تنطلق فعاليات الدورة ال6 لبانوراما الفيلم الأوروبى الأربعاء المقبل، والتى تنظمها شركة أفلام مصر العالمية، حيث يعرض فى حفل الافتتاح الفيلم النرويجى البريطانى المشترك "كون تيكى"، وتوسع البانوراما أنشطتها فى دورتها السادسة وتستمر لمدة 10 أيام تعرض خلالها العديد من الأفلام الأوروبية فى دور 3 دور عرض سينمائية. وقالت مديرة المهرجان ماريان خورى إنه رغم مناخ عدم الاستقرار الذى يشهده الشارع المصرى، فقد نجحت بانوراما الفيلم الأوروبى فى الصمود، وستشهد الدورة المقبلة زيادة فى عدد العروض، ويشارك حوالى 50 فيلما. وأضافت خورى أنها تؤمن بأن السينما يجب أن تظل عنصرا أساسيا من مكونات النسيج الثقافى للمجتمع المصرى، خاصة فى الظروف السياسية الصعبة، حيث تعد وسيلة للتعبير عن الرأى وأحد أشكال فنون المقاومة، موضحة أنها ومعها فريق عمل المهرجان عملوا طوال هذا العام على حسن توزيع أماكن العرض جغرافيا لتيسير سهولة وصول الجمهور إليها ولتلبية احتياجات مختلف الفئات السكانية فى مدينة القاهرة، كما حرصت على أن تكون التذاكر بأسعار بسيطة وموحدة فى جميع السينمات. وتشمل مسابقات المهرجان على 6 أقسام مختلفة هى "مختارات أوروبية" وتضم الأفلام الأوروبية التى أنتجت العام الماضى آخذة فى الاعتبار الأفلام التى نالت إعجاب النقاد فى المهرجانات الدولية الكبرى كمهرجان كان وفينيسيا وبرلين، لتقديم ثقافات وسينما مختلفة من جميع أنحاء أوروبا تشمل أفلاما من الدول الاسكندنافية وغرب أوروبا وأوروبا الشرقية وحوض البحر المتوسط، وسيتم هذا العام إلقاء الضوء بشكل خاص على السينما الاسكندنافية. ومن أقسام المهرجان أيضا قسم "موعد مع الفيلم الوثائقى"، حيث يعرض خلاله أفلام تسجيلية ليست فقط من أوروبا ولكن من العالم العربى أيضا كما ستعرض مجموعة مختارة من الأفلام التسجيلية التى أنتجت من خلال برنامج "يوروميد السمعى البصرى 3"، وذلك يأتى تقديرا من إدارة المهرجان للسينما التسجيلية التى يتزايد عدد المهتمين بها فى الفترة الأخيرة. وكذلك قسم خاص بعنوان أفلام "العمل الأول"، ويحتفى بالأعمال المتميزة لمخرجين جدد من خلال منحهم منبرا لعرض أعمالهم، والهدف الأساسى منه هو المساهمة فى إلهام المخرجين الشباب وخلق حوار ثقافى متبادل بين مخرجين "لأول مرة" من أوروبا ومصر، وأيضا بين عشاق السينما، كما يوجد قسم بعنوان "كلاسيكيات البانوراما"، حيث تكرم البانوراما أفضل المخرجين اللذين صنعوا تاريخ السينما وأيضا تحتفى بحفظ الأفلام من خلال عرض نسخ لأفلام تم ترميمها، ويعرض هذا العام أول فيلم روائى للمخرج الفرنسى آلان رونيه "هيروشيما حبيبتى" (1959) برعاية مؤسسة تكنيكولور ومؤسسة جان. ويحمل القسم الخامس عنوان "أفلام قصيرة"، حيث تعرض البانوراما 5 أفلام تتمحور حول النساء فى مصر أنتجت من خلال مشروع "نساء فى مصر الجديدة" الذى تم بالتعاون بين أفلام مصر العالمية والسفارة البريطانية بالقاهرة، أما القسم الأخير فهو "التعليم بالصورة"، حيث ستكون لطلبة المدارس من الفئات العمرية المختلفة فرصة مشاهدة أفلام لا تهدف فقط لإشباع شغفهم بالسينما وإنما أيضا تعليمهم قيمة الحوار والتفكير النقدى فى ظل المناخ دائم التغيير فى مصر. وكشفت ماريان خورى عن أنه سوف يتم تنظيم مؤتمر لتشجيع شباب اليوم على رؤية العمل السينمائى بمنظور جديد ومشاهدة الأفلام كأداة للتعليم، للمساهمة فى تعزيز قيمة التفتح الثقافى والحوار البناء وخلق موجة جديدة من المواهب المتحررة فكريا. وأضافت خورى أن دورة هذا العام تعد بحق ثمرة جهود مكثفة لفريق عمل شاب عاشق للسينما وشغوف لرؤية مصر وهى تسير فى طريق التقدم والانفتاح، لأن عرض أفلام مستقلة وأفلام لم يصل إليها مقص الرقابة هو نضال حقيقى للحصول على فضاء يرحب ويستحسن الأصوات والأفكار غير التقليدية بدلا من أن ينبذها، كما أن دورة هذا العام سوف يتم إهدائها إلى ذكرى د.رفيق الصبان الذى رحل عن عالمنا هذا العام.