهم لا يمت بصلة للأخلاق التي جاء بها الأنبياء جميعا    إنجاز جديد لجامعة بنها بمؤشر نيتشر للأبحاث العلمية Nature Index    رئيس جامعة القاهرة يتلقى تقريرا عن مؤشرات الأداء بمستشفيات قصر العيني    محافظ المنوفية يوجه بزيادة منافذ صرف الأدوية ودراسة تعلية دورين للتأمين الصحي بتلا    وزارة الصحة: تقديم 17 ألف خدمة طبية في طب نفس المسنين    تحذير من أدوية البرد للأطفال دون وصفة طبية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 22-9-2025 في محافظة قنا    «الإسكان» تستعد لطرح المرحلة الثانية من 400 ألف وحدة.. أكتوبر المقبل    موعد أذان الظهر ليوم الإثنين ودعاء النبي عند ختم الصلاة    الدوري المصري بشكل حصري على "أبليكشن ON APP".. تعرف على طريقة تحميل التطبيق    بعد الظهور الأول لهما.. ماذا قال ترامب عن لقائه ب ماسك؟    وزير الخارجية يلتقى مع رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    أحمد العوضي: لو هتجوز مش هقول.. ومشغول بمسلسل «علي كلاي» لرمضان 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علاج مرضى إسرائيل بسرقة أعضاء فقراء مصر
عصابة 6 أكتوبر تكشف عن شبكة إسرائيلية للاتجار فى الأعضاء البشرية بين القاهرة وعمان وتل أبيب
نشر في اليوم السابع يوم 17 - 09 - 2009

لم يخطر فى ذهن أحمد جودت الملط، مدير نيابة أول أكتوبر، خلال تحقيقه مع أعضاء العصابة الأردنية الذين تم إلقاء القبض عليهم الأسبوع الماضى بتهمة الاتجار فى الأعضاء البشرية هذا السؤال «س: ما هى علاقتكم بإسرائيل؟».. والرجل معذور فالسؤال يبدو بعيداً عن موضوع القضية إذا ما تناولناها منفصلة عن سلسلة أعمال إجرامية كُشف عنها مؤخراً فى عدة دول حول العالم، فكثير من الدلائل بالإضافة إلى بعض الأسئلة المنطقية تشير إلى أنها جزء من أمر أكبر بكثير من مجرد فقراء أردنيين دفعهم فقرهم لبيع «قطع من أجسادهم».
لتكن نقطة البداية من «العصابة» الأردنية التى تم الكشف عنها فى القاهرة.. والتى من الخطأ وصفها «بالعصابة»، ف«الشبكة الإجرامية الدولية» هو التوصيف الأدق لها، بحسب تعريف خبراء القانون.
المفاجأة فى هذه القضية أن المصريين لم يلعبوا بها أى أدوار رئيسية - رغم أن تنفيذ عمليات البيع على مدار أكثر من عامين كان بالقاهرة ومصر كانت مجرد «مقر» لتنفيذ عملية البيع، ونقطة التقاء بين الأطراف الثلاثة السمسار والبائع والمشترى، الأمر الثانى هو جنسية الأشخاص محل تلك الصفقات فهم وإن كانوا يحملون جوازات سفر أردنية، لكن أغلبهم من اللاجئين الفلسطينيين فى الأردن والمجنسين بجنسيته.
أفراد الشبكة الذين ألقى القبض عليهم فى مصر ليسوا هم جميع أعضاء ذلك التشكيل الإجرامى فاعترافاتهم تشير إلى أن هناك أفرادا آخرين لم يتم القبض عليهم. فالأنشطة المختلفة للشبكة متواجدة بثلاث مناطق «دول الخليج، الأردن، مصر»، وهو ما يجعل من المنطقى أن يكون لها ممثلوها فى عدد كبير من الدول الخليجية، وهؤلاء مهمتهم البحث عن المشترى ثم يحددون احتياجاته من «قطع الغيار البشرية»، ويرسلون «الطلبية» لأعضاء الشبكة بالأردن، التى يتواجد بها الراغبون فى بيع قطع من أجسادهم، وهؤلاء دورهم البحث عن البائع المناسب ، الذى يطلق عليه المتبرع، والاتفاق معه على السعر، حتى نصل إلى دور «فرع» الشبكة فى القاهرة.
ما سبق يفرض علينا أسئلة عديدة: لماذا الأردن دون غيرها من البلاد العربية؟ لماذا الشباب الأردنى من أصل فلسطينى تحديدا؟ مع أنه توجد دول عربية كثيرة تعيش ظروفا اقتصادية أسوأ عشرات المرات منها، ربما نجد إجابة مقنعة إذا طرحنا على أنفسنا هذا السؤال «من هو الأكثر تورطا فى هذه التجارة، والأكثر قرباً من مصر والأردن والذى يستهدف الفلسطينيين وثبت تورطه فى تجارة أعضائهم؟ أليست إسرائيل؟».
السبب الذى يثير الشبهات حول الإسرائيليين قصة أخرى لشبكة إسرائيلية تتاجر فى أعضاء بشرية لم يعرف مصدرها حتى الآن، ولا يفسرها سوى أن تكون «الشبكة» الأردنية سالفة الذكر جزءا منها، والميل إلى ذلك الربط يدفعنا إليه زعيم الشبكة بالقاهرة وسنعود لما قاله بعد أن نتحدث عما أطلقت عليه وسائل الإعلام الأمريكية «قضية الفساد الكبرى».
المصادفة وحدها هى التى قادت المباحث الفيدرالية نهاية يوليو الماضى للقبض على «تنظيم نيوجيرسى»، فمنذ 10 سنوات اعتقل إسرائيلى متورط فى عملية «بسيطة» للاحتيال على المصارف، واكتُشف أنه عضو فى شبكة إجرامية إسرائيلية، وبعد صفقة بينه وبين الFBI، أفرج عنه مقابل أن يتحول إلى «مخبر»، حتى نجحت ال FBI فى الإيقاع بجميع أفراد الشبكة فى أمريكا، والتى اتضح أنها متخصصة فى عدة أنشطة إجرامية، على رأسها «الاتجار فى الأعضاء البشرية»، أما قيادات «الشبكة» فهم حاخامات يهود، ثبت أنهم جزء من شبكة دولية، يلعبون فيها دور همزة الوصل بين فرع «الشبكة» فى أمريكا، ومقر الإدارة الرئيسية لها الذى ثبت أنه «إسرائيل».
المعلومات قادت الFBI للكشف عن أن «تنظيم نيوجيرسى» جزء من شبكة أكبر تغطى العالم كله، وتم تحديد فروعها ودور كل منها كالتالى: الولايات المتحدة متمثلة فى مدينة نيوجيرسى ومنها تدار أنشطتها فى أمريكا كلها، وسويسرا لإدارة الأنشطة فى أوروبا، وإسرائيل الإدارة الرئيسية. إلى هنا وصلت التحقيقات الأمريكية لأقصى ما استطاعت، وبقى أمامها لغز لم تستطع حله.. «من أين حصلت الشبكة على الأعضاء البشرية التى تاجرت فيها؟».
لم تتوافر سوى معلومات متناثرة عن أسر يمنية تتهم «تنظيم نيوجيرسى» بخطف أبنائها إلى أمريكا وسرقة أعضائهم، وهو ما جعل الاحتمالات تقود إلى المكان المتبقى الذى لم يحدد طبيعة نشاط «الشبكة» فيه وهو «الشرق الأوسط»، ومن هنا نعود إلى تصريحات زعيم «الشبكة» الأردنية فى القاهرة حمزة عبدالمطلب، لجريدة الشروق والتى قال فيها «فقراء الأردن يبحثون عن العصابات الدولية لبيع الكلى ويتم الاتفاق على تنفيذ العملية خارج الأردن فى إسرائيل أو مصر»، مؤكداً أن «أسعار عمليات نقل الأعضاء فى إسرائيل أرخص بكثير عن مصر»، مشيراً إلى أن التجار الدوليين فى الغالب يختارون «الفلسطينيين من سكان مخيم البقعة»، حمزة بدا من كلامه أنه يعلم جيداً كيف تسير تلك التجارة فى إسرائيل خاصة عندما أضاف: «فى إسرائيل عمليات نقل الأعضاء تتم بسهولة شديدة، وأسعار زهيدة، وهناك مستشفيات متخصصة فى تلك العمليات، والقانون الإسرائيلى يوفر جميع التسهيلات للمرضى والبائعين».
وهو ما يجعل من غير المستبعد أن يكون سبق لحمزة تنفيذ عمليات فى إسرائيل، وهذا ما يذهب بنا نحو احتمالية أن تكون إسرائيل تتاجر فى الأعضاء البشرية العربية تحت «غطاء عربى».
وهذا له ما يبرره فبالتأكيد أثرياء الخليج أكثر المشترين لهذه السلعة - لن يثقوا فى سلامة «الأجزاء البشرية» المباعة لهم من إسرائيليين، لكن فى حالة تأسيس فرع عربى للشبكة، يديره عرب فهذا أفضل، خاصة أنهم أردنيون، وهم أكثر العرب الذين يستطيعون التعامل مع الإسرائيليين بسهولة، بسبب القرب الجغرافى بين البلدين، وسهولة حركة التنقل بينهما، والتطبيع الذى يربطهما.
هناك لغز آخر فى قضية «الشبكة الأردنية» بالقاهرة وهو مستشفى «دار الفتح الطبى»، مقر إجراء عمليات نقل الأعضاء من الباعة للمشترين، والتى يملكها الدكتور أحمد عبدالعزيز مساعد الجراحة العامة بطب الأزهر، فهناك «تغطية غير مبررة من السلطات المصرية على تورطه فى القضية» والكلام لعمرو مصطفى أحد مسئولى المكتب الإقليمى للائتلاف العالمى لمكافحة الاتجار فى الأعضاء البشرية COFS، مؤكدا «ثبت منذ 3 سنوات قيام أحد مستشفياته بعمليات نقل أعضاء بشرية بالمخالفة للقانون، وأغلق المستشفى، ثم عاد إلى نفس نشاطه بتصريح رسمى من وزارة الصحة»، والمفاجأة أن ظروف القضيتين واحدة «تجار أردنيون، مشترون خليجيون، أما الباعة فسوريون وفلسطينيون من مخيمات اللاجئين بسوريا»، الدكتور حمدى حسن عضو لجنة الصحة بمجلس الشعب، يقول «كل شىء وارد أن تكون لدينا عصابات دولية لتجارة الأعضاء ما دام لا يوجد قانون لتنظيم نقل الأعضاء، وإذا وجد فثقافة عدم احترام القوانين فى مصر، تنذر بأن الأمور ستزداد سوءاً، وإذا لم ينشط الإسرائيليون فى تلك التجارة الآن فسينشطون قريباً».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.