إن عملى كمحام هو عمل لا أستعين فيه بسلاح نارى أو آلة.. أو مدعوم بقوة مثل رجال الشرطة بجهازهم القاهر، أو رجال النيابة والقضاء بما فيه من سلطة وهيمنة وهيبة سادت وطغت. إننا كمحامين لا نعمل إلا بتوكلنا على الله عز وجل وعلى ما منحنا إياه الدستور والقانون من صلاحيات وحماية. الدستور؟! القانون؟! إنها مصطلحات أصبحت غريبة فى عصرنا الحديث أو تحديدا فى عصرنا الحديث فى مصر المحروسة.. والتى أصبح القانون فيها حبرا على ورق.. يطبقه النظام وقتما يشاء ويتجاهله وقتما يريد.. ظنا منه أنه بهذا السلوك يدعم قوته.. ويشد أزر أنصاره.. ويقوى وجوده وسيطرته على الوطن الجريح . ولكنه ينسى أو ربما يتناسى أن الأمم السابقة.. إنما هلكت حين سادها الظلم وسقطت فيها العدالة. تشرشل فى أوج الحرب العالمية حين أخبروه أن بريطانيا تنهار.. سأل عن أمرين.. هل التعليم يسير جيدا؟.. هل القضاء والمحاكم تعمل وتحكم بالعدل.. فأخبروه أنهما بخير. فقال لهم.. إذا سننتصر فى الحرب. إنها العدالة.. إنه تكافؤ الفرص.. وإحساس المواطن بأنه إذا ظلم فإن حقه لن يضيع أبدا. وهذا ما جعل أمريكا الحلم.. وبلد الفرص التى استقطبت عقول العالم وطاقاتهم البناءة.. إنه النظام واحترام القانون وسلطانه. لا سلطان الحاكم أو ضابط شرطة أو وكيل نيابة أو قاض. إننى كمحام أحتاج لأن أصادق أمين شرطة أو ضابط.. كى أنهى معاملاتى.. رغم أن القانون ينظم أغلب المسائل؛ ولكن الإدارة كثيرا ما تترك الأمور عائمة أحيانا.. لتمكن بعض رجالها من التكسب الغير القانونى من إكراميات وغيره.. "واهم ولادنا بردوا". البداية يجب أن تكون من تفعيل القانون واحترامه من الجميع وتطبيقه على الكل بلا استثناء.. فإذا احترم القانون سيحترم رجل القانون.. وتزيد قيمته، كما يحدث فى أوروبا وأمريكا والتى يعتبر المحامى من أكثر المهن دخلا على الإطلاق. وممارستها تتطلب أمورا لا نتخيلها أبدا من دراسة فى الجامعة واختبارات قبل الدخول فى النقابة وبعد الدخول فيها. فى أحد اجتماعاتنا السابقة بالإسكندرية بلجنة الحريات التى واجهت العديد من المشاكل.. تحدث المحامون عن التجاوزات تجاههم والمشاكل التى تعترضهم فى الأقسام وقاعات المحاكم والنيابات.. تحدثنا طويلا طويلاً.. وكنت آخر من تحدث بكلمات كانت خاتمة الاجتماع.. وهى كيف يحترم رجل القانون.. فى وطن..؟ محام وباحث ماجستير فى القانون عضو اتحاد كتاب مصر