اصمدى قليلا يا بلدى سينتهى الليل قريبًا ويعود إليك الأمل، لا تخافى سأحملك على ظهرى بعد أن أنهككِ التعب، اطمئنى ما زال عظمى صلبًا للسير بكِ نحو انتعاش الحرية والأمل. لن أدعهم يعبثون بأوراق تاريخك أو يمزقون أصالتك أو يبعثرون كرامتك أو أدعكِ تبكين إلى نهاية عمركِ، لأنك أنتِ شرف الحياة وأنتِ النجمة المضيئة بأفعالك، والقمر المنير باتزانك، والكأس العذب الذى يتمنى الجميع أن يشرب منه. قلوبنا تنبض باسمك، وتاريخك العريق بجوارك، وقصص الخالدين فى أرجائك. لن تتوقف أرواحنا عن عشقك، ولا أقلامنا عن عشق حروفك، ولا أوراقنا عن لملمة جراحك. أتذكر أسوارك وعتبات أبوابك، أتذكر ساحاتك التى تفوح منها رائحة الياسمين، وبقربها يتمشى عشاقك، وبسمة الرضا تملأ وجوه من أحب ترابك. يا من كنت لى السكن والسكينة، يا من كنت لى الأمن والأمان، وكنت سيدة العربان، وخارطة اسمك يعشقها كل عاشق وولهان مطبوع رسمك بقلبه، يضعوكى بين أجفان عيونهم، وفى صناديق قلوبهم، ودماؤهم تجرى من روائع اسمك. أنت من علمنى الحب والكرامة، أنت من علمنى الصدق والأمانة. أنتى من علمنى أن أحافظ على تاريخك، وأكون إعصارًا ضد أعدائك. وأكون زلزالاً لمن يشوه اسمك، ورصاصًا يخترق صدر من يتلاعب بأرضك. أنت من علمنى أن أكون سورًا أحمى به كرامتك، ومطرًا يرطب آهاتك. قريبًا يا بلدى ستعبق رائحة ترابكِ شوقًا فى نفس الحنين، لأيامك التى ستعود رغمًا عن كيد الكائدين. ونمسح دمعتك وحسرتك وعتمة ليلك، وسيبتسم المقل إليك ِ يا حبيبتى لأنك شامخة بالأبجدية الأبدية يا سوريا.