من المقرر أن يتم تشكيل إدارة جديدة فى شركة الخطوط الجوية الإيطالية المتعثرة "أليتاليا" لتنفيذ أحدث خطة لإنقاذها، وذلك حسبما قالت الشركة اليوم الثلاثاء، بعد موافقة مساهميها على ضخ رأسمال بقيمة 300 مليون يورو (407 ملايين دولار). وتم الإعلان عن القرار بنهاية اجتماع استمر لمدة طويلة كان قد بدأ الاثنين فى حوالى الساعة الخامسة مساء (1500 بتوقيت جرينتش). وسيتم إمهال مساهمين من بينهم شركة الخطوط الجوية الفرنسية الهولندية "أير فرانس كيه إل إم" التى تمتلك حاليا حصة نسبتها 25% حتى يوم 16 تشرين ثان/ نوفمبر للإعلان عن حجم المبلغ الذى يريدون المساهمة به. وجاء فى بيان للشركة أن "مجلس إدارة أليتاليا، قبيل إجراء تغيير محتمل على الملكية عقب زيادة رأس المال، يعبر عن عزمه تقديم استقالة نهائية". كانت أليتاليا التى خسرت 294 مليون يورو فى الأشهر الستة الأولى من العام غيرت مديرها التنفيذى فى أبريل. واختير فى ذلك الوقت للمنصب جابريل ديل تورشيو، وهو إيطالى، نجح فى السابق فى تصحيح حظوظ شركة دوكاتى لصناعة الدراجات النارية. ومن شأن صفقة الإنقاذ بقيمة 500 مليون يورو، ومن بينها 200 مليون يورو فى شكل قروض من بنوك إيطالية أن تبعد شبح الإفلاس عن شركة الطيران. لكنها قوبلت بانتقادات باعتبارها مساعدة حكومية محظورة بموجب قواعد الاتحاد الأوروبى؛ لأنه تشمل مساهمة بما يصل إلى 75 مليون يورو من هيئة البريد الإيطالية، وهى شركة لخدمات البريد مدرج سهمها فى البورصة ما قد يجعلها تحل محل "أير فرانس كيه إل إم" كأكبر مساهم منفرد للشركة. وفى عام 2008، تقدمت "أير فرانس كيه إل إم" لشراء أليتاليا مقابل 5,2 مليار يورو، لكن رئيس الوزراء آنذاك سيلفيو برلسكونى عرقل الصفقة بدعوى اعتبارات وطنية فى إجراء لاقى الكثير من الانتقاد. وجعل الزعيم المحافظ الدولة تتحمل تكاليف تسريح الآلاف وتغطية جزء كبير من ديون أليتاليا، بينما منح العمل الأصلى للشركة إلى مجموعة من رجال أعمال إيطاليين عجزت عن تصحيح حظوظ الشركة.
