تحت عنوان "كيف يقسم الخلاف السنى الشيعى العالم"، تحدث الكاتب البريطانى البارز روبرت فيسك فى مقاله اليوم الخميس، بصحيفة "الإندبندنت"، عن حقيقية الخلاف بين السعودية والولايات المتحدة، وقال إن الرفض غير المسبوق من قبل السعودية لمقعد فى مجلس الأمن لا يتعلق فقط بسوريا، وإنما بالرد على التهديد الإيرانى. ويقول فيسك إن الانقسام التاريخى، والمأسوى أيضا، فى العالم الإسلامى بين السنة والشيعة، أصبح له تداعيات فى جميع أنحاء العالم، فالحرب الأهلية السورية والتحالف الأمريكى مع الأنظمة الخليجية السنوية التى يصفها بالمستبدة، وشكوك السنة إزاء إيران الشيعية، ينعكس على عمل الأممالمتحدة. وأشار فيسك إلى أن رفض الرياض مقعدًا فى مجلس الأمن خطوة لم يسبق لها مثيل من قبل أى عضو فى الأممالمتحدة، للتعبير عن استياء النظام الملكى من رفض واشنطن لضرب سوريا بعد استخدام الأسلحة الكيماوية فى دمشق، لكنها تعبر أيضا عن مخاوف السعودية من أن يستجيب باراك أوباما للمبادرات الإيرانية لتحسين العلاقات مع الغرب. ويقول فيسك إن الأمير بدر بن سلطان، مدير المخابرات السعودية، والذى تجمعه صداقة برئيسها السابق جورج بوش خلال سنواته ال22 كسفير لبلاده فى واشنطن، يحذر الأمريكيين الآن بأن السعودية ستجرى تغييرا كبيرا فى علاقتها مع أمريكا، ليس فقط لفشلها فى مهاجمة سوريا، ولكن لعدم قدرتها على التوصل إلى تسوية عادلة للصراع الفلسطينى الإسرائيلى، لكن الأمير لم يكشف عن هذا التحول الذى ربما لا يكون أكثر من حديث عن استقلال عن السياسة الخارجية الأمريكية، حسبما يقول الكاتب. ويشير فيسك إلى أن السعوديين يلومون أوباما على سماحه بسقوط مبارك، ويلومون الأمريكيين على دعمهم للرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى، معتقدا أن السبب فى ذلك يرجح لرفضهم الانتخابات والديمقراطية، على حد قوله، والآن يقدم السعوديون المساعدات للنظام الجديد فى مصر، والذى يصفه بالنظام العسكرى.