تفاقمت أزمة تحصيل الرسم النسبى لإعلانات أفيشات الأفلام السينمائية، وتحصيل الضرائب على الأفلام المطروحة بدور العرض، بين منتجى السينما المصرية والدولة، حيث هدد بعض المنتجين بتحريك دعوى قضائية ضد محافظ القاهرة بعد رفع سعر متر الأفيش فى الشارع، رغم الظروف الصعبة التى تمر بها الصناعة، خاصة مع انهيار إيرادات موسم عيد الفطر السينمائى وانخفاض عدد الأفلام المطروحة بموسم عيد الأضحى المقبل، وطالب المنتجون المسؤولين بالدولة إلغاء الضرائب والرسم النسبى للإعانات، مؤكدين أن الصناعة تمر بحالة كساد لا تخفى على أحد قبل 25 يناير بثلاثة أعوام. وشدد المنتج محمد السبكى خلال تصريحاته ل«اليوم السابع» على ضرورة إلغاء الضرائب نهائيا، على منتجى السينما بصفة خاصة، أسوة بالدول الأوربية التى تدعم صناعة السينما فى بلادها بجانب إعفاء منتجيها عن الضرائب، حيث يقول المنتج: «جميع الدول الأوربية تحرص على النهوض بصناعة السينما لأنها لغة التعبير الحقيقى عنها أمام العالم، بخلافنا نحن الذين لا نجد دعما من الدولة»، ويدلل المنتج على كلامه بقوله «المركز القومى للسينما التابع لوزارة الثقافة المصرية لم يقم بإنتاج أفلام قوية منذ فترة، ولم يحمسوا المنتجين بأى تدعيم لينافسوا بأفلامهم دول العالم». وأكد محمد السبكى أهمية دور الدولة تجاه الفن، قائلا «يجب تدخل الدولة لإنقاذ صناعة السينما فى ظل الأعباء الكثيرة التى نواجهها نحن كمنتجين»، موجها رسالة للمسؤولين مفادها «ارفعوا أيديكم عن الضرائب وسبونا نشتغل». واتفق المنتج أحمد السبكى فى الرأى مع شقيقه، حيث طالب بإعفاء منتجى السينما من دفع الضرائب نهائيا، معتبرا أن هذا يحمس المنتجين على خوض تجارب سينمائية جديدة تزيد من الإنتاج المطروح سنويا بدور العرض، قائلا «لو تم رفع الضرائب، المنتجون هيتشجعوا أكتر ونفسهم تتفتح على العمل». وأضاف أحمد السبكى أن «السينما فى حاجة الآن إلى تكاتف الدولة مع المنتج حتى نستطيع الخروج من الأزمة التى تحاصرنا منذ سنوات»، موضحا أن إيرادات السينما فى موسم عيد الفطر كانت كارثية بكل المقاييس بعد توقف إيرادات فيلمه «قلب الأسد» بطولة حورية فرغلى ومحمد رمضان عن حاجز ال15 مليون جنيه، و«كلبى دليلى» بطولة سامح حسين عند 2 مليون ونصف، إضافة إلى فشل فيلم هانى رمزى «توم وجيمى» وفيلم علا غانم «البرنسيسة» فى تحقيق إيرادات. ويرى المنتج محمد حفظى أن هناك مشاكل كثيرة تمثل عبئا على صناعة السينما بخلاف الضرائب، لافتا إلى أن أبرزها عدم شراء القنوات الفضائية حق عرض الأفلام السينمائية، مما يسفر عن خسارة كبيرة للمنتج السينمائى، ويضيف حفظى قائلاً: «من المعوقات التى تقف أمام صناعة السينما أيضا قلة وتأخير دعم الدولة للمنتج السينمائى مما يؤثر بالسلب على الصناعة». ويؤكد بعض مديرى دور العرض السينمائية، أن هناك اتجاها من بعض أصحاب السينمات لإغلاقها وتحويلها إلى مشروع تجارى آخر، بعد الأزمات المتتالية والمتواكبة على صناعة السينما، والتى تتمثل فى عزوف الجمهور عن دخول السينمات بسبب توتر الأوضاع السياسية فى البلاد وارتفاع نسبة الضرائب والرسم النسبى على الإعلان، وقلة الأفلام المطروحة، موضحين أن هناك بعض الملاّك لم يستطيعوا دفع رواتب العاملين مما خلق أزمة بين العمال والإدارة. ولفت مديرو دور العرض إلى أن السينمات لم تشهد إقبالا كالمعتاد فى احتفالات أكتوبر، مرجعين الأسباب إلى مظاهرات الإخوان التى خلقت الفزع فى قلوب رواد السينما، مما حال بين مشاهدتهم للأفلام المطروحة، ويأمل مديرو دور العرض أن يلاقى موسم عيد الأضحى المقبل توافدا من قبل الجمهور لانفراج الأزمة، حيث يشهد طرح أفلامك «القشاش» لمحمد فراج وفيلم «هاتولى راجل» لشريف رمزى، وفيلم «قلب الأسد» لحورية فرغلى وحسن حسنى، وفيلم «عش البلبل» لسعد الصغير والراقصة دينا.
