علاقة محمد زيدان لاعب بوروسيا دورتموند الألمانى بالمنتخب المصرى لكرة القدم، تحمل تناقضًا غريبًا تنعكس فيه أطراف العلاقة، يتبادل الطرفان أماكنهما، بصورة مفاجئة ويكون الخاسر الوحيد من هذا التبادل غير الشرعى هو الكرة المصرية. العلاقة بين أى لاعب ومنتخب بلاده، تتمثل فى تحقيق المنتخب أقصى قدر من الاستفادة من اللاعب خلال المباريات، وفى المقابل يكفى اللاعب شرف المشاركة الدولية فى المقام الأول، وفرصة الاحتكاك بمنتخبات قوية والظهور أمام العالم. هذه هى العلاقة فى أبسط صورها، تبادل للمنفعة يكون المنتخب فيها هو المستفيد الأكبر من مشاركة اللاعب، أما فى حالة زيدان والفراعنة، فالصورة مخالفة تمامًا، حيث شذ النجم المصرى عن هذه القاعدة، فالمنتخب لم يستفد من زيدان قدر استفادة اللاعب من التواجد فى صفوف الفراعنة، حيث صنع المنتخب نجومية «زيزو»، وأعاد إليه بريقه فى فترات خفت فيها نجم اللاعب. ففى كأس الأمم الأفريقية 2008، انضم زيدان لصفوف المنتخب، بعد أن قدم مستوى مخيبا للآمال فى الدور الأول من الدورى الألمانى مع فريقه السابق هامبورج، وكانت البطولة فرصة جيدة لزيدان ليعوده لمستواه وسط مساندة كبيرة من زملائه فى المنتخب. ومهد المستوى الذى ظهر به زيدان لانتقاله لفريق بوروسيا دورتموند بعد انتهاء الموسم الماضى، وفى الموسم الماضى عجز اللاعب عن فرض نفسه على التشكيلة الأساسية لفريقه، وبعد انتهاء الموسم شارك زيدان مع الفراعنة فى كأس القارات، وتألق اللاعب فى البطولة لترتفع أسهمه مجددًا، وتدخل بعض الأندية الإسبانية فى مفاوضات لضمه. على الجانب الآخر، قابل زيدان النعمة بالجحود، واستغل اللاعب كل فرصة للتهرب من المشاركة مع المنتخب ليبتعد عنه مفضلاً التواجد مع فريقه الألمانى. مسلسل «جحود زيدان» بدأ مع انطلاقة مشوار المنتخب فى تصفيات كأس العالم 2010، حيث رفض اللاعب المشاركة فى المباريات التأهيلية للفراعنة، وهو ما ترتب عليه قيام الجهاز الفنى باستبعاده، قبل أن يتقدم زيدان باعتذار عاد على أثره للمنتخب مجددًا. ولم ينته المسلسل بعد هذه الحلقة، وعاد اللاعب للجحود والتمرد من جديد، حيث تجاهل اختيارات الجهاز الفنى له فى مباراة غينيا الودية، ولم يقم بالرد على كل الاتصالات التى حاولت الاستفسار عن سبب تغيبه، وتردد وقتها أن اللاعب مُصاب، ثم شارك بعدها بيومين مع بروسيا دورتموند فى الدورى الألمانى. وكان اللاعب قد تغيب من قبل عن المشاركة فى كأس الأمم الإفريقية 2006، كما تمرد على اختيارات الجهاز الفنى فى كأس الأمم الإفريقية 2008 حين علم بجلوسه احتياطيًا فى مباراة أنجولا، وقال إنه مريض ولا يستطيع المشاركة.