فى ظل ما تحياه مصرنا الغالية اليوم من انقسام حاد، واستقطاب وصل إلى حد الكراهية والبغضاء، فما كنا نتصور أن يأتى علينا اليوم الذى يقاطع فيه الأخ أخاه، ويطلق الزوج زوجته، لمجرد اختلافهما فى رأى سياسى، ومع أننى على يقين من أن هذا كله من صناعة النخب الفاشلة، والزعامات الذائفة، فلقد انعكست خطاباتهم غير المسئولة وأحاديثهم المحرضة على المواطن البسيط، حتى استطاعوا أن يشكلوا لديه جمودا فكريا فانساق وراء خطاباتهم ليعكر صفو حياتهم وليعكر صفو وده للآخرين. وجدت أنه من الواجب على وعلى كل كاتب حر أن نعمل جاهدين لنوضح الحقائق ولنغرس لدى المواطنين فكرا بناء يقبل بالاختلاف دون تخوين أو مبادلة اتهام. إن مصر للجميع ليست لتيار ولا لحزب بعينه ولن يحتكرها أحد، مصر لنا جميعا، مسلمين ومسيحيين، إسلاميين وليبراليين وعلمانين، جيش وشرطة ومدنيين، فلا يستطيع إنسان أن يسلب مصرية مصرى لاختلافه معه رأيا وفكرا، فمصر تسعنا جميعا وإن اختلفت أفكارنا. وإن مصر بالجميع ستحيا: فلن يبنى مصر إلا جميع أبنائها بتعاونهم وتكاتفهم يدا واحدة وإن اختلفوا فى الأفكار أو الأطروحات أو الآراء أو الأيدلوجيات، فإن ما يجمعنا هو مصر الوطن الذى إن علا شأنه فسينعكس ذلك علينا جميعا بالإيجاب، وإن أصابه مكروه أو أذى فسينعكس كذلك علينا جميعا دون تمييز لمؤيد أو لمعارض. إن مصر لن تنهض إلا بسواعد أبنائها جميعا بمختلف تياراتهم فيد الله مع الجماعة. هذه دعوة للتفكير والحوار والعمل والاجتهاد من أجل مصرنا الغالية، وفى النهاية أوصيكم أن اجعلوا مصر أولا وقبل كل شىء، اجعلوها نصب أعينكم، واعملوا من أجلها وحافظوا عليها.